الزعنون في البرلمان العربي: القيادة ملتزمة بالثوابت الوطنية رغم الضغوط
نشر بتاريخ: 07/02/2011 ( آخر تحديث: 07/02/2011 الساعة: 17:23 )
بيت لحم -معا- افتتح سليم الزعنون رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، رئيس الاتحاد البرلماني العربي اعمال المؤتمر السابع عشر للاتحاد اليوم الاثنين، وذلك في العاصمة القطرية الدوحة بحضور رؤساء البرلمانات العربية ، وسلم رئاسة الاتحاد لدورته القادمة للسيد محمد بن مبارك الخليفي رئيس مجلس الشورى القطري .
وفي بداية المؤتمر استعرض سليم الزعنون تقريره حول اعمال الاتحاد البرلماني العربي خلال فترة رئاسته له التي استمرت عاما واحدا ، وبعد ذلك القى رئيس المجلس الوطني الفلسطيني كلمة اكد في مستهلها على ان هذا الاجتماع يعقد والقضايا الأساسية التي تعاني منها شعوبنا وبلداننا تراوح في مكانها ، ومحاولات رأب الصدع وجسر الخلافات لا تصل إلى نتائج مثمرة .
واشار سليم الزعنون الى ان ذلك يأتي وسط حراك شعبي واسع في العديد من أقطارنا يعكس مشاغل الناس وهمومهم، ويؤكد على حقهم في التطلع للحصول على عيش كريم في أوطانهم تنحسر فيه المظالم والمفاسد وتسود فيه أحكام القانون من عدل ومساواة .
وقال : إننا كبرلمانيين، كل في بلده، مدعوون لاستخلاص الدروس مما يجري والاقتراب من نبض الشارع والالتصاق بقضاياه الأساسية ومشاغله الحقيقية لنكون جديرين بتمثيل شعوبنا وموضع ثقتهم، مضيفا " إن الاستقرار في الأوضاع الداخلية لأي بلد هو ثمرة لسياسات رشيدة تمارس على الأرض يشعر بآثارها الإيجابية المواطن في جميع مواقعه. إننا كبرلمانيين مطالبون بتبني تشريعات وقوانين انتخابية عصرية تفرز هيئات تتساوق مع المفاهيم والمواصفات الديموقراطية الحقيقية، وتمثل تمثيلاً حقيقيا شرائح المجتمع المختلفة ، هذا إلى جانب ضرورة وضع مناهج تعليمية وتربوية تعزز من قيم الديموقراطية وتجلياتها وتطبيقاتها المختلفة .
وحول ما يمارسه الاحتلال من جرائم على الارض الفلسطينية قال سليم الزعنون رئيس المجلس الوطني: "لقد أصبح من الجلي للمجتمع الدولي بأسره بأن الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة نتنياهو وبمكوناتها اليمينية والعنصرية المتطرفة لا تستجيب لنداءات السلام ومتطلباته ، وأنها تسعى في سباق مع الزمن، لفرض حقائق على الأرض يصعب تغييرها ، وذلك بالاستمرار في سياسة نهب الأراضي الفلسطينية وإقامة المزيد من المستوطنات عليها واستكمال بناء جدار الفصل، وإحكام الطوق الاستيطاني على القدس وعزلها عن محيطها الفلسطيني وإنشاء بؤر استيطانية داخل القدس وفي محيطها والسعي الحثيث لإخلائها من سكانها بتدمير منازلهم وتضييق سبل العيش عليهم، ومحاولة تغيير طابعها التراثي والديني، والاستمرار في حفر الأنفاق أسفل الحرم القدسي وفي محيطه لزعزعة أساساته وصولاً إلى انهياره وبناء هيكلهم المزعوم مكانه".
