رسالة من فلسطين إلى ضيوفها الإعلاميين
نشر بتاريخ: 08/02/2011 ( آخر تحديث: 08/02/2011 الساعة: 19:23 )
بقلم : عبد المجيد حجه
بمناسبة افتتاح الملتقى الإعلامي الرياضي العربي الأول في فلسطين، وافتتاح الدوري النسوي الأول باسم أول شهيدة في الانتفاضة الأولى(أول الرصاص وأول الحجارة) الشهيدة سحر الجرمي.. نرحب بأعزائنا المناصرين المتضامنين الوافيدين إلى أرض الأنبياء والرسالات السماوية فلسطين دون مجاملات ونقول:
أيها القادمون إلينا من كل الأقطار العربية المزروعة فينا قلبا وعقلا وأملا بالمستقبل، سجلوا على جدران القلب ونوافذ الروح فيكم قبل أن تسجلوا برأس الصفحة الأولى من دفاتركم وعند دخولكم بوابة فلسطين كل فلسطين التي تئن من قهر الاحتلال وحصاره.. سجلوا بثقة أنكم أنبل النبلاء، وأشجع الشجعان، وخير لفلسطين وشعبها من كل هؤلاء الذين أشبعونا على طول المدى وعودا ومراجل وثورية زائفة وما كانوا عند جد الجد إلا كما قال الشاعر:" أنا في الحرب ما جربت نفسي ..." أو كما قال المثل:" أشبعتهم شتما وفازوا بالإبل"..
نرجوكم ومنذ أن تطأ أقدامكم الطاهرة أرض فلسطين الأطهر.. استلوا أقلامكم الطاهرة، وافتحوا نوافذ قلوبكم وعقولكم المستنيرة، ونصبوا عيونكم البارقة كما البنادق الحرة، وأطلقوا العنان للسع عدساتكم كما الصواعق الجنية، لتتزودوا بما استطعتم من ذخيرة حية ستكون معكم وبكم ولصالح فلسطين ورياضتها ورياضييها وقضيتها عامة شاهد وشهادة لا أقوي منها ولا أعظم وقعا على الاحتلال في كل المحافل، بل وستكون كاشفا حقيقيا أيضا لكل الأقنعة والعمائم المتمترسة خلف الشعارات التي لم تسمن ولم تغني شعب فلسطين يوما من أي جوع، سجلوا من حيث تجتاز أقدامكم أساطير أللنبي(المعبر المحتل) نحو قلب مدينة القمر أقدم مدينة في التاريخ (أريحا) بكرامة وكبرياء وشجاعة العربي الأصيل، ولا تحبسوا الدموع من جلال الشعور في الحدقات، اتركوها تنهمر على سجاياها وحيثما استدعتكم طهارة الثرى المجبول بالدماء سجودا لرب العرش شكرا وصلاة، وسمروا عيونكم لتروا كم هو وقع حضوركم على المحتل المسربل والمزنر بالسلاح خوفا وكمن باغتته أم القشعم الرقطاء، ولتأكدوا بأن من يحرص على فلسطين سيأتيها شامخا ولو على الأشواك لا مشترطا على معذبيها أن يفنوا لينسجوا له من دمائهم وأشلائهم بردة أو سجادة حمراء!!
وقد لا يكون الزارع في الحقول الوعرة دائماً أيها الأعزاء هو من يجني حصاد الثمار، ولكن كيف بكم وأنتم تغرسون بسمة أمل على شفاه طفل وشاب وشيخ وأم وأخت وشعب ينسجون من المعانيات وإذ نزفت عيوننا ولعقود مديدة دماً لا دموعاً على ضحايانا ولم تغب عنا معها بسمة الحب أو إرادة الصمود والحياة، وان لم يكن مفترضا فيكم أن تصدقوا ما نقول أو ما تسمعوا.. فانتم مدعوون للتحقق والتمحص بأنفسكم ومنذ اللحظة الأولى التي تستشعرون فيها بأنكم في فلسطينكم العربية المحاصرة وحيث يرغب في بقائها العدو معزولة لإخفاء موبقاته العنصرية، وبالمهنية والموضوعية والمصداقية المعهودة فيكم أطلقوا العنان للأقلام والقلوب والضمائر خلال وجودكم بين أهلكم وشعبكم وحرروها كما تشتهي لا كما يرغب أي كان، فهذه فلسطين على حقيقتها أمامكم بكل ما فيها ولها وعليها من حق وحقائق، سددوا الحدقات على جنبات الشوارع ولو من أريحا الى رام الله ومن نوافذ الحافلات ودونوا كم هي فلسطينكم وشعبها مثخنة بالمستوطنات التي أنشأها أباطرة المال الصهاينة في العالم وليستدرجوا اليها ما هب ودب من المارقين والمجرمين محاولين سلب الأرض وسلب الحياة، وانظروا شرقا بالحدقات ومن شرف المقام الذي نتمناه أن يكون على قدر المقام لتجدوا ذلك المخيم الرابض والمرابط على صدر الزمان بعزة وكبرياء، هو الامعري وكما كل المخيمات وعلى جنبات الازقة الضيقة فيها ومن صفيح الزنك الضارع لله صبرا تتجدد العزائم شموخا وتنبلج مع كل صبح شمس للحياة، والى الجانب الغربي حيث يلوح لكم باليد مرحبا من قال:" حاصر حصارك بالجنون وبالجنون، ذهب الذين تحبهم.. ذهبوا.. فإما أن تكون أو لا تكون".. وكم أبدع من حيث لفلسطين والإنسانية أنشد..
