"الفيسبوكيون" أنجزوا المهمة..من اولاد اغنياء ومدللون الى ميدان التحرير
نشر بتاريخ: 06/02/2011 ( آخر تحديث: 06/02/2011 الساعة: 18:03 )
بيت لحم- معا- تمكن الشبان من حملة اللاب توب ومستخدمي الانترنت من التواصل في أدوات العصر التي يملكونها واستطاعوا تغيير وجه الشرق العربي المحكوم بأنظمة الحزب الواحد بدءا من تونس وصولا إلى قلب النظام العربي المعاصر القاهرة.
الفيسبوكيون هم من بقايا البرجوازية العربية والذين يملكون المال والفرصة فغالبيتهم قد أكملوا تعليمهم الجامعي أو الثانوي بالحد الأدنى ولديهم المقدرة لاقتناء الأدوات المعاصرة من محمول وحاسوب وغالبيتهم يسكن المدن والضواحي الراقية والجديدة في العواصم.
إنها ليست ثورة الجياع أو ثورة العمال والصناع ولذلك حملت دعوات لها علاقة بإعادة بناء الدولة الوطنية على أسس ديمقراطية قريبة للنموذج الأوروبي بالحكم.
سامح ابن مدينة الرحاب الراقية جدا هو أحد الشبان المرابطين في ميدان التحرير من صباح 25 كانون الثاني- يناير يقول جئت إلى هنا لإسقاط التزوير والتزييف والفساد وقمع الحريات، فالانتخابات البرلمانية الأخيرة في مصر شهدت تزويرا وصل إلى الحد الذي بات فيه النظام يتعامل مع الشعب المصري بأنه قطيع من الماشية، وهذا ما جعلني أنا و باقي جيلي نصل إلى قناعة بأنه لا بد من إسقاط النظام.
تداعيات المشهد
الفيسبوكيون ذهبوا إلى منازلهم لحمايتها من الفوضى والفلتان الذي حل في اكبر عاصمة عربية، "أجهزة الأمن تركت العاصمة للخراب"، هكذا يقول سامح، عدنا لنحمي أهلنا كنا نريد حماية مستقبل البلد فوجدنا أنفسنا أمام بيوتنا خوفا من البلطجية، مشيرا إلى أن من قام بالتخريب والتدمير هم عناصر الداخلية وأجهزة الأمن "القمعية" ذاتها التي لا ترى إلا مصالحها، حسب قوله.
ولكنه يقول عدنا للميدان من جديد لنرى الأحزاب المصرية "أحزاب الديكور" والأمريكان وإسرائيل وإيران وغيرهم يتحدثون باسم الثورة وعنها لقد أصيب غالبيتنا بالصدمة. موضحا أن "القاهرة التي تركناها قبل 25 يناير بمليون وش (وجه) باتت بعد 25 بمليار وش والنقاش الدائر من جهة في الميدان وغياب الدولة بكاملها وحضور الخارج بشكل كبير، فالبيت الأبيض يتابع أكثر من القصر الجمهوري".
ويضيف سامح لقد اتفقنا قبل 25 يناير أن مصر تستعد للتغيير ولكن النظام الحاكم لم يستجب إلى المطالب إضافة إلى الفوضى التي عمت القاهرة والخراب الذي لحق بالكثير من المرافق السياحية ومباني الدولة، شعرنا أن النظام وقوى أخرى لن يتركا البلد لأحد غيرهم إما يكونوا موجودين وإما تحترق القاهرة.
وأوضح الشاب المصري ذو الثلاثين عاما أن احدى صديقاته في الميدان أصيبت بجلطة وأدخلت للعناية المركزة من كثرة الضغط النفسي، مؤكدا أنهم وبالرغم مما جرى وسيجري خائفون جدا على مصر وأن مصدر الخوف يأتي من إحساسهم العميق بان قيادات الأحزاب والشخصيات التي تحاول ركوب الثورة تبحث عن مكاسب سياسية من الداخل والخارج أكثر من بحثها عن الطرق التي تؤدي إلى بناء الدولة العصرية التي تحترم حقوق المواطنة، وإن حجم المزايدات بين هذه القوى والنظام يجعلنا نشعر أكثر بالخوف كما أننا لا نثق بالتدخل الخارجي في الشأن المصري فأمريكا التي تطالب مبارك بالتنحي كانت على مدار العقود الماضية الحليف الرئيسي لنظام مبارك كما أن هناك دولا لا تريد لمصر مبارك أو مصر بدون مبارك الخير.
