فهد ابو الحاج يختتم مشاركته في مؤتمر الاسرى الذي عقد في المغرب
نشر بتاريخ: 30/01/2011 ( آخر تحديث: 30/01/2011 الساعة: 13:02 )
القدس -معا- اختتم فهد ابو الحاج مدير عام مركز ابو جهاد لشؤون الحركة الاسيرة في جامعة القدس ، مشاركته في المؤتمر الذي عقد بالمملكة المغربية لمتابعة قضية الاسرى وتدويلها ، وجاءت مشاركة ابو الحاج ضمن الوفود الفلسطينية الرسمية والشعبية المشاركة باعمال المؤتمر .
وكان ابو الحاج قد بدأ قبل شهور باطلاق فكرة شموع الحرية لتجوب شواطيء العالم ، لذا فانه يستغل اي فرصة لاستقطاب المؤيدين والداعمين لهذه الفكرة ،والتي تعد مكملة لما يجري العمل عليه من تدويل قضية الاسرى .
ويقول ابو الحاج :"بالقدر الذي نجند به من الشخصيات والفعاليات والمؤسسات العربية والدولية ،نكون قد اسرعنا باطلاق السفينة ،والتي نتوقع لها الكثير من الانجازات ،والتي بدورها ستسهم بزيادة الضغوط على اسرائيل واجبارها ،على اطلاق سراح الاسرى".
ومن جانب آخر يواصل مركز ابو جهاد سرد قصص وحكايات الاسرى القدامى ،وذلك ادراكا من القائمين عليه ،باولوية العمل على اطلاق سراحهم .
الاسير خالد داود الازرق
الاسير خالد من مواليد العام 1966 في مخيم عايدة للاجئين ،بعد ان هجرت عائلته من قرية القبو في نكبة العام 1948 ،وقد كان خالد منذ نعومة اظفاره شابا يملئه الامل بالحرية والانعتاق هو وشعبه من الاحتلال والظلم ،ويحلم ايضا بالعودة الى قريته التي كان والداه دائما يحيطونه بالاحدايث عن نمط الحياة فيها ،وما كان لهم وعليهم من زخم الحياة ،وبساطة العيش وهنائه ،لتظل هذه الاحدايث لا تفارق عقله ،وتظل الاسئلة تمطر على رأسه ،بانه لماذا لا نستطيع نحن كما بقية شعوب الارض من التمتع بالحياة ،وكان الجواب دائما هو اطماع وغزو الاخرين ،وبقاء الاحتلال جاثما على صدورنا .
ما ان وصل الاسير خالد المرحلة الثانوية حتى كان قد نضج وطنيا بما اهله للانطلاق والمشاركة مع ابناء شعبة الذين هبو للانعتاق من الاحتلال ،وقد تعرض للاعتقال وهو لا يزال بالمرحلة الثانوية ،حيث اعتقل اعتقالا احترازيا لمدة 18 يوما ،ثم اعتقل لاكثر من مره اعتقال اداري ،وفي عام 1982 اعتقلته قوات الاحتلال الاسرائيلي ،وهو وشقيقته "خولة" ،وهدم بيت العائلة ،لتعيش العائلة لاكثر من سنة ونصف في خيمة ،تقاسي البرد والمآسي العديدة ،وبقي خالد في السجن لمدة سنتين ونصف .
اثناء فترة اعتقالة هذه تمكن خالد مع اثنين من الاسرى هم "مخلص برغال وخالد برغوث " ،من الهرب من السجن ،بعد ان تمكنوا من مخادعة حراس السجن ،الا ان محاولتهم لم تكتمل بالنجاح حيث تم اكتشاف امرهم ومطاردتهم خارج اسوار السجن ،والقاء القبض عليهم وتعذيبهم بكل وحشية ، وعزلهم في زنازين العزل الانفرادي لعدة شهور عقابا لهم على محاولة الهروب هذه .
بعد ان خرج الاسير خالد من المعتقلات عمل في عدة مهن واعمال كعامل يتقاضى القليل من الاجر ،الا انه لم يولي اي من تلك المهن اية اهمية ،ليس لشيء ،بل لانه كان لا يرى سوى مشروع واحد محقق النجاح ،الا وهو مشروع حرية شعبة ونيله الاستقلال ،لذا بقي يتابع الامور من حوله ،وتعرف في هذه الفترة الى الشهيدة المناضلة امل العطابي ،والتي تزوجها خلال سنين الانتفاضة الاولى .
