الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

الفلسطينييون.. بين الصمت ودور المراقب دون تعليق على احداث مصر

نشر بتاريخ: 04/02/2011 ( آخر تحديث: 05/02/2011 الساعة: 11:08 )
رام الله- معا- بينما ينشغل العالم بمتابعة ما يجري في الساحة المصرية من تطورات الاحداث السياسية، فان المواطن محمد عميرة في الثلاثينيات من عمره يجلس خلف طاولته في محله التجاري يتابع الافلام الاجنبية عبر قناة الـ (MBC2)، دون ان يعطي انتباهه لما يجري من احداث سياسية في دولة مصر.

وبرر عميرة حالة عدم المبالاة هذه، بسبب الصراعات الاعلامية بين محطات التلفزة التي يراها بانها منقسمة هي الاخرى وتحاول الترويج لاجندات سياسية في حين يدفع الشعب المصري الثمن كما يقول.

وتقتصر متابعة عميرة للاحداث السياسية ببعض الاحاديث التي يسمعها من الزبائن الذين يصلوا الى محله التجاري في مدينة البيرة، قائلا "لا اريد ان اشغل نفسي في متابعة احداث لا قدرة لي بالتأثير فيها"، موضحا ان اغلب المواطنين الذين يزورون محله التجاري يلتزمون الصمت ويرفض العديد منهم التعليق على الاحداث السياسية في دولة مصر الشقيقة باعتبارها شأن داخلي.

وقال عميرة "نحن نخرج من ازمة حتى ندخل في ازمة اخرى، حيث ينشغل الناس في متابعة الاحداث كمتلقين فقط دون ان يكون بمقدوهم التاثير"، موضحا انه قرر منذ فترة طويلة الاحجام عن متابعة الفضائية الاعلامية والاخبارية التي تخرج حسب رايه عن المهنية وتغوص لكي تصبح طرفا في الصراع.

في المقابل فان المواطنة ام يزن تجلس في بيتها وهي تحمل "الروموت كونترول" تقلب المحطات الفضائية، فمرة عربية واخرى جزيرة واحيانا اخرى فضائية المصرية، وتقول منذ بدأت الازمة السياسية في مصر وانا اتابع عن كثب مجريات الامور عبر هذه الفضائيات"، موضحة انها تشعر بوجود تباين في الاداء بين محطة لاخرى لكنها تعيب على بعض المحطات بانها تغوض اكثر من اللازم في تغطية تفاصيل الاحداث الامر الذي يؤثر بشكل مباشر على مصداقيتها.

وفي المقابل، فان السياسيين الفلسطينيين على ما يبدو انهم متفقون فيما بينهم باتخاذ موقف المراقب بدون تعليق "على الاحداث في مصر لاسباب لها علاقة بالمستقبل السياسي المرتقب، لا سيما ان علاقة وطيدة تربط السلطة الوطنية مع دولة مصر، الى حد ان المسؤولين الرسميين في السلطة يرون في دولة مصر وشعبها وقيادتها بانهم الراعين الرئيسيين والمدافعين عن القضية الوطنية.

في حين ان قيادات حركة حماس تتخذ موقفا مشابها الى حد قريب من موقف السلطة بسبب العلاقة الوطيدة بين قطاع غزة ودولة مصر، لذلك فان الحذر في اطلاق التصريحات السياسية او حتى التعليق على الاحداث في الساحة المصرية، ويلجأ الطرفان الى تبني فكرة ان ما يجري في الساحة المصرية هو شأن داخلي ولا يجوز للفلسطينيين التدخل فيه لاي سبب من الاسباب.

وفي المقابل، فان الية التعامل التي تنتهجها السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية مع التحركات الشعبية تختلف عن الاليات التي تعتمدها حماس مع هذه التحركات الشعبية في قطاع غزة، حيث اعلن اللواء عدنان الضميري، الناطق الرسمي باسم المؤسسة الامنية حظر التجمعات الشعبية التي لها علاقة بما يجري من احداث سياسية في دولتي تونس ومصر باعتبار ان هذه الاحداث لها علاقة بالشان الداخلي، في سمحت حركة حماس لبعض الاعتصامات الطلابية بالخروج للشارع والاعتصام دعما للتحركات الشعبية المطالبة برحيل النظام المصري، في حين منعت الشرطة الفلسطينية المواطنين الفلسطينيين قبل يومين من الاعتصام وسط رام الله تعبيرا عن دعمهم للتحركات الشعبية.

وفي المقابل، فقد اعلن امين عام حزب الشعب الفلسطيني، بسام الصالحي، عزمه المشاركة في الاعتصام الشعبي المقرر ان ىجري غدا في رام الله، لدعم الشعب المصري في حركته الشعبية من اجل التغيير.