وشدد ان اسرائيل دولة الاحتلال ما تزال تقوم بتصعيد في الممارسات القمعية من اجتياحات واغتيالات واعتقالات، وعدم الانصياع للمطالبات الدولية بفك حصارها الجائر على قطاع غزة ، وإبقائها لآلاف الفلسطينيين رهائن في سجونها، ما أوجب على القيادة الفلسطينية مراجعة شاملة لمسار المفاوضات ، خاصة بعد إعلان الإدارة الأمريكية عن فشلها في إقناع إسرائيل بتجميد الاستيطان.
وحول موقف القيادة الفلسطينية من الطروحات الأمريكية والإسرائيلية من المفاوضات قال سليم الزعنون : "إن قررت القيادة الفلسطينية وبمباركة عربية عدم الانخراط في أية مفاوضات جديدة مع الحكومة الإسرائيلية دون الإعلان القاطع عن تجميد كامل للاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس، ودون تحديد المرجعيات الأساسية لتلك المفاوضات، ورفضت القايدة الفلسطينية ايضا بشكل قاطع لما تطرحه الحكومة الإسرائيلية ورئيسها عـن ضـرورة الإقرار من قبلنا بيهودية الدولة واعتبار ذلك الطرح مؤامرة جديدة تستهدف فلسطينيي 48 وحقوقهم الثابتــة فـي المواطنـة ، كما تستهـدف اللاجئين الفلسطينيين وحقهــم فـي العودة والتعويض وفقــا لقرار الأمم المتحدة 194 ".
وأضاف ان القيادة الفلسطينية استمرت ايضا في الجهود الدبلوماسية لتوسيع دائرة الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967وعاصمته القدس، بعد أن اعترفت بها عشر دول حتى الآن، اضافة الى اعتراف ما يزيد عن 100 دولة اعترفت بها منذ عام 1988 ، وان قيادة الشعب الفلسطيني ستلجأ إلى خيارات أخرى ، على رأسها إعادة القضية برمتها إلى مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة عن طريق ما يعرف بـ"الاتحاد من أجل السلام"، وقد التزمت بما أعلنته ، رغم ما مورس ويمارس عليها من ضغوط لثنيها عن ذلك ، فقد قررت التقدم بمشروع قرار ، من خلال المجموعة العربية ، إلى مجلس الأمن الدولي حول الاستيطان الإسرائيلي يعيد فيه المجلس موقفه المندد بذلك الاستيطان باعتباره عملاً باطلاً وغير شرعي يجب على دولة الاحتلال التوقف عنه وإزالة القائم منه.
وبشأن ما تناقلته بعض وسائل الإعلام حول موقف القيادة الفلسطينية من الحقوق الوطنية الفلسطينية أوضح رئيس المجلس :"انه يؤسفنا القول بأنه في الوقت الذي تخوض فيه القيادة الفلسطينية مدعومة بشعبها نضالاً سياسياً ودبلوماسياً قاسياًً مع حكومة الاحتلال ومن يدعمها ، وفي الوقت الذي تعمل فيه الحكومة الفلسطينية على استكمال بناء المؤسسات والهياكل البنيوية استعداداً لإعلان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ، وفي الوقت الذي تتسع فيه دائرة اعتراف الدول بدولة فلسطين المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967، وفي الوقت الذي تتعاظم فيه المواقف الدولية المنددة بالاستيطان الإسرائيلي وبالسياسات المتعنتة لحكومة نتنياهو ، وفي الوقت الذي تحتاج فيه القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني إلى ظهير عربي ودولي يدعمها ويساندها في مطالبها العادلة ، تخرج علينا بعض وسائل الاعلام لتوجه طعنة أرادتها نجلاء، تخلط من خلالها الأوراق، وتحاول تعميق الانقسام الفلسطيني الحاصل وتقضي على أية محاولات للتجسير وإعادة اللحمة بين الفرقاء ، وتسعى لاشعال الفتنة في الشارع الفلسطيني من خلال نشرها لوثائق مجتزأة وممنتجة أُعدَّ لها إعلاميون ومتحدثون ذوو صبغة معينة ، لتحقيق الأهداف التي رسمتها ".
