الجمعة: 27/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

رئيس الشاباك: فتح في اسوأ حالاتها منذ انطلاقتها وغزة قد تتحول الى لبنان اخر والزعارير يقول ان الشاباك فشل في التوقعات

نشر بتاريخ: 20/08/2006 ( آخر تحديث: 20/08/2006 الساعة: 19:43 )
بيت لحم- معا - قال رئيس الشاباك الاسرائيلي "يوفال ديسكين" الذي كان يتحدث امام الحكومة الاسرائيلية التي عقدت اليوم جلستها الاسبوعية في القدس "ان حركة فتح تعيش اسوأ اوضاعها منذ انطلاقتها وهي تعيش حالة تراجع دراماتيكي واذا لم تحدث اشياء ايجابية في القريب العاجل فان الحركة في قطاع غزة ستتلاشى وتختفي عن الساحة "مشيرا الى انهيار ما اسماه حصن فتح الاخير"الامن الوقائي" تحت ضغوط حركة حماس على كوادره وعناصره .

واضاف ديسكين ان معنويات جهاز الامن الوقائي في انخفاض مستمر خاصة وانهم لا يشعرون بحماية ابو مازن او الحزب الذي ينتمون له "فتح " لذلك اخذوا يبحثون عن صيغة تعايش مع حركة حماس .

وتحدث عما اسماه بتعاظم قوة " الاطراف الارهابية " الفلسطينية واصفا اياه بالخطر الاستراتيجي الذي من شأنه ان يتحول الى وضع يشبه ما جرى في لبنان في حالة لم يتم علاجه كما يجب .

واضاف ديسكين ان محور "فيلاديلفي " هو الاسم الاسرائيلي لمنطقة الشريط الحدودي بين مصر وغزة " اصبح منطقة مستباحه يجري عبره تهرب اطنان من المواد المتفجرة ومئات البنادق والوسائل القتالية مشيرا الى تهريب مليون ونصف دولار خلال الفترة الماضية عبر معبر رفح اضافة الى دخول خبراء " الارهاب " .

واوصى رئيس الشاباك باعادة صياغة الاتفاقيات المتعلقة بالمعابر كون المراقبة المصرية غير فاعلة حسب رأية اضافة الى ان جهاز المعابر بحد ذاته يعتبر جهازا اشكاليا .

وتطرق رئيس الشاباك الى الحرب الاخيرة على لبنان وتأثيرها على ما يجري من احداث في المناطق الفلسطينية وقال " حزب الله يدخل الى مناطق الضفة الغربية مبالغ مالية ليست بالبسيطة ويشجع تنفيذ العمليات ضد اسرائيل ويمثل امين عام حزب الله حسن نصر الله بطلا قوميا في نظر المنظمات الفلسطينية التي تحاول استخلاص العبر مما جرى في لبنان وادركت القوة الهائلة التي تتمتع بها الصواريخ المضادة للدبابات واهمية حرب العصابات والتحصن في خنادق تحت الارض ".

وقال ديسكن ان الحرب على لبنان منعت ابو مازن من تقديم اقتراحه الاخير الذي سمعناه اكثر من مرة حول حكومة وحدة وطنية والعودة الى مربع التهدئة وحل قضية الجندي الاسير ويبدو للوهلة الاولى بان اقتراحه قد لاقى القبول ليكتشف فيما بعد ان عددا من الفصائل الفلسطينية لم توافق عليه .

وفي رد فعل الحركة على تصريحات الشاباك رفض الناطق باسم حركة فتح فهمي الزعارير، ما جاء على لسان رئيس الشاباك الاسرائيلي يوفال ديسكين، حول مستقبل حركة فتح، قائلا" إن هذه الرغبة كهدف اسرائيلي تسعى له منذ عقود، لن تتحقق، مضيفا إن فتح ما تزال تمثل حركة التحرر الأساسية في الطيف السياسي والكفاحي الفلسطيني".

واشار الناطق باسم فتح، أن اسرائيل سعت جاهدة لتدمير بنى حركة فتح في كل الميادين، ولكنها لم تستطع ذلك، حيث ركزت اسرائيل على تدمير فتح والسلطة الفلسطينية منذ محادثات كامب ديفيد وحتى الآن، لكنها فشلت فشلا ذريعا في تحقيق هدفها، معتبرا أن حركة فتح تمثل فاتحة الثورة الفلسطينية المعاصرة وقائدتها، وهناك محاولات وجهود محمومه، لإنهاء مرحلة التحرر الوطني التي مثلته فتح وفصائل منظمة التحرير، للإنقضاض على المشروع الوطني الفلسطيني.

واضاف الزعارير، "ما زالت اسرائيل تحاول عبثا، الاستفاده مما يدعى الحرب على الارهاب، حيث تستسهل العمل ضد القوى الاسلامية، وهي بذلك تود تحديد نقيضها لتنجح خطتها القاضيه بتصفية القضية الفلسطينية، معتبرا أن فتح كحركة راسخة بين عموم شعبنا الفلسطيني، وما تملكه من تاريخ وإرث نضالي وعلاقات دوليه، تشكل ضمانة لحقوق الشعب الفلسطيني، وتعطل امكانية التفرد الاسرائيلي بالقضية الوطنية".

وبين الزعارير، الى أن فتح عانت من أزمات عميقه، جاءت انعكاسا مباشرا لتراجع اسرائيل عن الاتفاقيات الموقعه، وبالتالي تحقق فشل سياسي للعملية السلمية، أتبعتها اسرائيل بحرب لا هوادة فيها ضد المشروع السياسي الفلسطيني برمته، والذي قادته فتح، وقد أدركت قيادة فتح في حينه، أن الهدف اضعاف فتح للقضاء عليها، بما تمثله من مشروع تحرر وطني حضاري، قادر على المنافسة والمجابهة في المحافل الدولية، مضيفا أما أخطائنا الداخليه، فقد أنهينا مرحلة التشخيص وبدأنا مرحلة التصويب العميقة والشامله، واستطرد الا أن الأزمات التي طالت فتح بدأت تتوارى، وأن الاراده الحركية في كل المستويات، تدفع نحو التجديد والتحديث الديمقراطي في هياكل وبنى أطر حركة فتح ومؤسساتها، وهذا يؤدي نهوض مضمون ومكفول بعزيمة أبناء حركة فتح وقيادتها ومؤسساتها، وقد شرعت الحركة بالفعل في أكبر عملية ديمقراطية تشهدها حركة فتح منذ انطلاقتها، حيث تجري الانتخابات القاعديه باطراد وصولا لعقد المؤتمر السادس في المستقبل المنظور.

وتطرق الناطق باسم فتح، الى أن مؤسسات الحركة بدأت تعمل بانتظام، على مأسسة العمل التنظيمي والسياسي، مذكرا أن اللجنة المركزية لحركة فتح وبكامل أعضائها، ستعقد اجتماعا هاما وحاسما في العاصمة الأردنية عمان، يوم 23/8، ستناقش الإنسداد السياسي وأزمته، والوضع الحركي الداخلي وآليات تعزيز نجاحاته.
وختم المتحدث باسم فتح، إن نبوءات جهاز الشاباك الاسرائيلي ليست موثوقه، ولم تعد تجد من يسمعها، بعد نجاحاتها الاستخباريه في لبنان، داعيا اسرائيل للعودة لطاولة المفاوضات، لانجاز حل نهائي يعيد لشعبنا حقوقه.