الإحصاء الفلسطيني يعقد ورشة عمل لمناقشة نتائج دراسة سلوك العمال
نشر بتاريخ: 08/02/2011 ( آخر تحديث: 08/02/2011 الساعة: 16:23 )
رام الله- معا- نظم الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني اليوم الثلاثاء، بالتعاون مع وزارة الصحة وصندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)، ورشة عمل حول دراسة السلوك الخطر للعمال الفلسطينيين في إسرائيل.
حضر الورشة باربارا بياتزا جورجي الممثل الخاص لصندوق الأمم المتحدة للسكان في الأراضي الفلسطينية ود. اسعد رملاوي، رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الإيدز والأمراض المنقولة جنسياً، وعدد من ممثلي المؤسسات الرسمية والقطاع الخاص والمؤسسات الدولية والخبراء والمختصون والجهات ذات العلاقة بالموضوع، وذلك في مقره الرئيسي بمدينة رام الله.
وافتتحت الورشة علا عوض، رئيس الإحصاء الفلسطيني، بكلمة رحبت بها بالحضور، مؤكدة أن انعقاد هذه الورشة الخاصة يأتي لمناقشة نتائج دراسة السلوك الخطر للعمال الفلسطينيين في إسرائيل، والتي نفذت بتمويل من صندوق الأمم المتحدة للسكان، حيث قام الإحصاء الفلسطيني بالتعاون مع عدد من المؤسسات المحلية والمجتمع المحلي على رأسها وزارة الصحة الفلسطينية بتنفيذ هذه الدراسة ميدانيا باستخدام الأسلوب والمنهج النوعي الذي يرتكز على عقد مجموعات بؤرية من الفئات المستهدفة وهم العمال الفلسطينيون في إسرائيل.
ونوهت عوض أن مرض الإيدز من الأمراض الأكثر خطورة، وتعتبر إسرائيل أكثر المناطق التي تشكل خطرا لنقل مرض الإيدز إلى الأراضي الفلسطينية، وذلك بسبب التواصل اليومي بين سكان الأراضي الفلسطينية المحتلة والسكان الإسرائيليين خاصة المناطق المحاذية للحدود، ويزداد هذا الخطر بسبب غياب الرقابة على هذا التواصل، إضافة إلى ارتفاع نسبة الإصابة في إسرائيل بهذا المرض مقارنة بالأراضي الفلسطينية.
وأضاف رئيس الإحصاء الفلسطيني أنه ومع أن انتشار مرض الإيدز والأمراض المنقولة جنسيا منخفضة في الأراضي الفلسطينية مقارنة بمناطق أخرى في الشرق الأوسط كإسرائيل، فان الاهتمام في موضوع الوقاية من المرض يصبح أكثر أهمية من العلاج في المرحلة الحالية. لذلك جاءت فكرة الدراسة بتركيزها على سلوك العمال الفلسطينيين (مع التركيز على السلوك الجنسي) على اعتبار أن هذه الفئة هي خطوط التواصل اليومي مع الإسرائيليين، وسلوكهم غير السوي قد يعرضهم للإصابة بالأمراض المنقولة جنسيا ومنها مرض الإيدز.
ونوهت عوض، أن هذه الدراسة قامت بتشخيص واقع وظروف وسلوك العمال الفلسطينيين العاملين في إسرائيل، من خلال منهجية تشاركية بلقاء العاملين في إسرائيل والخبراء المحليين، كما تم من خلال هذه الدراسة استعراض مختلف العوامل والظروف والتحديات التي يواجهها العمال في إسرائيل خلال رحلة ذهابهم وإقامتهم في إسرائيل، وتم تحليل القضايا المرتبطة بسلوكهم العام وسلوكهم الجنسي في إسرائيل من خلال التعمق في تجاربهم الشخصية أو تجارب زملائهم، ما ساهم برسم صورة لسلوك العمال في إسرائيل وعلاقته بالأمراض المنقولة جنسيا وخاصة الإيدز.