الا ان زواج الاسير خالد من المناضلة امل ،لم يكن كاي زواج ،فعدى عن انهم تقاسموا الاحلام الوردية الخاصة بهم ونمط حياتهم ،الا انهم تقاسموا ايضا الحلم الوطني ،وانضم كليهما الى العمل الفدائي خلال الانتفاضة الاولى ،وفي تاريخ 31-12-1991 ،استشهدت المناضلة امل ،خلال قيامها بعملية فدائية بالقدس .
اعتقل الاسير خالد بتاريخ 12-2-1991 ،في جبال منطقة كوبر في محافظة رام الله ، بعد ان اتقن التخفي لفترات طويلة ،ونجح لاكثر من مره من الافلات من قبضة الاحتلال ،وما بعد اعتقاله استمر التحقيق معه لعدة شهور نقاسى خلالها الامرين ،وبغية زيادة الضغوط النفسية عليه ،قام جهاز المخابرات الاسرائيلية باللعب باعصابه ،وتذكيره بان زوجته الشهيدة امل كانت حامل ،وان ابنه قد توفي مع زوجته ،وبان حياته سيزيد جحيمها اذا لم يتعاون مع الاحتلال ،ولم تتمكن اجهزة المخابرات من النيل منه ،وصمد الى ان حكم عليه بالسجن المؤبد مدى الحياة .
لا يزال تاريخ 31-12 من كل عام يعني للاسير خالد الكثير ،فهو يعني له التضحية والفداء وفقدان الحبيبة والزوجة ،كما يعني له عاما آخر من الاحتلال والحرمان ،وعاما آخر من السجن والعذاب والبعد عن الاهل والاحبة ،الذين ناضل خالد ومن معه ،لتمكينهم من العيش الكريم ،وتقول شقيقته "ماجدة " لقد تم اعتقالي زوجي لسنوات ،وعاش فترات طويلة مع شقيقي خالد ،ومن خلال ملازمته له ،وصف لي ان طقوس خالد في كل عام ،لم تختلف في ذكرى استشهاد زوجته امل ،فهو في هذا اليوم من كل عام ،يرفض الحديث مع اي شخص ،كما يرفض المشاركة في اي فعالية او نشاط ،ويبقى طيلة هذا اليوم صامتا ،ويبدو انه يعكف على العيش مع ذكرياته واحلامه ويتقاسمها وزوجته امل لوحدهما ،ولا يريد اي احد يشاركه بذلك .
في داخل سجنه ،واضب الاسير خالد منذ بدء اعتقاله الى الان على القراءة ،فهو من الذين يفضلون مجالسة الكتب ،وتذكر شقيقته ماجدة انه في كل زيارة يطلب المزيد من الكتب ،ولم يطرأ تغيير على برنامجه هذا طيلة العشرين عاما المنصرمه ، كما انه رياضي ممتاز ، بغية ابقاء جسمه قويا ،وتعبيرا عن رفضه من نيل السجن لجسده ،بالاضافة الى انه قيادي ومتحدث باسم الاسرى ،وكثيرا ما يتزعم مطالبهم ويكون رأس الحربة في مواجهة ادارة السجن .
غير ان الاسير خالد وانطلاقة من ايمانه المطلق ،بضرورة اكمال مشاوره النضالي من داخل سجنه ،وبكل ما استطاع ،فقد قام بتبني اسيرين من الاشبال ،هذين الاسيرين اللذان يعتبران خالد بمثابة الاب لهما ،ولعله بهذه الطريقه ،تمكن من جعل حياته تعرف الكمال ،كما استطاع من تخفيف آلام وعذابات الاخرين ،واضفاء روح اخرى لهم ،تبقي املهم كبيرا ومعنوياتهم عالية دائما .
شارك الاسير خالد بكل الاضرابات التي نضمتها الحركة الاسيرة اثناء وجوده في سجون الاحتلال ،وكان دائما يحاول رفع معنويات الاخرين وتوضيح ما للاضراب من اهمية لابقاء الندية مع ادارة السجون قائمة ،ولتحقيق انجازات تخفف قدر الامكان من معاناة الاعتقال ، غير ان الاضرابات وغيرها ،قد سببت للاسير خالد العديد من الامراض ،فقد عانى من التهابات باللوز وآلام في المفاصل ،وقد اجريت له عملية جراحية لذلك ،الا انه لا يزال يعاني من مرض "الدسك" .