وتساءل سامح ليس المطلوب إسقاط النظام بل إسقاط كل الحالة من معارضة وقوى سياسية، فإذا كان النظام الحاكم نظاما ديكتاتوريا فان الأحزاب القائمة أكثر ديكتاتورية، لا نريد استبدال الأشخاص نريد استبدال النظام.
وأضاف إن أكثر ما يخيفنا أن مصر اكبر منا جميعا وأن القلق الذي ينتابنا بان مصر ليست جمهورية موز أو دولة عابرة، وهذا ما أدخلنا جميعا في حالة من الإرهاق والضغط النفسي الكبير، لكنه استدرك قائلا بالرغم من كل ذلك لو قدر لنا أن نموت فسنموت جميعا في ميدان التحرير حفاظا علي الثورة وإصرار علي التغيير.
وحول الحوار بين القوى السياسية المصرية طرح الكاتب والصحفي محمد حسنين هيكل عدة أسئلة تتعلق بشرعية المشاركين في الحوار.
قال هيكل في حوار نشرته صحيفة "الشروق" المصرية اليوم ان لديه ثلاث ملاحظات: (الأولى) تتعلق بشرعية من قدموا باعتبارهم معارضين، وأوزانهم الحقيقية في الواقع المصري.. (الثانية) أنه لا يمكن أن يدور حوار حول الوضع الراهن في غيبة ممثلين للشباب الذين أطلقوا الثورة. و(الثالثة) والأهم أن ذلك الحوار المفترض أن يجري دون اتفاق على جدول أعمال يحدد مواضع الخلل ومقاصد الحوار.
وحول تقييمه لما حققته ثورة الشباب حتى الآن، قال هيكل: "إنهم أعادوا الروح إلى الوطنية المصرية الجامعة، وأنهم أثبتوا للعالم أن شعب مصر قادر على الانتفاضة والثورة، فإنهم نجحوا فى أن يعلنوا على الملأ ما لا يريده الشعب المصرى، وتركوا للعقلاء والنخبة أن يحددوا ما يريده الشعب. ذلك أن الجماهير الغاضبة بمقدورها أن تتحدى الطغيان وتسقط الطغاة، لكنها لا تطالب بأن تضع برنامجا يجيب على أسئلة المستقبل، بما يفصل فى الإجابة على السؤال: ما العمل؟".
ولكنه قال إن العقلاء للأسف لم يستطيعوا أن يجيبوا على السؤال، لأن أغلبهم عجز عن قراءة الواقع والتفاعل معه بما يستحقه. إضافة إلى أن المعارضة المعترف بشرعيتها فى مصرأصبحت عنوانا فضفاضا تندرج تحته فئات بعضها لا وزن له ولا حضور، وبعضها لا يملك من مقومات الحضور سوى مقر وجريدة، والبعض الثالث يمثل أجنحة للحزب الوطنى.
وحول ممثلي النظام في مصر الحوار مع المعارضين والقوى السياسية الأخرى، قال: "هذا الحوار لابد منه ولكن له توقيته وأركانه وشروطه. إذ إضافة التثبت الظرف السياسى الملائم لإجرائه، فمن المهم للغاية شرعية الأطراف المشاركة فيه وأوزانها الحقيقية فى المجتمع. كما أن أى حوار يجب أن يكون هناك جدول أعمال متفقا عليه. وبغير الاتفاق على جدول الأعمال فإن ما يسمى حوارا سيتحول إلى محاولة إملاء شروطه طرف على آخر. وهذا هو الحاصل الآن. فشرعية تمثيل المعارضة الحقيقية مشكوك فيها، كما أنه لا يوجد جدول أعمال متفق عليه للمستقبل. وما هو متوافر الآن لا يتجاوز مجرد وعود لامتصاص الغضب لوح بها ممثلو السلطة ولم يكن للمعارضة الحقيقية أى إسهام في صياغتها أو ترتيب أولوياتها".