وأضاف رئيس الإحصاء الفلسطيني، أن أهمية هذه الدراسة تأتي كونها تسلط الضوء على سلوك شريحة تعتبر إحدى المجموعات المعرضة بصورة مباشرة للخطر، حيث تمتاز فئة العاملين في إسرائيل بان نسبة كبيرة منهم من الشباب والأفراد الأقل تعليما، إذ أن اكثر من خمس العاملين في إسرائيل هم دون 25 سنة من العمر، ونحو نصفهم ممن يقل عدد السنوات الدراسية لديهم عن 10 سنوات دراسية.
وبينت عوض أن هذه الدراسة أظهرت الواقع والظروف الصعبة يعيشها العمال الفلسطينيون في إسرائيل، سواء في الوصول إلى العمل، والظروف التي يعيشونها في العمل والإقامة، فالمخاطر جمة والحياة بائسة للغاية، كما بينت الدراسة أن هناك سلوكيات خطره يقوم فيها بعض العمال.
وأشارت الدراسة إلى أن العلاقات الجنسية للعمال الفلسطينيين مرتبطة في كثير من الأحيان بالفرصة والصدفة العابرة، وهذا ما يجعلها مصدرا للقلق والخوف، ويستدعي التدخل للتوعية بالمخاطر فالوقاية خير من العلاج.
وأشار رئيس الإحصاء الفلسطيني أن الدراسة أكدت وعلى لسان العمال أنفسهم أن دور المؤسسات الفلسطينية غائبة، وغياب المؤسسات زاد من سوء الوضع.
ودعت عوض، أن تؤخذ نتائج هذه الدراسة على محمل الجد من الجهات ذات العلاقة عند وضع السياسات والبرامج والخطط المتعلقة بالوقاية والحد من انتشار الأمراض المنقولة جنسيا، كون هذه النتائج تنذر بالخطر الشديد، فالخلل والضعف واضحان وبقي أن نحدد معا الآليات التي يجب اتخاذها للوقاية من احتمال الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيا والإيدز بصفة خاصة.
وبدوره أشاد د. اسعد رملاوي، رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الإيدز والأمراض المنقولة جنسيا، بجهود الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في تنفيذ الدراسة كونها الأولى من نوعها وتمثل الأساس للانطلاق في تنفيذ برامج متصلة بموضوع الدراسة، كما أكد على ضرورة الاطلاع على التوصيات الواردة على لسان العمال ودراسة برامج المؤسسات وفق ذلك وتعديلها حيثما أمكن.
كما شكرت باربارا بياتزا جورجي، الممثل الخاص لصندوق الأمم المتحدة للسكان في الأراضي الفلسطينية، الإحصاء الفلسطيني لجهوده في إعداد الدراسة، التي رغم حساسيتها وصعوبتها، مؤكدة أن هذه الدراسة ترسل صورة واضحة حول واقع العمال وسلوكهم ، لذا فهي تعتبر الأساس لاستكمال العمل حول الموضوع.
كما قام ايمن عبد المجيد، مستشار فريق العمل، بعرض منهجية ونتائج الدراسة والتوصيات التي خرجت بها، ودار نقاش حول النتائج ومنهجية وتوصيات الدراسة وكيفية الاستفادة من الدراسة في وضع الخطط والبرامج المستقبلية للمؤسسات ذات العلاقة بالعمال في إسرائيل.
وخرجت الدراسة بعدد من التوصيات أبرزها أن هذه الدراسة تعتبر هامة جدا ونتائجها تدق ناقوس الخطر حول أوضاع وسلوكيات العمال في إسرائيل، بالإضافة إلى قيام اللجنة الوطنية لمكافحة الأمراض الجنسية والإيدز بتبني نتائج هذه الدراسة والقيام بتطوير التوصيات ووضع الآليات التي يجب اتخاذها لتفعيل دور المؤسسات في هذا الشأن.