الأربعاء: 06/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

سلطة المياه والتربية تنظمان ورشة حول معالجة وتدوير المياه العادمة

نشر بتاريخ: 01/02/2011 ( آخر تحديث: 01/02/2011 الساعة: 16:15 )
رام الله- معا- عقدت سلطة المياه الفلسطينية ووزارة التربية والتعليم ورشة عمل حول معالجة وتدوير المياه العادمة بفعاليات تعليمية.

جاء ذلك من اجل زيادة الوعي البيئي لدى الطلبة وحثهم على ضرورة المساهمة بحماية البيئة والتعرف على الطرق والوسائل المتبعة لتحقيق ذلك من خلال توضيح المفاهيم البيئية وعناصرها المتكاملة فيما يتعلق بالمياه العادمة.

وافتتح الورشة وكيل وزارة التربية والتعليم د. محمد أبو زيد الذي أوضح أن الوزارة تحرص دائما على خلق اكبر قدر من الشراكة مع المجتمع المحلي لما له من أهمية في تعزيز أهدافها، مبينا أن الوزارة تعمل على تغير نوعية التعليم بما يشمل الانتقال من الحفظ والتلقين بالشكل الذي يكفل تعلما ذاتيا يعزز شخصية المتعلم ويزيد من ثقته بنفسه.

وأضاف ابو زيد أن هذه الورشة تأتي استكمالا للمشروع الذي بدء مع سلطة المياه العام الماضي في عشرة مدارس من مديرية رام الله والهادف إلى زيادة الوعي البيئي لدى الطلبة من خلال توضيح المفاهيم البيئية وعناصرها المتكاملة، ويستكمل العمل هذا العام بتطبيق المشروع في مئة مدرسة موزعة في سائر أرجاء الوطن تم اختيارها بمعايير تشمل الرغبة في حل مشاكل المياه على المستوى الوطني.

وسيقدم المشروع تدريبا نوعيا لمعلمي العلوم في المدارس المختارة ويستهدف الطلبة في الصفوف السابع للعاشر الأساسية بهدف تدريبهم على معالجة المياه ليتم بعد ذلك تنفيذ فعاليات تعليمية صفية مرتبطة بالمنهاج.

أما رئيس سلطة المياه د. شداد العتيلي فقد أعرب عن سعادته بهذا التعاون المثمر والمستمر ما بين سلطة المياه ووزارة التربية والتعليم مثمنا جهودهم في تخريج كوادر تعليمية على قدر كبير من الوعي بالقضايا الأساسية الهامة، موضحا أن حديثه اليوم سيركز على الوضع المائي الذي نصر على الحديث عنه دائما من اجل تركيز وترسيخ أبعاد مشكلتنا المائية التي هي بالأساس خلقها الاحتلال الإسرائيلي من خلال سيطرته على مصادر المياه وحرمان الفلسطينيين من استغلال مياه الأحواض ومياه نهر الأردن التي جفت نتيجة الممارسات الإسرائيلية مخاطبا الحضور أننا جميعا ننتظر هطول الأمطار لتخفف من الكارثة المائية التي نواجهها ونحن على الرغم من أملنا أن تزداد كميات الأمطار الهاطلة خلال الأيام المقبلة إلا أننا لا زلنا نعاني من نقص في هطولها فأحسن المناطق التي شهدت هطول الأمطار لم يتجاوز منسوبها حتى اللحظة 50%.

واضاف العتيلي أننا نعيش واقعا مائيا صعبا إن كان في الضفة أو غزة باختلاف طبيعة المعاناة فنحن ما سمح لنا بالخصوص عليه منذ اتفاقية اوسلو هو فقط 118 مليون متر مكعب لما يزيد عن 2 مليون نسمة تقطن في الضفة، و50 مليون متر مكعب لمليون و600 نسمة يقطنون غزة في الوقت الذي تتوفر فيه إجمالي المياه للفلسطينيين والإسرائيليين 2500 مليون متر مكعب يحصل الإسرائيليون على معظمها.

