الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

موسم العودة الى الجنوب.. الطريق الى جنوب لبنان سالكة بصعوبة

نشر بتاريخ: 20/08/2006 ( آخر تحديث: 20/08/2006 الساعة: 22:15 )
بيروت معــا-جيروم انكونينا - يومان قبل اعلان وقف اطلاق النار بين اسرائيل ولبنان قامت الشرطة اللبنانية بمنع مرور قافلة من المتضامنين مع سكان الجنوب الدامي.

في هذا اليوم، تجمع حوالي 250 شخصا في ساحة الشهداء في بيروت. وكان الهدف: ايصال مساعدات غذائية وادوية الى مناطق الجنوب التي تعيش كارثة انسانية بعد مرور شهر على قيام الجيش الاسرائيلي بحرثها وقصفها بالقذائف بشكل يومي.

هذه القافلة، الاولى من نوعها منذ اندلاع الصراع، ضمت مواطنين لبنايين و فلسطينيين ودوليين، اوروبيين واميركيين والكثير من الشباب من كافة الطوائف.

على الرغم من القلق الذي بدا على كل الوجوه الا ان الجميع مصممون على اسماع صوت تضامنهم مع سكان جنوب البلاد وعلى مواجهة اعمال العنف التي تستهدف بالاساس المدنيين .

بين الطلاب ومناضلي ومسؤولي المؤسسات المدنية لوحظ وجود السيد ميشال توبيانا، الرئيس الفخري للاتحاد الدولي لحقوق الانسان( FIDH) الشخصية الوحيده من المجتمع المدني التي اخذت مكانها في القافلة.

وقال المدافع الفرنسي عن حقوق الانسان توبيانا :"ان وجودي هنا يبرره سخطي على وضع غير محتمل "." ان الحكومة الاسرائيلية فقدت كل احساس بالواقع و تستعمل في لبنان القوة المفرطة، معتدية بشكل مقصود على المدنيين جاعلة بذلك من نفسها مسؤولة عن جريمة حرب".

واضاف المحامي :" ان خروقات القانون الدولي لا تشكل جديداً فيما يتعلق باسرائيل وعلى امتداد الحكومات المتعاقبة".

وانطلقت قافلة المكونة من 50 سيارة، تكسوها الاعلام اللبنانية في شوارع بيروت باتجاه صيدا، لم يتصور احدا رغم السناريوهات المختلفة التي وضعها منسقوا القافلة، ان الشرطة اللبنانية هي التي ستضع حدا لهذه التجربة على بعد عشرين كلم من صيدا، بسبب المخاطر التي تحف بهذه العملية- كما ادعت.

ولكن ربيع صلاح، احد منظمي القافلة، اشار الى ان قافلة انسانية اخرى سيرتها مؤسسة الحريري قامت بالسير على هذه طريق قبل ساعات من مرورنا". مضيفا" اذا ما كانت وزارة الدفاع قد منحتنا الموافقة فان لوزارة الداخلية اهدافا اخرى على ما يبدو، كمنع أي حركة تضامن بين السكان والمقاومة في الجنوب.

اتفق ممثل حزب الله مع هذا التحليل قائلا:" بان هذه ليست المرة الاولى التي يبدي فيها وزير الداخلية، احمد فتفت عداءه للمقاومة ، ففي الاسبوع المنصرم امر قوات الامن اللبنانية في مرجعيون بالاستسلام".

ان فشل هذه التجربة للمقاومة السلمية لم تؤدي بالمنظمين لاعادة النظر بانخراط المجتمع المدني في النضال غير العنيف ضد الاعتداء الاسرائيلي، ومن الهام ان يمتلك كل شخص القدرة على رفض الاملاءات الاسرائيلية" يقول معتز دجاني المسؤول عن المؤسسة الفلسطيينية "الجني" مركز المعلومات العربي للفنون الشعبية."

ويضيف "من المهم ان يستطيع كل شخص التعبير عن افكاره وان يكون العالم شاهدا على ذلك بفضل قوة الاعلام."

بالنسبة لربيح صلاح فان نشاطات اخرى، دون ادنى شك، ستقام من اجل التجمعات الاكثر تضررا، سواء كان هناك وقف اطلاق نار او لم يكن، و لكن في المستقبل سيتم العمل على اشراك اعداد اكبر من المعنيين الاساسيين، الاف اللاجئين من الجنوب و من الضاحية الجنوبية لبيروت.

صحفي فرنسي شارك في عمليات الاغاثة بجنوب لبنان