الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

من جورج حبش إلى حسن نصر الله.. مع تحية المقاومة الباسلة في فلسطين ولبنان .. تحية العروبة

نشر بتاريخ: 21/08/2006 ( آخر تحديث: 21/08/2006 الساعة: 22:35 )
بيت لحم -معا- نشرت صحيفة" السفير" البيروتية في عددها الصادر اليوم رسالة وجهها الامين العام السابق للجبهة الشعبية الحكيم جورج حبش الى الامين العام لحزب الله حسن نصر الله هنأه فيها بانتصار المقاومة اللبنانية وداعيا الى الاستعداد لمراحل صعبة قادمة .

وفيما يلي نص الرسالة:


إلى الأخ الكبير سماحة السيد حسن نصر الله الامين العام لحزب الله.

تحية المقاومة الباسلة.. تحية فلسطين ولبنان.. تحية العروبة.

إسمحوا لي أن أتوجه إليكم بالتهنئة والتبريك بالانتصار التاريخي الذي حققته المقاومة الاسلامية في لبنان، وبصمود المقاتلين الابطال من حزب الله، وصمود الشعب اللبناني العظيم، شعب العزة والكرامة والإباء. كما أتقدّم بالتحية من خلالكم الى جميع المجاهدين والمقاتلين من كوادر وقيادات حزب الله، الذين سطروا بدمائهم صورة ناصعة البياض في تاريخ الأمة..

لقد أضاف العدوان الصهيوني الوحشي على لبنان صورة جديدة من صور جرائمه البشعة حاول فيها النيل من صمود شعبه المقاوم، وما الاستهداف الصهيوني للمدنيين والبنية التحتية في لبنان وفلسطين سوى نموذج لسياسة المجازر وحرب الإبادة الجماعية التي انتهجها العدو الصهيوني خلال تاريخه الدموي الطويل..

لقد أعطى صمود حزب الله والشعب اللبناني، دعماً قوياً ونهضة ثورية جديدة للأمة العربية بأسرها.. مُظهراً الحقيقة العارية لجيش الاحتلال الصهيوني، ذلك الجيش المعتدي المهزوم من داخله يحاول أن يبحث عن إنجاز وهمي ولو بحدود صغيرة. فيفشل أمام صمود المقاومة التي حققت نصراً استراتيجياً من واجب اللبنانيين والأمة العربية التمسك به والحفاظ عليه.

لقد أسقطت هذه الحرب كل الأقنعة عن النظام العربي الرسمي، كما كشفت أيضاً سيناريو هذا العدوان الصهيوني المعدّ أميركياً، وبتوجيه من المحافظين الجدد في البيت الأبيض، لكن رهانات الادارة الاميركية باءت بالفشل، فما حصدوا إلا الخزي والعار.. وستبقى دماء الابرياء والشهداء من الاطفال والنساء في قانا ومروحين والقاع والضاحية والبقاع، وفي كل شبر من الأرض المقاومة، شاهداً على تاريخه المطلخ بدماء الاطفال..

إن انتصار المقاومة في لبنان هو انتصار للمقاومة في فلسطين والعراق، وانتصار للمواجهة والتصدي للمشروع الاميركي الصهيوني في المنطقة، هذا الانتصار الذي يصبّ ضمن تيار التوجيهات الاستراتيجية التي ناضلنا من أجلها طويلاً، ومن اجل ترسيخها. فالحقوق تُنتزع ولا تعطى مجاناً والسلام العادل لا يصنعه إلا الأقوياء. فقد كشفت هذه المعركة زيف ادعاء خطاب السلام المخادع، كما أظهرت، وبوضوح مرة أخرى، الأطماع الامبريالية والصهيونية في محاولة لحذف كل أبجديات المقاومة من قاموس المنطقة العربية.

فتحت هذه المعركة وهذه التجربة النضالية آفاقاً جديدة على المستقبل. ولكن لن تكون تلك نهاية الأمور. وأقول إنه في المرحلة القادمة سنكون أمام مواجهات أصعب من ذي قبل على الصعيد الداخلي والخارجي في لبنان وفلسطين والعراق والوطن العربي كافة، ومواجهة سيناريو آخر وحلقة جديدة من المخطط الصهيوني الأميركي، وعلى الرغم من كل المؤامرات التي تحيكها الإدارة الأميركية في ما اصطلح على تسميته ب القائم على الحروب الطائفية وتفتيت المنطقة، إلا أن الوعي القومي العربي أصبح الحصانة الأولى للتصدّي لهذه المشاريع الاستعمارية الجديدة التي تقودها عصابة بوش في البيت الأبيض.

الآن نقول: إن هزيمة جنرالات العدو الصهيوني وجنوده في المعركة أعطت حافزاً وقوة دفع هائلة، لكي نقف أمام تطوير تجربة المقاومة وحمايتها عبر هذا الصراع المفتوح.. وقد أصبح اليوم وعي الجماهير هو أهم مرتكزات المواجهة.

لقد فتح حزب الله بانتصاره نافذة أمل ونور في لحظة ليل حالك، فأعاد ضخّ الدماء إلى العروق، كما رفع رأس الأمة العربية والإسلامية عالياً. وستبقى هذه التجربة القاسية والمؤلمة التي خاضها حزب الله مصدر فخر واعتزاز لنا وللأجيال من بعدنا..
معاً وسوياً على خط المواجهة.. معاً وسوياً في المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق.

معاً وسوياً مع سلاح الإرادة الذي يحتضن سلاح المقاومة.. معاً وسوياً على درب تحرير فلسطين والقدس.

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار.. والحرية للأسرى والمعتقلين.. ودمتم رمزاً للعزة والكرامة.

جورج حبش