الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

سيدي الرئيس.. السياسة والرياضة كلها مرايا للوطن * بقلم :سبأ جرار

نشر بتاريخ: 02/02/2011 ( آخر تحديث: 02/02/2011 الساعة: 19:18 )
سيدي الرئيس لهذه الجملة وقع يشعر الناطق بها، والمستمع لها أن هناك مصدر للقرار والقوة والحماية التي تمنحنا الحق في التعبير عن مشاعرنا حتى لو خرجت عن النص أحياننا، لان مبررها دائما حب هذا الوطن المتألم الراغب أبدا بالتغيير فنحن مجتمع فتي يمثل الشباب فينا أكثر من ما تمثله الكهولة والخبرة والاستحقاقات . ..... وقبل أن ابدأ بخلط الأمور على نسق التفكير المتداخل بالمشاعر والذي يضيع به المنطق بين العواطف , أود أن أشير إلى إحصائية عفوية حملها لي سؤال في امتحان لإحدى المواد الحرة في إحدى جامعات هذا الوطن الحر,"
س1 من هو المكلف من قبل سيادة الرئيس أبو مازن بتشكيل المجلس الأعلى للشباب والرياضة" ؟؟ كان عدد الممتحنين 350 طالب وطالبه من الفئة العمرية 18 -22 توزيع الجغرافي من كل فلسطين المنسية و فلسطين المحاطة بالحواجز .

وجاءت الإجابات سهلة للتصليح، وصادمة للمعلومات ،حيث لم يجب على السؤال أي من الممتحنين أي بلغة الرياضيات 0350 .

قد يجيب متحذلق هذه مسؤولية" منير الغول "وتقاريره الإخبارية،فقد كان حري به أن يرسل الأخبار الرياضية على الفيس بوك ، أو أنها مسؤولية مدرس المادة ، كان عليه أن يعطي المعلومة ثم يسأل عن مستوى الحفظ وليس الفهم بالضرورة . ولكن كيف يكون الحال إذا لم يفهم ربما المدرس وربما منير نفسه الحكاية .

لنعد للإحصائية أو بالأحرى العينة المكونة من 350 من الشباب الحالم الذي لم يعرف لأسباب كثيرة أن من سيضع الاستراتجيات العظيمة لاستثمار وقته وجزء كبير من سنين عمره ( لان أوقات الرياضة والعمل التطوعي والمبادرات جزء من العمر الزمني للفرد ) غير معروف لديه .

سيدي الرئيس منذ عهد أثينا أدرك القيصر أن الشعوب تتغذى و تنشغل بالرياضة ولأنك لست القيصر ، ولأننا لسنا عبيد لأثينا،فقد جعلت من الحالة الرياضة صور حضارية نتواصل بها مع الحياة والعالم فالقرار السياسي وقف خلف هذه الصحوة , ولكن ألا تثير هذه العفوية الإحصائية تساؤل بما يجري كيف يغيب الشباب عن صنع القرار أو على الأقل التعبير عن احتياجاتهم لتحديد الخطط لتلبية هذه الاحتياجات ؟؟!!

لقد أسقطت تجارب الشعوب نظرية أن الخبرة وأصحاب المعرفة وحملة أوراق الاستحقاقات الثورية والاقتصادية هم من يستطيعون أن يصنعوا الأمل والمستقبل وحدهم ،.... لابد من الشراكة أو التجسير بحلقات من الالتقاء بين الطموح الشبابي والخبرة المتوارثة المشكوك بأصول بعضها أحياننا ، لتأتي الأمور ملبية لطموحك كقائد وأب يسعى لأحلام هذه العيون المتطلعة للمستقبل بشغف والمعتزة بالماضي الأصيل بشرف .

سيدي الرئيس إن هؤلاء الشباب شأنهم كباقي هذا الوطن ملوا من قراءة الصحف فهم غير مهووسين بأين تعشى فلان، وأين درس ابن فلان، هم لايقرؤن سوى الأبراج وصفحة الوفيات ......، لذلك لن يكون هناك امل ان يعرفوا ويفهموا من الاعلام المصور المكتوب فقط .

قد يكون من المفارقة أن تأتي هذه الإحصائية من طلبة جامعة انطلقت بتاريخ 28-9-2001 فربما يحمل هذا التاريخ دلالة , وقد تكون صدفة لم تخرج من نطاق الاجرءات وانجازها ، ولكن تجارب الجزيرة والعربية وروتانا سينما لم تعد تسمح بإغفال المتوقع .

لنشرك الشباب بصنع القرار، ولنحترم أساليبهم وفهمهم للأشياء لأنه سيدي الرئيس هناك أكثر من عينة عددها 350 شاب وشابة لا يعرفون شيئا والرياضة والسياسة والحب كلها وطن .

*** ملاحظة :لم يقصد بهذه الكلمات شخص السيد منيب المصري فله كل الاحترام والتقدير لكن قصدت أن استعير بإحدى مفردات الوطن التي تنطبق على كل المجالات والسجلات والله والوطن من وراء القصد .