الجمعة: 27/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

اختطاف الشاعر.. عملية انزال اسرائيلية لاختطاف حكومة الوحدة !!

نشر بتاريخ: 19/08/2006 ( آخر تحديث: 19/08/2006 الساعة: 19:57 )
رام الله- معا- يشكل اختطاف قوات الاحتلال فجر اليوم لنائب رئيس الوزراء ناصر الدين الشاعر بمثابة اختطاف اسرائيلي للجهود المبذولة لتشكيل حكومة وحدة وطنية وفق ما تم الاتفاق عليه في وثيقة الاسرى .

وكانت العقبة الكأداء امام تشكيل هذه الحكومة اعتقال الوزراء والنواب ورئيس المجلس التشريعي، وهو ما دفع حركة حماس لوضع الافراج عنهم شرطاً لكي ترى تلك الحكومة النور .

ويجيء اختطاف الشاعر امس ليضيف عقبة جديدة الى العقبات الموضوعة ويجعل من جهود تشكيل الحكومة ضرباً من المستحيل.

وقد توالت ردود الفعل الفلسطينية على اعتقال الشاعر، فقد استنكر غازي حمد الناطق الرسمي باسم الحكومة الفلسطينية اقدام اسرائيل على اختطاف د. ناصر الدين الشاعر نائب رئيس الوزراء ووزير التربية والتعليم العالي من منزله في رام الله.

واعتبر حمد عملية الاعتقال بانها تندرج في اطار الممارسات والاعتداءات الاسرائيلية الرامية لتقويض الحكومة الفلسطينية التي انتخبها الشعب الفلسطيني.

كما دانت وزارة الخارجية الفلسطينية اختطاف الشاعر, معتبرة ذلك مخالفا للقوانين والاعراف الدولية, وخرقا خطيرا لاتفاقية جنيف الرابعة وخاصة المادة 147.

ودعت الوزراة في بيان تلقت "معا" نسخة منه المجتمع الدولي الى اتخاذ موقف حاسم وفق الاصول القانونية من هذه "الانتهاكات وجرائم الحرب التي ترتكب كل يوم بغطاء من الولايات المتحدة وبصمت دولي يعطي الاحتلال الاسرائيلي الفرصة للتمادي في هذه الجرائم".

وقالت:" إن خطوة اعتقال الشاعر تؤكد على مضي حكومة الاحتلال في حملتها المحمومة ضد الحكومة الفلسطينية، واصفة ذلك بانه جزء من المخطط السياسي للالتفاف على خيار الشعب الفلسطيني الديمقراطي ومحاولة تقويض الحكومة الشرعية المنتخبة".

وأكدت الحكومة أن السياسة الاسرائيلية لن تنال من ارادة وعزيمة الشعب الفلسطيني المصمم على التخلص من الاحتلال والى الابد, وبناء النظام السياسي الفلسطيني على اسس ديموقراطية بعيدة عن منطق الاملاء والتدخل الخارجي.

وكانت قوات الاحتلال الاسرائيلي قامت فجر اليوم باختطاف الشاعر من منزله برام الله.

وقالت مصادر مطلعة إن الشاعر اختطف على ايدي قوة اسرائيلية من منزله في منطقة "عين منجد" برام الله, حيث حاصرت القوة المنزل وغادرته حولي الساعة الثالثة فجرا بعد أن قامت باختطاف واقتياد الشاعر إلى جهة مجهولة.

وقالت زوجة نائب رئيس الوزراء ان قوات كبيرة من جيش الاحتلال الاسرائيلي داهمت المنزل واعتقلت زوجها الذي تطارده منذ الحملة التي تشنها سلطات الاحتلال بعد عملية اختطاف جندي اسرائيلي جنوب قطاع غزة.

من جانبها اعتبرت جمعية أنصار السجين المتابعة لشؤون الأسرى والمعتقلين عملية اختطاف الشاعر، تعبيرا واضحا عن مدى التخبط والإرباك الذي تعاني منه حكومة اولمرت، نتيجة الهزيمة القاسية التي تلقاها جيشه في جنوب لبنان وأمام الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني رغم العدوان والهجمات الإسرائيلية التي يتعرض لها.

وقال بيان صادر عن الجمعية وصلت نسخة منه وكالة "معا" إن هذه العملية الجبانة تأتي لتؤكد إصرار إسرائيل على إسقاط النظام السياسي الفلسطيني، من خلال اختطاف أكثر من 28 نائبا وعدد من الوزراء الفلسطينيين، بالإضافة إلى التضييق على بقية أبناء شعبنا الفلسطيني".

واعتبرت الجمعية أن اختطاف الدكتور الشاعر من قبل قوات الاحتلال يشكل ضربة قاسية للقانون الدولي والشرعية الدولية، والتي تؤكد على حرمة التعرض لأعضاء البرلمان والوزراء المنتخبين أو المساس بهم.

وأضافت أن اختطاف الشاعر شكل من أشكال القرصنة والابتزاز السياسي تعمدت قوات الاحتلال الإسرائيلي ممارسته ضد الشعب الفلسطيني وممثليه من البرلمانيين والوزراء، وكسر إرادته التي عبَّر عنها في صندوق الاقتراع.

وطالبت الجمعية كافة البرلمانيين العرب والبرلمانات الصديقة التحرك للإفراج عن الشاعر وكافة الوزراء والنواب في المجلس التشريعي وعلى رأسهم الدكتور عزيز دويك رئيس المجلس.

ويشار إلى أن د. ناصر الدين الشاعر من أهالي سبسطية قضاء نابلس، شغل منصب عميد كلية الشريعة في جامعة النجاح الوطنية، وعمل في قسم الفقه والتشريع تخصص فقه مقارن، وأستاذ مقارنة الأديان في الجامعة.

وتعرض إلى العديد من عمليات الاعتقال وأفرج عنه من سجون الاحتلال في يناير الماضي.