وبين رئيس المجلس امام رؤساء البرلمانات العربي المجتمعيين في العاصمة القطرية الدوحة :"ان الرد الحاسم على تلك الهجمة المحبوكة بظلام ليل جاء على لسان الشعب الفلسطيني ، الذي خرج للشارع ليس كما أراد مخططو تلك الهجمة للتنديد بالقيادة الفلسطينية، ولكن للتنديد بتلك المؤامرة والتي افتقدت لأية حرفية مهنية أو أخلاقية، وللتنديد بأهداف تلك الهجمة التي تسعى بشكل مكشوف لإضعاف موقف الرئيس محمود عباس ، بشكل خاص ، الذي اعتبره نتنياهو خطراً على إسرائيل لا بد من التخلص منه ، والتخلص من القيادة الفلسطينية ، بشكل عام ، لما تسببه من إحراجات ، وما تحققه من إنجازات في مواجهة حكومة اليمين الإسرائيلي ومخططاتها الآثمة."
وخاطب سليم الزعنون رؤساء البرلمانات العربية وأعضاء الوفود البرلمانية العربية والضيوف من مختلف المنظمات البرلمانية الدولية والإقليمية قائلا :إن من أطلق الثورة الفلسطينية المعاصرة ، ومن اعترف به العالم ممثلاً شرعيا وحيداً للشعب الفلسطيني ، لما قدمه من كفاح ونضال ودماء، ومن حوصر وسمم قائـده ورمــزه لرفضــه التنــازل عن ثوابته الوطنية لا يمكن له أو لمن اختاره شعبنا خلفـاً لرمزه أن يحيـد عن طريقــه ، وستبقــى الرايـة تنتقل من جيل إلى جيـل ومن قيـادة إلى قيـادة حتى تتحقق العدالة على أرضنا بالعودة وإقامة دولتنا المستقلة ، ذات السيادة ، وعاصمتها القدس ، طال الزمن أم قصر.
ودعا رئيس المجلس في كلمته الاتحاد البرلماني العربي الى مساندة الجهد الفلسطيني في توجهه إلى مجلس الأمن الدولي لإعادة استصدار قرار مندد بالاستيطان ومطالب بإزالة ما هو قائم منه، وأضاف :" نهيب بإخوتنا من برلمانات وحكومات إلى وقفة قوية داعمة ، تحيد الموقف الأمريكي وتنجح مسعانا في استصدار مثل هذا القرار ، حيث بدأت الإدارة الأمريكية بالتلويح باستخدامها للفيتو ضد أي مشروع قرار من هذا القبيل" .
وبخصوص القدس عاصمة الدولة الفلسطينية القادمة وما تتعرض له من هجمة تهويدية شرسة قال رئيس المجلس:إن للقدس في عقل وقلب كل منكم موقعا، أن أنبه ، إن لم أقل أحذر ، من أن القدس في خطر حقيقي وأن المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى تهويدها تتقدم بخطى حثيثة وسريعة ، وبأن الحرم القدسي وما عليه من بناء معرض للانهيار، وبأن الاستيطان اليهودي في أحياء القدس ومحيطها ينتشر كالخلايا السرطانية ، مما يوجب علينا كبرلمانيين نمثل شعوبنا عقد جلسة خاصة بالقدس نتداول فيها كيفية الحفاظ على القدس وصونها من الضياع والطلب إلى دولنا وحكوماتنا الارتقاء بمواقفهم إلى مستوى التحدي الذي تواجهه القدس بما تمثله من قداسة وتاريخ ليس للشعب الفلسطيني فقط ، ولكن لأمتينا العربية والإسلامية وللعالم أجمع .
ومن المقرر ان يتابع المؤتمر اعماله غدا حيث ستجتمع اللجنة السياسية في الاتحاد التي ستناقش الاوضاع العربية الراهنة خاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وستقدم تقريرها وتوصياتها للمؤتمر غدا الذي سيناقش هذه التوصيات ويقرها.