الأحد: 10/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

تظاهرة رام الله: تضامن مع الشعب المصري وتأكيد رفض التدخلات الخارجية

نشر بتاريخ: 06/02/2011 ( آخر تحديث: 06/02/2011 الساعة: 13:55 )
رام الله- معا- "الشعب يريد تغيير النظام" بهذا الشعار بدأ مئات الفلسطينيين وسط مدينة رام الله تظاهرتهم الداعمة لمطالب الشعب المصري في التغيير والعدالة والحرية، في حين اختتمت هذه التظاهرة بشعارات "الشعب يريد انهاء الانقسام والشعب يريد ابو مازن"، وسط مشاحنات بين بعض المشاركين وتباين الشعارات التي رفعت خلال المسيرة التي بدأت عند الساعة الثانية ظهرا وانتهت عند الساعة الرابعة مساء.

مصادر رسمية وقفت وراء تنظيم هذه المسيرة كشفت لـ "معا"، عن مجموعة اتصالات اجريت بين ممثلي قوى وطنية وممثلي عن مؤسسات المجتمع المدني من جانب ومسؤولين رسميين في السلطة الوطنية من اجل اتاحة المجال لتنظيم هذه التظاهرة السلمية التي رفعت فيها صور الرئيس المصري الراحل ،جمال عبد الناصر ، والاعلام المصرية والفلسطينية، حيث اوضحت تلك المصادر انه تم الطلب بابعاد قوى الامن وضمان عدم تدخلها في سير تنظيم التظاهرة السلمية بما يضمن حرية التعبير للمواطنين المشاركين في هذه التظاهرة.

وردد المئات من المواطنين شعار " الشعب يريد تغيير النظام "، والاستعانة ببعض الشعارات المرفوعة في ميدان التحرير، في حين زاد عليها احد نشطاء التحركات الجماهيرية والمعروف لدى اغلبية المواطنين، ابو علي مقبل" بشعارات رنانة منها " من رام الله للتحرير ..الشعب يريد التغيير "، في حين كان بعض النشطاء الاخرين ينافسونه في ترديد شعارات وحدية مثل " الشعب يريد انهاء الانقسام" الضفة وغزة وحدة واحدة"، وسط اجواء سلمية اتسم بها الجزء الاعظم من التظاهرة التي سارت من وسط المنارة الى شارع ركب الذي تجري فيه اعمال الصيانة الامر الذي الزام المشاركين بالعودة الى دوار المنارة وسط انقسام في ترديد الشعارات، االامر الذي ادى الى وقوع مشاحنات ومشادات كلامية واعتدءات بين المتظاهرين انفسهم سيما ان اغلب المشاركون وصلوا الى وسط رام الله من جامعتي بيرزيت والقدس المفتوحة بهدف دعم الشعب المصري ومناصرة مطالبه العادلة، الا ان بعض الشعارات الفردية استفزت انصار حركة فتح الذي سيطروا على الموقف باطلاق شعارات مؤيدة وداعمة للرئيس محمود عباس ردا على بعض الشعارات المحدودة التي حاولت حرف مسار التظاهرة واخراجها عن مسارها المعد مسبقا.
وشوهد بعض الاشخاص المدنيين الذي كانوا بين المتظاهرين وهم يقومون بالاعتداء على شابين كانا ايضا متواجدين وسط التظاهرة، في حين التزمت قوى الشرطة المتواجدة في المكان بضبط المسار العام للتظاهرة دون اية تدخلات من قبلهم رغم انه سمع اطلاق عيار ناري "مسدس"من احد المشاركين المدنيين، كما اشتكى احد الشبان للشرطة من تعرضه للضرب من قبل احد المشاركين في المسيرة الذي لا يعرف هويته،حيث طلب منه احد عناصر الشرطة تحديد ذلك الشخص وتقديم شكوى بحقه من اجل اعتقاله لكن الشاب المعتدى عليه فشل في تحديد الشخص الذي نفذ الاعتداتء عليه.
وشارك في المسيرة عدد من قادة حزاب وفصائل سياسية اضافة الى ممثلي عن المجتمع المدني ونواب من بينهم كان امين عام حزب الشعب ن بسام الصالحي ، وامين عام المبادرة الوطنية، مصطفى البرغوثين وعضوة اللجنة التنفيذية لـلمنظمة ، د.حنان عشراوي، اضافة الى مفوض عام الهيئة المستقلة لحقوق الانسان ، د.ممدوح العكر ، ومفوض ائتلاف مؤسسة امان د.عزمي الشعيبي اضافة الى العشرات من موظفي المؤسسات الاهلية بمات فيهم موظفي اجانب .
وحسب ما اكده اكثر من مصدر اهلي لـ(معا) شاركوا في التظاهرة فانهم شاهدوا عدد من الاشخاص الاجانب يقومون بتوزيع الاعلام المصرية والفلسطينية على المشاركين في هذه التظاهرة وسط استغراب العديد من المشاركين ازاء هذه الخطوة، الا ان امين عام حزب الشعب بسام الصالحي رأوا انه لا يجب المبالغة في هذا الامر سيما ان المشاركين الاجانب اغلبيتهم من المشاركين في فعاليات مواجهة الجدار ومقاومة الاستيطان.
واكد الصالحي في حديث لـ(معا)، ان هدف التظاهرة هو التضامن مع المطالب العادلة والتاكيد على التلاحم الفلسطيني المصري في مواجهة السياسة الامريكية في المنطقة ورفض التدخل الامريكي باي شكل من الاشكال ، موضحا ان المسيرة ارادت ايصال رسالة واضحة داعمة للشعبين المصري والتونسي ودعم الروح الذي حمله الغيير ولتمسك بالحرية والديمقراطية والحقوق السياسية والحقوق الاجتماعية لفئات الشباب ورفض التبعية والانسياق وراء الاجندة الخارجية.
واكد الصالحي انه تم اجراء اتصالات مع مسؤولين رسميين في السلطة الوطنية لضمان حق التعبير وحمايته وضرورة التفريق بين حق التعبير والموقف الرسمي للسلطة الذي يؤكد رفض التدخل في الشأن الداخلي للدول .
ورأى ان المسيرة حققت اهدافها مع التاكيد على حق الشعب المصري في تقرير مصيره بنفسه واهمية استكمال الثورة الشعبية بما يضمن وحدة واستقرار دولة مصر الشقيقة، مؤكدا ان هدف التظاهرة هو التضامن مع الشعبين المصري والتونسي في مطالبهم العادلة واهمية ان تبادر الدول العربية باجراء اصلاحات حقيقية تضمن حرية التعبير وتمنح الحقوق السياسية والاجتماعية للمواطنين في مقدمتهم فئة الشباب.