الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

القضية الفلسطينية في مهب رياح التغيير العربية.. الحسابات والتحسبات!!

نشر بتاريخ: 30/01/2011 ( آخر تحديث: 31/01/2011 الساعة: 11:31 )
بيت لحم- تقرير معا - تثير الانتفاضات المتواصلة في اكثر من دولة عربية مخاوف اسرائيل من بروز نظم عربية معادية لها بعد ان ارتبطت تلك النظم باتفاقيات سلام علنية او علاقات سرية تتمكن من خلالها التمترس عند مواقفها المتعنته تجاه القضية الفلسطينية .

ففي حين يرى محللون ان تغيير الانظمة لن يؤثر سلبا على القضية الفلسطينية باعتبار ان العلاقة بين فلسطين والنظم العربية علاقة شعوب لا علاقة انظمة. يرى اخرون ان اسرائيل ستستثمر هذه الانهيارات في الانظمة العربية لجهة ابداء المزيد من التعنت ازاء الملف الفلسطيني بدعوى ان الانظمة غير ثابته وهو ما من شانه تشكيل خطر على مستقبلها .

فقد قللت الدكتورة حنان عشراوي من حجم التاثير الذي سيطال القضية الفلسطينية جراء ما يجري في مصر من احتجاجات قد تؤدي الى اسقاط النظام الحالي وبزوغ نظام جديد.

واضافت عشراوي في حديث لغرفة تحرير معا "من حيث المبدا العلاقة بين مصر وفلسطين علاقة شعوب وليس علاقة مصالح وانظمة".

وقالت ": اي نظام مصري سيستلم السلطة اذا كان مخلصا لشعبه بالضرورة سيكون مخلصا للقضية الفلسطينية ".

"اما من ناحية سياسية والكلام لعشراوي فان مصر اكبر دولة عربية وهي جارة لفلسطين وانها مربوطة بالامن الفلسطيني ".

لكن عشراوي قالت" ان اسرائيل هي المتخوفة جدا مما يحصل في مصر وتحسب مليون حساب لانها مرتبطة باتفاقية سلام وهناك اتفاقيات اقتصادية تربطها بمصر ".

ولكن الخطورة الان وفقا للدكتورة عشراوي في ان اسرائيل ستستغل ذلك لجهة عدم التنازل عن اي شبر من الارض لاي دولة تحتل ارضها لا سيما فلسطين وستطلب المزيد من الدعم العسكري والدعم السياسي لتبقى مسيطرة بحجة ان هذه الدول اي العربية في اي لحظة يمكن ان تنهار وتشكل خطرا على وجود اسرائيل .

اما طلال عوكل المحلل السياسي فقد راى ان ما يجري في مصر سيكون له تاثير سلبي وايجابي على الوضع الفلسطيني .

وقال ": سلبي في حال بقي النظام السابق وبقيت الاتفاقيات سارية مع اسرائيل كما كان سابقا كما اننا لن نكون بحاجة الى ضغط اخر على اسرائيل او دور اكبر في المصالحة الفلسطينية".

وايجابا سيكون هناك انفتاح اكثر لجهة اتخاذ سياسيات مناهضة لاسرائيل وللولايات المتحدة ولن يكرر اي نظام جديد ما كان حاصلا في مصر ".

لكن عوكل راى ان ما يجري في مصر يؤثر على اسرائيل بشكل كبير لانها ضيعت الوقت وخسرت كثيرا لانها لم توافق على اي محادثات سلام في المنطقة التي تتجه برمتها لثورات متسلسلة كالذي جرى في تونس ويجري في مصر .

الاحمد لا يحق لنا التدخل في شؤون احد والموقف المصري من قضيتنا لن يتغير:

وقال رئيس كتلة فتح البرلمانية وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح، " ان وضع الفلسطينيين والموقف من القضية الفلسطينية في دولة مصر الشقيقة ثابت ولن يتغير بفعل حجم الدعم والتأييد الرسمي والشعبي للقضية الفلسطينية"، مشددا على ان دولة مصر الشقيقة وشعبها الشقيق يعد من اكثر الشعوب العربية التي قدمت شهداء ودماء من اجل القضية الفلسطينية.

واضاف الاحمد " نحن نحترم خيارات الشعب المصري ولا نتدخل باي شكل من الاشكال في الشؤون الدول الشقيقة ونرفض أي تدخلات خارجية من قبل أي طرف في الشؤون العربية بما في ذلك دولة مصر الشقيقة التي قدمت الكثير الكثير من اجل القضية الوطنية الفلسطينية".

واضاف" لا يحق لنا ان نتدخل في شؤون أي احد ونرفض تدخل القوى الخارجية ونحترم ارادة القوى السياسية"، موضحا ان القيادة الفلسطينية تتابع عن كثب تفاصيل تطورات الاوضاع في دولة مصر الشقيقة .

اما نمر حماد مستشار الرئيس عباس فقد قال لمعا " اننا لا نعرف نوع التغيير الذي سيحصل في مصر وعليه لا نستطيع ان نتوقع ماذا سيحصل.

لكن حماد اضاف ": موقف مصر واضح ايا كان النظام فان هناك اولوية لفلسطين لان امن مصر مرتبط بفلسطين وان ما يجري في فلسطين يؤثر على مصر والعكس صحيح ".

وقال "نحن نتابع بقلق ما يجري في القاهرة وما نخشاه ان فكرة المحافظين الجدد في الولايات المتحدة يجري تطبيقها وهي ان الفوضى تنتج نظاما جديدا".

ورأى النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي، د.حسن خريشة،ِ ان رياح التغيير على الوطن العربي قد بدأت لكنه في الوقت ذاته حذر من مخاطر الانزلاق في الفوضى باعتبارها تسلب التحركات الشعبية الصادقة انجازاتها وتحبط الجماهير من مواصلة العمل من اجل التغيير نحو مستقبل افضل.

واشار خريشة الى ان الولايات المتحدة الاميركية وقوى دولية تعمل من اجل احباط الارادة الشعبية ومنعها من تحقيق اهدافها في التغيير المنشود ، مشددا في الوقت ذاته اهمية الالتزام بالقانون والنظام واظهار الجانب الحضارية وعدم محاكمة التحركات الجماهيرية من خلال بعض مظاهر الفوضى والفلتان وبعض العصابات الاجرامية التي بدأت تنشط في عمليات تخريبية وسرق ونهب.

من جانب قال وزير شؤون الاسرى والمحررين السابق، اشرف العجرمي،لمعا " هناك فرق واضح ما بين توجهات التغيير وبين الفوضى "، مشيرا الى ان هناك بعض الاطراف التي تكفر النظام السياسي والقوى المشاركة في التحركات الشعبية، تعمل في الوقت ذاته من اجل توتير الأجواء واعتلاء موجة التحركات الشعبية لتحقيق اجندة سياسية ودينية لا تمثل مجموع الجماهير المصرية.

وقال " كل الشعب الفلسطيني حريص على دولة مصر وشعبها الشقيق ويقف معه في هذه المحنة التي يجب تجاوزها نحو مستقبل افضل وتحقيق الاستقرار والامن الداخلي".