يتمكن كل من والديه الذين اقتربى من اوساط السبعينات من عمرهما من زيارته كما تتمكن شقيقاته من زيارته ، باستثناء شقيقته ماجده التي تمنع امنيا من الزيارة ،ولا تتمكن من زيارته الى كل فترات طويلة ،شقيقته التي وجهت اشارات بضرورة زيادة الاهتمام الرسمي بقضية الاسرى والقدامى منهم تحديدا ،وقالت بانه يلاحظ تراجع بالاهتمام بهذه القضية ،وان قضية شاليط قد سببت الاحباط لاهالي الاسرى والاسرى انفسهم .
الاسير نهاد يوسف جندية
من مواليد قطاع غزة عام 1973 ، وقد حكم عليه 25 عاما كان طالباً مجداً وطيب المعشر وفي العلاقات الاجتماعية وكانت هذه العلاقات مميزة بين نهاد وصديقه محمد حمدية " الاسير حالياً" وابن عمه " الشهيد عاطف" كان ثلاثتهم لايتفارقون الا حين يذهبون للنوم, يقضون الوقت سوياً يشاركون في نشاطات الانتفاضة متقاربين ليس بعيداً عن بعضهم لقد اعتادو على ذلك حتى قنص جنود الاحتلال الاسرائيلي عاطف, استشهد على اثرها وهو ما اجج الحقد في صدر نهاد ومحمد تأجيجاً دفعهم الى التصميم على الثأر لدمه وقد اقسم الاثنان على ذلك.
لم يعودا يهتمان بالذهاب للثانوية ولمتابعة دروسهما فقد كان همهما ينحسر في النضال والبحث عن طرق الرد على الرصاص القاتل ، تسللا على شكل عاملين الى داخل الخط الاخضر وقد اقتنعا ان الامر اسهم في تحقيق هدفهم على الرغم انهما مازالا طفلين.
تربصا لمستوطن وقتلاه يوم 14/7/89 وكان عمرهما لم يتجاوزا الخامسة عشر الا شهورا وحوكما "نهاد ومحمد" بالاعتقال 25 عاماُ لكل واحد منهما وقامت جرافات جيش الاحتلال بتنفيذ سياسة العقاب الجماعي بحق عائلة نهاد وقامت بتدمير منزله.
تابع نهاد دروسه داخل السحن وقد حصل على الثانوية العامة. املاً ان يكمل دراسته الجامعية كان يتمنى على الله ان يرى والدته ووالده قبل ان يفتقدهما الله برحمته وكانت ارادة الله جل وعلى هي الغالبة ولن يبقى لنهاد الا قراءة الفاتحة على روحهما ويرسلها من خلف القضبان.
الزيارات للمتحف
فقد زار المتحف العديد من الوفود والشخصيات الاجنبية ،فقد زار المتحف السيد "مايكل هارفي "المدير العام للوكالة الامريكية للتنمية الدولية ،في الضفة الغربية وقطاع غزة ،كما زار المتحف وفد من التلفزيون الاسرائيلي ،برفقة عدد من الذين خدموا سابقا في مصلحة السجون الاسرائيلية نوكان باستقبال الوفود فهد ابو الحاج مدير عام المتحف وطاقم المتحف ،الذين رحبوا بالوفود الزائرة
واثناء جولة الوفود اعطى ابو الحاج الشروحات والتصورات حول كل زاوية من معروضات المتحف والتي تختزل تفاصيل العملية الاعتقالية وكل ما يلقاه المناضلين الفلسطينين من معاملة غير انسانية ولفت الى تنوع الوسائل التي تم استخدامها في شرح هذه المحطات من الوثائق المكتوبة او الصور او اعترافات الاسرائيليين بخصوص معاملتهم للاسرى اضافة الى استخدام الادوات الفنية واسهامات الفنانين الفلسطينين في هذا الجهد ، كما تم وضع تجربة الاسرى في تعبيرهم عن ارادتهم والتي استخدموا في اطلاقها ابسط المواد لتنتج اجمل التحف والمشغولات اليدوية والفنية مشيرا الى المعرضات الفنية ومشغولات الاسرى التي اطلقوا خلالها صرخات للعالم لضرورة تحقيق العدالة وانصاف الشعب الفلسطيني .