أنه علامتنا الكاملة في الإنسانية واللغة العربية الثائرة.. محمود درويش.. وارقبوا بالعدسات ومن نوافذ القلب شمالا إن أردتم حيث يجذبكم المقام والقامة والتاريخ وأحرف الاسم التي تصدح من السن الأطفال والشيوخ والأمهات خلودا وكما فاتحة الكتاب( السلف والخلف)، أنه أبو الفلسطينية الوطنية ومصمم أحرف هويتها من دمه، وعلى مقربة منه خليفته ابو مازنالاكثر زهدا في السلطة كونيا، ولربما ستنطق الجدران بما لم يبح به أي منهما وبلسان شعبنا عن ظلم الأعداء وظلم ذوي القربى ألأشد مضاضة.. والى ستاد الشهيد فيصل الحسيني أمير القدس من حيث سيحتضن انطلاق أول دوري نسوي (11)لاعبة.. وبكل ما سيزدهي به من أثر وتأثير ضيوفه الأعزاء.. سيلوح اعتزازا لأعز الأشقاء الوافدين إلى رحاب القدس، ليشهدوا على كل المتناقضات التي خلقها ويخلقها الاحتلال.. ومن أسم الشهيدة سحر الجرمي وعظمة أمها الصابرة التي توزع الكنافة النابلسية على صديقات ابنتها الشهيدة يوم 11/2 من كل عام شاهد وشهيد على عظمة شعب يتحدى المستحيل ليؤكد صموده وثقته بنفسه وجدارته بالحياة، وكم هو بحاجة لاسناد أشقائه ولو بالكلمة الصادقة المعبرة، وسترون أيها الأعزاء جدار الفصل العنصري الذي يطوق القدس احتلالا وتهويدا كما الثعبان القاتل، وكم هي الصورة مكثفة بالرسائل والمعاني التي تثقل كاهل صاحبها، في القدس والأقصى الذي يتكأ على سواعد أبنائه المثخنة جراحا ويضرع لله صباحا مساء خلاصا من المعاناة، والى الحرم الإبراهيمي في خليل الرحمن الذي صبغت حجارته بدماء الذين أزهقت أرواحهم وهم ساجدون لرب العرش فجر جمعة رمضانية على يد مجرم مثل الاحتلال وجرائمه الدائمة حيثما أريد لعاقل أن يستجلي القهر الواقع على فلسطين، وفي كل بقاع فلسطين من رفح الى جنين، حيث يتجسد الاحتلال ولا يفرق بين فلسطيني وآخر، ولا بين موضوع وآخر، أصبحت الرياضة والرياضيين بحكمة قائد مقود سفنيتها أحد أهم الميادين التي يطاح به فيها لسوء ما تجني سياساته المجرمة أملا في احباط الفدائية الفلسطينية ، وهيهات له ذلك.. حيث تتجسد حكمة شاعرنا الخالد م. درويش إذ يقول:" تواصل العرفاتية الوطنية فعلها فينا كتعبيراً عن روح رمز لشعب حي..، لن نكون فلسطينيين إلا إذا كنا عرباً، ولن نكون عرباً إلا إذا كنا فلسطينيين"، فأهلا وسهلا بضيوف فلسطين الإعلاميين الرياضيين العرب والأصدقاء، وسلاما لكم وعليكم من أقدس بقاع الارض الصامدة..