سكان شمال القطاع يحيون أفراحهم ..تحت زخات "امطار الصيف" القاتلة!
نشر بتاريخ: 20/08/2006 ( آخر تحديث: 20/08/2006 الساعة: 20:22 )
غزة -معا- من المعروف أن فصل الصيف من أكثر الفصول أفراحا ومناسبات فالعديد من الشبان ينتظرونه بفارغ الصبر ليحيوا حفلات زفافهم فيسعدوا بها هم وأهلهم وأصدقاءهم .
ولكن صيف هذا العام لم يكن كباقي الفصول على الفلسطينيين فقد جاء بأمطار صيفية مصحوبة بقذائف رعدية وطائرات تعصف في كل الأجواء مرعبة الأطفال والنساء ومدمرة للشجر و للحجر .
تلك الأمطار التي لم يعهدها الفلسطينيون من قبل فهي ليست كأي أمطار باردة بل هي أمطار حارقة تقتل كل ما تسقط عليه فلا يكون إلا صوت الموت ويحل الرعب والخوف في أرجاء المكان ويطرد النوم من عيون الأطفال وتحين ساعة الانتظار والتفكير أين ستسقط تلك الأمطار .
ولكن اهالي شمال القطاع يأبون إلا أن يتميزوا ويرفضوا ذلك الاختيار فبالرغم من كل ذلك ومن وسط ركام البيوت المهدمة والشوارع المدمرة والمزارع المنتزعة من الأرض بفعل القصف الإسرائيلي يخرج الأمل المتدفق من قلوب أصحاب الحق في العيش .
فعريس هنا وعريس هناك وزفة هنا وزفة هناك و أصحاب العريس وأهله من حوله يزفونه متراقصين مصفقين تصدح حناجرهم بالأغاني الشعبية المهنئة للعريس وأهله غاضين أبصارهم عن الدمار الذي من حولهم في محاولة لإبقاء الفرحة هي السائدة على القلوب وحتى لا ينفتح الجرح من جديد ومن اجل بناء حياة جديدة يقطنها الأمل وتفوح منها رائحة الحب والسلام .
عايشنا هذه الحالة في إحدى أفراح بلدة بيت حانون حيث العريس رامز من عائلة البسيوني دعا أصدقاءه وأقرباءه إلى حفل زفافه متحديا خوفه من قرب منزله لمنطقة سقوط القذائف الإسرائيلية ومصمما على جعل تلك الليلة من أجمل ليالي حياته .
وبينما الأصدقاء يلفون العريس متسابقين لحمله والسير به بين المدعويين وسط أجواء احتفالية رائعة حاول الاحتلال إفسادها فبدأت القذائف تتساقط كالرعود على بعد عشرات الأمتار فقط عن المنزل .
ولكن هيهات أن تنتهي الفرحة رغم قسوة القذائف فإصرار هؤلاء الشباب على اسعاد صديقهم جعلهم يستمرون في سهرتهم في أعظم مظاهر التحدي للخوف الذي حاول الاحتلال زرعه في تربة السعادة.
يقول العريس رامز : " منذ أشهر وأنا أحاول أن احتفل بزفافي وكلما نويت ذلك سقط شهيد في البلدة أو تهاوت القذائف على المنطقة أو كان اجتياح لها وأضاف "وصلت أخيرا إلى نقطة اللاتراجع صممت على إتمام الزفاف مهما حدث بحيث أن تكون تلك فرحة عمري فتجاهلت القصف والقذائف وكانت ليلة تمت على خير وفعلنا مانريد دون أن نلتفت إلى ما أراده الاحتلال "
هذا هو حال شاب من عشرات الشبان الذين احتذوا حذوه وتحدوا الصعاب ولكن ليس جميعهم من مر زفافه بسلام فقد كان نصيب عريسين من عائلة أبو عمشه تدمير منزلهما في نفس اليوم الذي حدد للاحتفال بخطبتهما وغيرهما عريس من عائلة نصير انهمرت شظايا إحدى القذائف على من تواجد في زفته فأصابت العديد منهم وأفسدت عرسه .
يذكر أن آلاف قذائف الدبابات وصواريخ الطائرات تساقطت على شمال القطاع منذ بداية عملية أمطار الصيف استشهد إثرها عشرات الشهداء ومئات الجرحى .