واوضح العتيلي أن المياه في قطاع غزة غير صالحة للشرب فمياه الحوض الساحلي استنزفت نتيجة الاستهلاك الجائر إلى جانب مشكلة اختلاط مياه البحر المالحة بها وتلوث المياه بالمياه العادمة نتيجة لعدم وجود محطات لمعالجة هذه المياه ومن هنا وفي محاولة لتحسين الوضع في غزة نعمل على تنفيذ مشروعين كبيرين وهما مشروع محطة الشيخ عجلين ومشروع شمال غزة والذي هو عبارة عن بناء محطات تنقية لإعادة معالجة المياه واستخدامها فلا يمكن أن نسمح ببقاء الوضع على حاله فهناك 60% من الأمراض التي برزت سببها ناجم عن تلوث المياه.

أما في الضفة، "فقد حققنا العديد من الإنجازات الهامة في بناء الخزانان والشبكات وتأهيل العديد من الشبكات والآبار والتي ساهمت في تحسين أوضاع العديد من المناطق، ولكن هذا لا يعني إننا دائما نستطيع تامين مصدر للمياه إن بقينا محرومين من حق الوصول إلى مياهنا في الحوض الغربي أو الولوج إلى المنطقة المصنفة ج دون الحصول على الترخيص من الجانب الإسرائيلي".

واختتم العتيلي بدعوته لوزارة التربية والتعليم بضرورة تضمين حقيقة الوضع المائي والسياسة الإسرائيلية والدور الذي تقوم به سلطة المياه بصفتها المسئولة عن هذا القطاع ضمن المنهاج التعليمي.

وقدم مدير المشروع النمساوي حازم كتانة عرضا تضمن مكونات المشروع واهدافه والتي تمثلت باستهداف طلبة الماجستير من خلال توفير منح دراسية ل 21 طال في مختلف الجامعات الفلسطينية، وعمل استشارات ودراسات تتعلق بمجال الصرف الصحي، وكذلك تخصيص برنامج بناء للقدرات استهدف المجالس القروية حيث تم من خلاله تدريبهم على البرامج التقنية لمعالجة المياه.

وتضمن البرنامج كذلك إعادة تأهيل محطات تنقية قائمة وبناء محطات أخرى جديدة إلى جانب تنفيذ برامج تعليمية بهدف نشر التوعية، ونحن نام لان نتمكن في النهاية من تنفيذ برنامج المدارس الخضراء الذي من خلاله سيتم الاستفادة من المياه المستخدمة في المدارس وإعادة تنقيتها لتستخدم مرة أخرى حيث سيتم توفير وحدات تجريبية مع معدات قياس ل 50 مدرسة ليتم استخدامها في مختبراتها.

وقدم د. نضال محمود مدير معهد الدراسات البيئية والمائية في جامعة بيرزيت، شرحا حول معالجة مياه الصرف الصحي من خلال تعريف المياه العادمة والمخاطر الصحية المرتبطة بمياه الصرف الصحي وكيفية إدارة مياه الصرف الصحي في الضفة والاساليب العلمية والتكنولوجية المختارة لمعالجة مياه الصرف الصحي.

وأوضح د. محمود الفوائد من إعادة استخدام المياه المعالجة للري والتي تتمثل في زيادة توفير مياه الري، وخفض الحاجة للسماد، وزيادة إنتاج المحاصيل الزراعية، إلى جانب تسويق المياه المعالجة وغيرها.

وتلا ذلك تقسيم الحضور إلى أربعة مجموعات حيث سيتم إطلاع كل مجموعة على نماذج مختلفة لمحطة التنقية الصغيرة وشرح كيفية عملها والمبادئ الأساسية المتعلقة بها من اجل أن ترسخ في عقلية المشارك كيفية عمل هذه المحطة في معالجة المياه وتنقيتها.

ومن الجدير ذكره أن المشروع يستهدف معلمي العلوم في 120 مدرسة موزعة على 11 محافظة ويستهدف أساتذة الصفين الثامن والتاسع الأساسية لتدريبهم على تقنيات واليات الحفاظ على البيئة والاستعمال الامثل للمياه، وكذلك تدريبهم على معالجة المياه بهدف الخروج بمشاريع طلابية، وسيتم تنفيذ هذا المشروع من خلال عدة مراحل تعتبر الورشة التدريبة هذه المرحلة الأولى من المشروع بتنفيذ من خبراء مختصين في المجال وبتمويل من الحكومة النمساوية.