السبت: 16/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مصريات في غزة .. قلق على الاهل وخوف من المجهول

نشر بتاريخ: 30/01/2011 ( آخر تحديث: 30/01/2011 الساعة: 21:49 )
غزة- معا- تعيش النساء المصريات المتزوجات من فلسطينيين, حالة من الخوف والترقب على مصير أهاليهم في مصر, بعد العدوى التي أتت من تونس إلى مصر لإسقاط الرئاسة والحكومة والتظاهرات التي جابت شوارع مصر، اخبار الاهل انقطعت منذ بدء التظاهرات بسبب انقطاع خطوط الاتصال شبكات الانترنت ما جعل القلق يتضاعف.

وفي حديث لـ "معا" ابدت العديد من المصريات الآتي يقطن في غزة، ومتزوجات من فلسطينيين قلقهن وخوفهم الشديد لما يحصل في مصر.

"المصريون يعانون من الفقر والنكد والخوف, الذي جعلهم يتركون بلادهم ويهاجرون منها.. أهلي يعيشون في إمبابة منذ أربعون عاما وأبي لا يتجاوز معاشه الشهري المائة جنيه, فالحياة في غلاء مستمر"، هكذا بدأت اميمة حماد في العقد الخمسين من عمرها المصرية والمتزوجة من فلسطيني منذ أكثر من عشرون عاما حديثها.

وتابعت: "أصبحت مصر مقارنة مع أي بلد أخرى لا تطاق, لذا أدعو الله أن يحقق مطالب الشعب المصري، وان يطمئنا على أهلنا في مصر الذي حال الوضع دون الاتصال بهم والاطمئنان عليهم".

لم يكن رأي ميرفت الدوس التي تبلغ من العمر خمسة وأربعون عاما والمتزوجة من فلسطيني منذ أكثر من خمسة وعشرون عاما، مخالفا لرأي سابقتها فقالت: "فمصر من اكبر البلاد العربية وأكثرها غنى بالطبيعة المتنوعة, لكن عدم استغلالها جيدا أدى إلى عيش معظم المصرين في فقر كبير, هذا ناهيك عن أزمة السكن وسياسة حبس الحريات التي يمارسها عليهم القادة".

وأضافت "لذا أدعو الله أن ينصر شعبي المصري ويكون معهم لأنهم شعب يناضل من اجل أن يعيش بكرامة وحرية وحياة كريمة".

وتابعت "أهلي يسكنون في بيت صغير مكون من غرفتين ومطبخ وحمام, يعيش فيها أبي وأخي المتزوج منذ أربع سنوات, والذي ينتظر شقته في الإسكان منذ أكثر من سبع سنوات, هكذا حال معظم المصرين, وصمتت لبرهة وقد بدا على وجهها الخوف قائلة: "لقد انقطعت الاتصال بهم وحاولت أن أتواصل معهم, بعد أن سمعت عدد القتلى الكبير الذي جعلني الخوف والقلق التمكن مني وأتمنى أن يحميهم الله من أي مكروه".

وخالفت نفين أبو عمرة البالغة من العمر الأربعون عاما والمتزوجة من فلسطيني منذ أكثر من خمسة عشر عاما مع أراء سابقاتها, وكانت مستاءة لما يحدث في مصر، قائلة: "إن ما يحدث في مصر لم يتخيله العقل، فانا لم أتخيل قط أن يؤل الوضع إلى ما هو عليه الآن".

وأردفت "أهلي يقطنون في العريش, يعيشون حياة صعبة بعض الشيء لان الرواتب قليلة جدا مقارنة مع الأسعار لكن هذا ليس مبررا لأي مصري للقيام بعمليات التخريب والنهب, فإذا يردون الثورة يجب عليهم الالتزام بأخلاقيات وأدب التظاهر, وأكملت حديثها "فقد أصبت بالهلع والخوف على أهلي هناك وخصوصا بعد انقطاع الاتصال بهم وعدم قدرتي من معرفة أخبارهم فانا أحاول الاتصال بهم منذ أكثر من يومين لكن لم استطيع التوصل لأحد منهم بسبب انقطاع الضغط الشديد على الخطوط وانقطاع شبكات الانترنت اشعر بالقلق عليهم، وأتمنى أن يزيح الله هذه الغمة ويأتي بالصالح لمصر والمصرين".

وتتفق أم احمد جمعة التي تبلغ من العمر الأربعون عاما مصرية الأصل ومتزوجة من فلسطيني منذ عشرون عاما، مع سابقتها، حيث قالت لنا: "وقد بدا على وجهها الخوف والحزن الشديد لا ادري لماذا يحدث مثل هذه الأمور في مصر".

وتابعت "اشعر بالخوف على أمي وأبي فقد انقطع الاتصال معهم , وتابعت بت أخاف أن تعرضوا لهجوم مسلح أو سطو من الفارين من السجون, ثم صمت لبرهة قائلة: "لم أتوقع من شعب مصر ارض الكنانة أن يكونوا متسولين ولصوص, وأردفت " أتمنى من الله أن يبعد الله عنهم أي أذى ويزيل هذه الغيمة السوداء".

كما أبدت عائلات الطلبة الذين يدرسون في مصر والفتيات المتزوجات هناك تخوفا شديدا على مصير أبنائهم.

فقال ياض عبد الهادي: إن الاتصالات انقطعت مع ابنه الذي يدرس في إحدى الجامعات هناك, وتابع اشعر بالخوف والقلق على مصير ابني الذي لم اعرف أخباره منذ الأحداث قبل ثلاثة أيام, يسبب ضعف الاتصال والضغط على الشبكات وانقطاع شبكات الانترنت.

وأضاف عبد الهادي لم نتوقع أن تحدث كل هذه الأحداث, فالأوضاع تدعو للقلق الشديد, فالشعوب قامت من غفلتها وانتفضت ضد حكامها على الرغم من أني متفاجىء لما حدث, لكني اشعر بالفرحة لان الشعوب أصبحت تصنع القرار.

وابدى عميد صالحة هو الآخر تخوفه على ابنته المتزوجة منذ خمس سنوات في مصر، والتي تعيش في القاهرة، قائلا "الاتصالات ضعيفة جدا فمنذ ثلاث أيام ونحن نحاول الوصول لها بكافة الطرق لكن دون جدوى فنحن نشعر بالقلق والخوف عليها، وقد أبدى عميد صالحة تحفظه لما يحدث في مصر، قائلا: "إنشاء الله يولي الصالح".

أما أم محمد الجاروشة التي تبلغ من العمر الخمسون عاما، قائلة: إن ابني وابنتي يدرسون في الجامعات المصرية لقد انقطع الاتصال معهم اشعر بالخوف والقلق عليهم, مضيفة، برأي إن ما يحدث بمصر هو كارثة كبيرة, إن مبارك له مواقف عظيمة وقد وقف إلى جانب الفلسطينيين وقفة كبيرة, فقد ساندنا كثيرا.

وتابعت "إن الذي تعرفه خير من الذي لا تعرفه, وكنت أتمنى أن يغادر مبارك بطريقة مشرفة أكثر إما عن طري الانتخابات النزيهة أو هو من يستقيل.

وأكملت "لكن الشعب أدرى بمصالحه, وأتمنى أن ينهي الله هذه الأحداث على خير".

كلنا نحترم رغبات الشعوب في تقرير مصيرها، لكن السؤال الذي يطرح نفسه، ما هي مطالب المصرين وهل إذا اسقطوا حكومتهم هل سينتخبون حكومة أفضل منها تحقق لهم آمالهم ؟