الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

في ظل أحداث مصر.. المصالحة مؤجلة وعين اسرائيل على محور صلاح الدين

نشر بتاريخ: 07/02/2011 ( آخر تحديث: 07/02/2011 الساعة: 18:03 )
غزة- تقرير معا- بينما تتجه أنظار العالم إلى جمهورية مصر العربية وما يجري هناك من أحداث متسارعة تلقي بظلالها على المنطقة العربية والدولية برمتها، يرى محللون سياسيون أن الفلسطينيين ربما يكونوا أكثر المتأثرين بهذا الوضع غير المستقر سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي، لا سيما وأن القضية الفلسطينية اعتبرت على مدى سنوات طويلة من أولويات مصر.

المحلل السياسي أكرم عطا الله قال لـ "معا": "إن مصر طرفا رئيسيا وفاعلا في إطار الملف السياسي الفلسطيني وكان لها دور بارز على مدار التاريخ سلما وحربا وربما في تحديد السياسة الفلسطينية"، مضيفا أن الانشغال المصري بالوضع الداخلي ربما طوال عام 2011 ستنكفئ فيه السياسة الفلسطينية وخاصة في ملف المصالحة.

وأضاف أن "مصر دخلت مرحلة مؤقتة، وسيكون هناك انتخابات في أيلول- سبتمبر القادم مما يعني أن الرئيس الجديد لن ينظر في الملف الفلسطيني قبل بداية العام القادم".

على صعيد الوضع الاقتصادي أوضح عطا لله أن غزة ارتبطت في السنوات الأخيرة بالاقتصاد المصري عبر الأنفاق المقامة على الشريط الحدودي بين رفح ومصر التي تشكل الشريان الرئيسي للحياة في القطاع، وفي لحظة من اللحظات بدأت أسواق غزة حين اشتد الحصار الإسرائيلي كأنها جزء من الأسواق المصرية، فإن اي تغيير أو اضطراب في الاقتصاد المصري سيؤثر كثيرا على القطاع والتي بدأ تأثيرها بالوقود الذي سبب إرباكا في قطاع المواصلات وكذلك السجائر.

وبشأن موضوع التهدئة بين حماس وإسرائيل قال: "إن هذا الموضوع لا يحتاج إلى مصر، وان دورها كان يقتصر على تمرير رغبة الطرفين ولا تحدد السياسة".

وأكد أن الحركة الجماهيرية في مصر وتونس حققت نتائجها وستشكل مصدر إلهام للكثير من شعوب الشرق التي تعيش حالة الاستبداد.

من جهته قال طلال عوكل الكاتب والمحلل السياسي: "لن يكون هناك تغييرات سياسية ذات قيمة بسبب انشغال مصر بالوضع الداخلي والتغيرات التي وقعت أو ستقع ستأخذ بعض الوقت"، مضيفا أن المصالحة الفلسطينية مؤجلة ما لم يكن هناك مبادرة فلسطينية خالصة وأن هذا الملف مطوي في هذه الفترة.

وأكد أن الوضع المصري في حال استمراره سيؤثر على حركة البضائع عبر الأنفاق وحركة الأفراد عبر معبر رفح.

وحذر من أن استمرار الوضع القائم في مصر لفترة أكبر ربما يشكل فرصة أمام إسرائيل لإعادة احتلال محور صلاح الدين المعروف اسرائيليا بمحور "فيلادلفي" جنوب رفح بحجة منع تهريب السلاح وما شابه ذلك.

وبخصوص التهدئة قال عوكل: "هناك حرص شديد على التهدئة من قبل الكل، ولكن ارتكاب اي عدوان إسرائيلي لا زال قائما لدى الاحتلال".

أما محمد حجازي المحلل السياسي فقال: "إن أحداث مصر لها تأثير سلبي وواضح على قطاع غزة، على سبيل المثال أزمة الوقود وارتفاع مواد البناء وبعض السلع الأخرى، وعلى الوضع السياسي وما تلعبه مصر من دور مهم في القضية الفلسطينية".

وزاد "في حال انشغال مصر في شأنها الداخلي لفترة طويلة قد تضطر إسرائيل ليس لإعادة احتلال محور صلاح الدين بل لاحتلال قطاع غزة".

وأكد حجازي أن إسرائيل مرتبكة وقلقة وتحاول أن تعيد النظر في علاقاتها الإستراتيجية في المنطقة، مضيفا ان اي انهيار في مصر سيؤدي إلى انهيار إسرائيل، وفق قوله.