الفوضى والسرقات خلال الثورات.. صناعة حكومات ام انحرافات؟
نشر بتاريخ: 01/02/2011 ( آخر تحديث: 01/02/2011 الساعة: 20:10 )
غزة- معا- توقفت قلوب الفلسطينيين عند مشهد الثورات العربية في تونس ومصر وظلت عيونهم تراقب شاشات الفضائيات... مع كل ساعة تعود الذاكرة الى تاريخ واسع من الثورات التي تمكنت من إخراج المحتل... لكن الصورة الجميلة تفسدها بعض المسلكيات والمشاهد لبعض اللصوص ومظاهر التخريب.
"معا" استطلعت آراء بعض المحللين السياسيين حول الأعمال السلبية التي ترافق الثورات العربية، وإمكانية أن تتخذها الحكومات العربية كذريعة لمنع أي ثورات قادمة يتوقع البعض أن تحدث في سوريا والجزائر.
المحلل السياسي أكرم عطا الله تحدث عن جانبين في هذا الشأن الجانب الأول انه الشعوب العربية ليس بينها أنبياء وإنما هناك فئات تستغل هذه الأحداث لممارسة أعمال النهب والسلب، مبينا أنها فئة قليلة ولكن لأنها تفعل الجريمة فهي تأخذ صدى اكبر من المطالب الحقيقية للثورات.
أما الجانب الثاني بحسب عطا لله هو أن التخريب والعنف جزء من ثقافة المواطن العربي التي يتحمل مسؤوليتها الأنظمة التي ساهمت في إفقار الناس وامتهان كرامتها وبالتالي يتم تشويه تحركات الشعوب البريئة التي لا تطلب أكثر من توفير لقمة عيشها، مشددا أن الحركات البريئة لا تخرج لممارسة عمليات السلب والنهب.
من جانبه، أوضح المحلل السياسي مخيمر أبو سعدة، أن انهيار النظام في أي بلد سيؤدي إلى حالة من الفوضى حتى في الأنظمة الديمقراطية لان أي مجتمع لديه مجموعة من الفوضويين الذين ليس لديهم وازع أخلاقي ولا وطني وبالتالي تتحول مطالب الناس إلى وضع حد لاستمرار الثورات وإنهائها لان الناس تصبح تبحث عن سلامتها الشخصية وأمنها خاصة أن هناك فئات معينة "الغنية والمتوسطة" تريد المحافظة على وضعها الحالي بحيث لا يصيبها أي ضرر.
وشدد أبو سعدة أن الشعوب العربية تعيش من أكثر من 25 عاما في ظل أنظمة حكم "ديكتاتورية" واستبدادية تخنق الحريات وبالتالي عندما ينهار النظام تصبح أعمال النهب والسلب والبلطجة مبرر للتعبير عن شعورهم بان النظام انتهى، بالإضافة إلى أن هناك فئات خارجة عن القانون تستغل الأوضاع والثورات من اجل عمليات السلب والتدمير والنهب.
وبحسب أبو سعدة فهناك محاولات لتحميل الشعب مسؤولية القيام بثورات وانهيار النظام من خلال قيام بعض الأشخاص المحسوبين على الأجهزة الأمنية بالاعتداء على المواطنين ليقولوا للناس أن هذه هي نتائج الثورات.
ويتفق المحللان على أن المظاهر السلبية التي ترافق الثورات قد تتخذها الأنظمة العربية في بلدان أخرى كذريعة لمنع التظاهرات السلمية، بحيث تستعمل القوة ضد المواطنين في اليوم الأول من تفكيرهم لتنظيم الثورات في بلادهم بحجة اخذ العبر، من ما حدث في مصر وتونس وحتى لا تترك الأمور تصل إلى ما وصلت إليه في تلك البلاد وذلك حفاظا على الموال وممتلكات وأرواح الناس.
ووصف عطا الله الثورات التي قام بها المواطنون بأنها ثورات "تحتية" شارك فيها أبناء الشعب العربي وليس جنرال عسكري كما حدث في ثورات سابقة مطالبها تحقيق العدالة الاجتماعية وإصلاح سياسي ورفض للفساد وتوفير وظائف وإنهاء البطالة وغيرها من الأمور متسائلا:"الا يوجد حكومة شفافة أكثر عدالة تستطيع أن تحكم البلاد؟؟".
واتفق أبو سعدة مع سابقه الذي بين أن الفقر والبطالة وإنهاء الفساد السياسي هي عناوين لهذه الثورات التي تطالب بإيجاد فرص عمل ومحاربة الامتيازات التي حصلت عليها فئات متنفذة في الحكم، مبينا أن فترة الخمسينات والستينات شهدت الدول العربية ثورات ضد الظلم والاستبداد والنخب المرتبطة بالاستعمار في تلك الفترة.
وشدد أبو سعدة على أن "الديمقراطية بما تعطيه من فرص حق التغير والعدالة الاجتماعية افضل من حكم الاستبدادية والقهر".