بن عامي يعتبر نتيجة الحرب فرصة للتوصل إلى تسوية سياسية
نشر بتاريخ: 19/08/2006 ( آخر تحديث: 19/08/2006 الساعة: 07:13 )
بيت لحم - معا-قال وزير الأمن الداخلي ووزير الخارجية الاسرائيلي البروفيسور شلومو بن عامي، إن نتيجة الحرب الحالية تتيح الفرصة للتوصل إلى تسوية سياسية.
واضاف بن عامي في مقابلة أجرتها يديعوت أحرونوت مع أنه يخشى، بعد أيام من الحرب على لبنان، من قيام جيرانه في المدينة الفلسطينية، قلقيلية، بإكمال ما كاد يقوم به نصر الله، وهو إطلاق الصواريخ على تل أبيب!
كما وراى بن عامي أن هناك فرصاً قد سنحت لإسرائيل الآن قائلا:" عندما حققنا انتصارات باهرة على العدو لم تنشأ ظروف لتسوية سياسية، هكذا كان عام 1967، وكذلك عام 1948. ففي هاتين الحربين لم يكن هناك أية جدال على انتصارنا، ولذلك لم يكن بالإمكان التوصل إلى تسوية سياسية. وفي عام 1973 لم ننتصر بالضربة القاضية، الأمر الذي فتح الطريق أمام السلام مع مصر"، على حد قوله!
" لم نقض على الإنتفاضة الأولى، وجاءت حرب الخليج وكشفت ضعف الجبهة الداخلية، الأمر الذي أدى إلى مؤتمر مدريد ثم إلى اتفاق أوسلو. والآن، وبعد أن وصلنا إلى حالة من التعادل مع العدو في الشمال، يجب استخدام ذلك كمنصة للوصول إلى تسوية سياسية. هذا هو الهدف الذي يجب أن نسعى إليه".
أما بالنسبة للحرب على لبنان، فيقول إن حكومة أولمرت دخلت الحرب بسبب عدم وجود جدول أعمال لديها.
وفيما يتعلق بفك الإرتباط فيقول بن عامي إن صواريخ المقاومة الفلسطينية أوضحت لكل إسرائيلي عاقل أن فك الإرتباط قد دفن. وبحسبه فقد كانت حكومة أولمرت بدون مهمات وبدون أجندة، وإلى حد كبير ساهم هذا الأمر في تسهيل انشدادها إلى الحرب على لبنان.
ويتابع أنه لم يكن على أولمرت أن يخرج إلى هذه الحرب، فقد كان ذلك متسرعاً في الوقت الذي لم تكد الحكومة الجديدة تسيطر على كافة الأجهزة. ولم يكن من الصواب الإندفاع نحو حرب شاملة، خاصة وأن إسرائيل لا تمتلك الرد على مطر الصواريخ!
كما اكد بن عامي أن عدم رغبة الحكومات السابقة بهذه الحرب الحالية ينبع من إدراكها لمحدودية قوتها في هذه الساحة، وفضلت "توازن رعب" متبادلاً بين حزب الله وإسرائيل، إلى أن تحين ساعة التوصل إلى حل سياسي جذري. ويقول:" سواء براك أم شارون لم يخطئا في اعتباراتهما، فقد اعتقدا أنه من المفضل إبقاء الوضع مقصوراً على عمليات موضعية يمكن الرد عليها بشكل موضعي، بدون وضع قدرات الردع في اختبار يكشف الضعف أمام العدو، وهو ليس عدواً عادياً"..
ويجري بن عامي مقارنة بين الحرب على سورية وعلى حزب الله، وبرأيه من الممكن أن يقوم الجيش بتدمير البنى التحتية بدون أي حساب في سورية وتحقيق انتصار بنسبة 50%، أما مع "عدو مثل حزب الله لا يوجد شيء اسمه انتصار بنسبة 50%، فحتى انتصار بنسبة 90% لا يعتبر انتصاراً إزاء منظمة مثل حزب الله، طالما ظل قادراً على إطلاق 200 صاروخ يومياً على إسرائيل مثلما فعل"!
ورداً على سؤال حول مبالغة حزب الله في عملياته وأن إسرائيل كانت بحاجة إلى استعادة قدرة الردع، يقول بن عامي إن هذا ليس صحيحاً، فقدرة الردع هي قوة لا تستعمل. فالولايات المتحدة، وهي دولة عظمى، فقدت الكثير من هيبة الردع بعد الحرب العراق.
" في حروب مع مثل هذا النوع من الأعداء، لم تكن إسرائيل الوحيدة التي لم تنتصر، حيث لم ينتصر أحد من قبل، بما في ذلك دول عظمى. السوفييت في أفغانستان والولايات المتحدة في فيتنام والعراق".
ويضيف أنه رغم محدودية القوة المستخدمة في حال الحرب مع حزب الله، إلا أن ذلك لا يعني أن قوة إسرائيل العسكرية والتكنولوجية قد تضررت، وإنما أخطأت بوضع ذلك في الإختبار في المكان غير الصحيح، وليس لديه أدنى شك في أن سورية وإيران تدركان ذلك، على حد قوله.