الشهيدة هدى النوري تلحق بولديها عمر وكفاح.. ومحمد يرقد بحالة حرجة سرير الشفاء
نشر بتاريخ: 20/08/2006 ( آخر تحديث: 20/08/2006 الساعة: 19:17 )
خان يونس- معا- لم تكن تدرك المواطنة هدى النوري وأبنائها الأربعة بأنهم على موعد مع القدر، وان الموت القادم من حمم الطائرات والقذائف المدفعية يتربص بهم ويبحث عن فرائس لاصطيادها وتقطيع أجسادها.
ففي ليلة فلسطينية بكل معانيها كانت الدبابات والمدفعية والطائرات ترمي بقذائفها على منازل المواطنين في بدة الشوكة، جنوب شرق رفح، وكانت القذائف تصيب المواطنين داخل منازلهم وغرفهم التي احتموا فيها من الموت المنهمر عليهم من أمطار الصيف الإسرائيلية.
ولم تجد عائلة النوري والأم هدي، طريقة لحمايته ابنائها من خطر الموت المحدق بهم، عن طريق الهروب من منزلها التي تساقطت بقربه القذائف التي كانت تبحث عن أجسادهم لتمزقها وتعلنها في عداد الشهداء، فخرجت العائلة المكونة من الأم هدى، وابنها محمد ( 20 عاما)، وعمر (17 عاما) وابنتها كفاح ( 15عاما) تحت جنح الظلام لتشق الطريق من أمام منزلها للهروب عن أحد بيوت الأقارب لعله يكون أكثر أمنا واماناً، ولكن بالرغم من أنهم اجتازوا مسافة غير قصيرة وهم يسبحون تارة ويركضون تارة أخرى خوفاً من القذائف والصواريخ التي تساقطت على المنطقة الزراعية والريفية بشكل غير مسبوق.
ولكن كل محاولاتهم باءت بالفشل لأن القدر كان ينتظرهم ولأن صواريخ طائرات الاستطلاع كانت تنظر إليهم بحقد اعمى وهم يهربون من القذائف المنهمرة عليهم، وكيف, انهم استطاعوا الصمود أمامها.
فما كان منها الآ أن عاجلتهم بصاروخين حولا اجسادهم إلى أشلاء ممزقة واختلط بها لحم عمر مع شقيقته كفاح، وأصيب محمد وأمة هدى بإصابات شديدة الخطورة تم نقلهما الى المستشفيات لتلقى العلاج، ولكن إرادة الله نافذة للام أن تلحق بأبنائها فاستشهدت الأم هدى لتلحق بأبنائها عمر وكفاح، لتعيش معهم في جنة عرضها السموات والأرض، فيما لا يزال محمد يرقد في المستشفى في حالة حرجة.