فلسطينيون يشاركون المصريين الدفاع عن الأحياء والممتلكات
نشر بتاريخ: 01/02/2011 ( آخر تحديث: 01/02/2011 الساعة: 21:12 )
القدس- معا- تقرير كريم عساكرة- يواجه أبناء الجالية الفلسطينية في مصر خاصة الطلبة منهم، ظروفا صعبة في ظل الاضطرابات التي تشهدها البلاد منذ اسبوع، للمطالبة بتغيير النظام ورحيل الرئيس.
ويضطر الفلسطينيون إلى الدفاع عن أنفسهم أسوة بالمواطنين المصريين، وينخرطون في اللجان الشعبية التي تحمي الاحياء من عبث الخارجين عن القانون الذين يوصفون "بالبلطجية" وهم جماعات تسطو على الاملاك العامة والخاصة وتروع المواطنين في بيوتهم، في ظل غياب الحالة الأمنية في مصر.
ويقول مارسيل اللحام، طالب سنة أولى ويسكن في التجمع الخامس بوسط القاهرة، إننا كطلبة نضطر لأن نتعايش مع الواقع وننضم للجان الشعبية للاحياء كي ندافع عن أنفسنا ولا نكون عرضة للبلطجية الذين روعوا الجميع، وأحالوا الأمن خوفا وقلقا، فنحن كغيرنا نحمل العصي ونهب للدفاع عن المساكن والبيوت التي تأوينا هنا.
محمد البلبول طالب يسكن في منطقة 6 أكتوبر، يرى أن كل شخص يشعر بالقلق على حياته، لا سيما وأن المنطقة التي يقطنها مع عشرات الطلبة الفلسطينيين تقع متاخمة لعدد من السجون من بينها "أبو زعبل" والنطرون" و"الفيوم"، التي فر منها أعداد من السجناء الجنائيين الذين يشكلون خطرا على الناس، يقول "نحن لا ننام ونتناوب الحراسة مع ابناء الحي من اخواننا المصريين، نحمل العصي والبعض يحمل السكاكين والسلاح الخفيف المرخص، للدفاع عن انفسنا".
جمال صبيح، طالب فلسطيني تذمر من نقص النقود لدى الطلبة بسبب عدم وجود صرافات آلية ونفاد ما يتوفر لديهم، في ظل ارتفاع في الاسعار وعدم وجود متاجر تفتح ابوابها بسبب نهب الكثير منها، وما تبقى منها يوجد على مسافات بعيدة من الطلبة، ويخشى هؤلاء المجازفة والذهاب اليها فيكتفوا بالبسيط من المتوفر من الغذاء.
وألقى عدد من الطلبة باللوم على السفارة الفلسطينية، قائلين إنها لا تقدم لهم المساعدة، وعند الاتصال بها يكون الرد عليهم "تعالوا احرسوا معنا، ماذا في يدنا نعمله لكم".
شفاء فنشة، طالبة دراسات عليا تسكن في الجيزة، تقول "أنا لوحدي في السكن فزميلتي التي كانت معي الآن موجودة في الاردن ولم تستطع العودة الى مصر، وأنا اخشى كثيرا على حياتي هنا، وأفضل المكوث في البيت، هناك خطورة من البلطجية الذين يقتحمون البيوت، وأنت تعلم ان الطالب المغترب لا يوجد أحد من أهله قربه، وها أنا اجلس وحدي خائفة لا أملك اي وسيلة للدفاع عن نفسي إذا ما تعرضت لأي خطر".
بعض الطلبة عرض على السفارة أن توفر لهم إمكانية لمغادرة مصر، مثلما فعلت ذلك أغلب الدول التي لها رعايا في البلاد، ولكن يبدو أن السفارة لا تملك الامكانية لفعل شيء، سوى الاتصال بالطلبة ومساندتهم معنويا في اغلب الحالات.
د. محمود خلوف إعلامي مسؤول في السفارة الفلسطينية بالقاهرة، أكد لـ "معا" أن السفارة الفلسطينية لا تستطيع ادخال طائرات، مناشدا الطلبة بالحفاظ على انفسهم، ومواجهة الموقف بمسؤولية وعدم الزج بأنفسهم داخل آتون الصراع، الذي لا شأن ولا مصلحة لهم بأن يكونوا طرفا فيه.
وأكد خلوف أن نسبة كبيرة من الطلبة الفلسطينيين في الاسكندرية والاسماعيلية غادروا مصر، بعد أن تم الاتصال بهم من قبل السفارة بعد أن علمت بوجود طائرة مغادرة يوم الخميس الماضي، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن غالبية الطلبة في القاهرة الكبرى ما زالوا في مساكنهم، ولم يغادروا قبل اشتداد الأزمة بسبب الامتحانات التي أجلت فيما بعد.
ويعاني الفلسطينيون عامة من قلة السيولة بسبب تدمير الصرافات الآلية ونهبها، مما يجعلهم يلجأون إلى طرق عديدة للتوفير من المصروف، ومحاولة ترشيد الاستهلاك حتى يتمكنوا من مواجهة الأزمة والصمود خلالها.
ويتواجد في مصر اكثر من 28 ألف فلسطيني من بينهم حوالي 9 آلاف طالب غالبيتهم في القاهرة الكبرى.
وطالب خلوف طلاب معهد البحوث والدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية بأن لا يتوجهوا إلى مصر لأن الامتحانات التي كانت مقررة في شهر شباط أجلت الى ايلول القادم، والعام الدراسي التي كان مقررا نهاية شباط لم يعلن عن بدايته وبقى الاعلان عنه مرتبط بتطور الاوضاع في مصر.
وبشأن المرضى الفلسطينييين من قطاع غزة الذين يتلقون العلاج في مستشفيات مصرية، أكد أن هناك 100 مريض من بينهم 48 يعالجون بمستشفى معهد ناصر الطبي في القاهرة ومستشفى أورام دار السلام بمدينة دار السلام المتاخمة لمدينة القاهرة، وهم يتلقون العلاج على أكمل وجه، وبشأن الاثنين والخمسين مريضا المتبقين والذين يعالجون في العيادات الخارجية فإنهم يواجهون مشكلات بسبب حالة الطوارئ التي تشهدها المستشفيات وهذا ينطبق ايضا على المرضى المصريين كذلك.
كذلك بشأن ضباط أمن الرئاسة الذين يتلقون التدريب في مدرسة المخابرات العامة بمدينة 6 اكتوبر، يؤكد خلوف أنه اتصل مع 29 منهم، وأنهم بخير وسلامة، وبالنسبة لاكاديمية مبارك للشرطة فهناك عشرات الطلبة الفلسطينيين الذين خرجوا من الاكاديمية قبل الاحداث بسبب اجازة بين الفصلين وهم الان عند اقارب ومعارف لهم وبخير.
وعلمت "معا" أن حادثة واحدة قد سجلت رسميا لدى السفارة الفلسطينية في القاهرة، تتعلق بطالب تم احتجاز جواز سفره من قبل قوات الجيش التي أوقفته لدى مروره بالقرب من مظاهرة في ميدان التحرير.