الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

محطات من دورينا * بقلم : صادق الخضور

نشر بتاريخ: 07/02/2011 ( آخر تحديث: 08/02/2011 الساعة: 10:26 )
ملتقى الإعلاميين الرياضيين العرب ينعقد وهذه المرة في فلسطين،حدث غير اعتيادي يتزامن والنشاط الرياضي غير المسبوق الذي يشهده الوطن بعد أن بث اللواء جبريل الرجوب الدماء في شرايين رياضتنا التي كادت أن تتلاشى، لكن بهمة الأوفياء وعزيمة الفلسطينيين وإرادتهم عاد للرياضة ألقها وبريقها الذي خفت- أو كاد إلا أنه ومع تسلم اللواء الرجوب دفتي القيادة في اتحاد القدم ثم الأولمبية كنا مع قصص نجاح توالت فصولها ولا زالت تتوالى تباعا ، نقول هذا ونحن ندرك تماما الفارق الذي غدا بين ما كان وما هو كائن لتزيد تطلعاتنا للغد الآتي وصولا إلى ما يجب أن يكون، ونحن مقرّون أيضا بما أحدثه الرجل من نقلة رياضية نوعية لم يكن أشد المتفائلين يتوقع أن تكون بهذا الزخم والشمولية.

هنا، في فلسطين ،ومن كان يتخيل أن يكون لدينا دوري احترافي ؟ ومن كان يظن أن الدوري سينتظم لبقية الدرجات؟ ومن كان يدري أن الرياضة النسوية ستغدو رافدا من روافد الحراك الرياضي؟ ومن كان يتوقع أن تنتظم المباريات حتى في ظل العواصف والأمطار ؟ ومن كان يجزم بأن الفرق ستلعب على ملاعب معشبة ؟ ومن كان يعتقد أن حمّى نجاح كرة القدم ستطال السلة والطائرة وغيرها من الألعاب ،وكأن لسان حال الرياضة استلهم تماما مقولة الراحل محمود درويش :" على هذه الأرض ما يستحق الحياة " ، فصار كل شبل يركل الكرة بقدمه وهو ينظر للأعالي مستشرفا مقولة " نحب الحياة ما استطعنا إليها سبيلا "
بانعقاد الملتقى تضاف حلقة جديدة لحلقات عمل تعزز مسيرة النجاح، وواهم من ظنّ أن النجاح يتأتى دون عمل، ولعل مقولة إن "مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة"، تجد تطبيقاتها فيما رافق رياضتنا من خطوات منهجية عززت تواجدنا في المحافل العربية والدولية ، فأهلا بالوافدين إلينا ممن سيجعلون أقلامهم مشاعل تنير الطريق للباحثين عن إطلالة على رياضة تواصل النحت في الصخر لتجد لها موطئ قدم في الميادين .

هنا حيث الرياضة تمتزج بالسياسة أو بالأصح حيث السياسة تفرض حضورها على الرياضة لا زال لاعبونا محرومين من التنقل بحرية، وليس أدل على ذلك من أن الملتقى يتزامن ويوم الفيفا ومنتخبنا الوطني يلعب مباراة دوليةخارج الديار منقوصا من كوكبة من نجومه الغزيين لأن عودتهم غير مضمونة في حال خرجوا من الوطن ، فأي عدل هذا ؟
هنا، تلعب الرياضة دورا توثيقيا يخلد الشهداء وأصحاب العطاء الوطني ، فالدوريات تحمل أسماء من رحلوا لتبقى راية الوطن خفاقة .
هنا، حيث كل إنجاز رياضي يقترن بتجميع القوى لبناء الدولة المستقلة قبل أن يكون مناسبة لتجميع النقاط والظفر بالكؤوس .
هنا ، تتواصل الحكاية وتتزايد التحديات،وتتداخل الآمال بالآمال ، والإرادة بالإدارة ، ليكون الملتقى الأول للإعلاميين الرياضيين فرصة للتواصل مع الأشقاء ، وحالة للاستنهاض الرياضي ومناسبة لنترافع فيها عن حقنا في رؤية المنتخبات العربية على الأراضي الفلسطينية ، وهذا أقل ما نطمح به .

في هذه المرحلة لا نحلم بأكثر من التواصل واللقيا،ونحن واثقون من أننا وبالاحتكاك مع الأشقاء قادرون على صقل حبراتنا والمضي قدما لولوج المحافل،لا نطمع في أكثر من هذا ، فهلاّ جعل الإعلاميون العرب أقلامهم ومنابرهم سببا في مساندة حلمنا المتواضع ؟؟!!

أهلا بالأشقاء العرب والضيوف الأجانب في لقاء يتزامن وانطلاقة الدوري النسوي لتثبت أخوات دلال المغربي أنهن رائدات في كل الميادين ، فالبيرة وديار والسرية وشابات العاصمة وغيرها من الفرق قادرة على تجسيد أن الفتاة التي ناصرت النضال واقتسمت المعاناة مع الرجل في فلسطين عازمة على البقاء في دائرة الفعل ، لتكون كل لاعبة قادرة على أن تدك الشباك لترسي في مسيرة البناء أنموذجا يحتذى .

أهلا بالأشقاء في أيام قد يطلون فيها من خلال الورق والمحاضرات على بعض الوثائق ، ومن خلال الميدان على معظم الحقائق لمسيرة ظلت محكومة دوما بمنطق الواثق ، وسيكون افتتاح الدوري النسوي يوم الخميس شاهدا على أن مسيرتنا الرياضية سائرة في الاتجاه الصحيح ، وعلى أن قوّة المنطق تهزم منطق القوة.

الملتقى الخاص بالإعلاميين الرياضيين فرصة لنجدد فيها العهد مع ذواتنا على مواصلة العمل ومراكمة النجاحات في كل الجبهات، فشكرا للقائمين عليه، وكل التحية للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم الذي يواصل العمل والإنجاز على الأرض .

أهلا بالأشقاء والضيوف في فلسطين ونتمنى لهم طيب الإقامة فيها، وحسن الإفادة من الزيارة لصالح إبراز رياضتنا عبر البوابة الإعلامية العربية،وسنواصل العمل، ولن نخذل قيادتنا التي تواصل تحقيق النجاحات الدبلوماسية التي توالت عبر اعتراف العديد من الدول بالدولة الفلسطينية المستقلة .
أهلا بالأشقاء والضيوف، حللتم أهلا ،ودمتم ودامت فلسطين عامرة بعطاء أبنائها ، عبقة بعبير التواصل الذي ينثره ضيوفها على امتداد لحظات مكوثهم فيها ، والتزامهم بالتعبير عن إنجازاتها في كل الأوقات .