انطلاق فعاليات "المؤتمر الدولي الأول للزيتون في فلسطين"
نشر بتاريخ: 09/02/2011 ( آخر تحديث: 09/02/2011 الساعة: 13:45 )
طولكرم- معا- انطلقت أمس الثلاثاء، فعاليات "المؤتمر الدولي الأول للزيتون في فلسطين: الواقع والتحديات"، في جامعة فلسطين التقنية خضوري بمدينة طولكرم، وذلك تحت رعاية رئيس الوزراء د. سلام فياض.
وأشار د. حلمي سالم رئيس المؤتمر في الجلسة الافتتاحية أن عدد الأوراق العلمية المشاركة في المؤتمر تبلغ 42 ورقة، وأن عدداً من المشاركين من خارج الوطن لم يتمكنوا من الحضور، بسبب رفض سلطات الاحتلال منحهم التصاريح اللازمة.
وتحدث عن المحاور التي سيتناولها المؤتمر على مدار يومين، والتي تهدف إلى تسليط الضوء على شجرة الزيتون ومنتوجاتها، والمشاكل التي تواجهها والجهود المبذولة لتطوير قطاع الزيتون، وتعزيز التعاون بين الباحثين في مختلف المؤسسات في الوطن والخارج، داعيا إلى الخروج بالتوصيات اللازمة لوضعها أمام صناع القرار.
وأكد الدكتور داوود الزعتري رئيس الجامعة حرص الجامعة على مواكبة التطور لإقامة مراكز بحثية تطبيقية ترتبط بالحياة وواقع المجتمع واحتياجاته، مستعرضا مسيرة الجامعة منذ إنشائها وحتى الآن.
وتناول الزعتري أهمية شجرة الزيتون في فلسطين والتحديات التي تواجهها خصوصاً من قوات الاحتلال التي تقوم بتجريف الأراضي واقتلاع الأشجار، لافتاً إلى أن الجامعة ستطلــق مع بداية العام الأكاديمي وفق الخطة المعتمدة لديها كلية العلوم الزراعية، ما يعيد لهذه المؤسسة تاريخها المجيد في المجال الزراعي، حيث كانت أول مدرسة للتعليم الزراعي.
ونقل طلال دويكات محافظ طولكرم تحيات الرئيس محمود عباس ومباركته المؤتمر، وتحدث عن أهمية شجرة الزيتون المباركة دينيا واقتصاديا ودورها في الاقتصاد الوطني، مشيرا إلى أن الاحتلال يستهدف الأرض الفلسطينية وشجرة الزيتون بشكل خاص، موجهاً التحية للقيادة الفلسطينية المتمسكة بالثوابت الوطنية والرافضة للمفاوضات في ظل الاستيطان الإسرائيلي.
وأشار دويكات إلى أن شجرة الزيتون ضاربة جذورها في الأرض والتاريخ، وعمرها أطول بكثير من عمر الاحتلال، داعياً لاستمرار النضال للدفاع عن الأرض والإنسان، ومواصلة الجهود في مشروع تشجير فلسطين لتكون خضراء جميلة، معرباً عن أمله في أن يخرج المؤتمر بتوصيات تؤدي لتطوير قطاع الزيتون والاقتصاد الفلسطيني، وصولا لتحقيق أهداف شعبنا في الحرية والاستقلال.
وتناول اليوم الأول للمؤتمر، عددا من الأوراق العلمية لمجموعة من الباحثين الأكاديميين، تحدثت عن الزيتون الفلسطيني بين الرمزية وفرص الاستثمار الحقيقي، حيث استعرض فارس الجابي من المركز الفلسطيني للبحوث والتنمية الزراعية، بالقول : إن قطاع الزيتون في فلسطين يعتاش منه 100 ألف عائلة، وعدد الأشجار 11 مليون شجرة، وتشكل المساحة الحالية حوالي 52% من المساحة المزروعة، و85% من مساحة الأشجار، و16% من مساحة فلسطين الحالية، ويبلغ إنتاج فلسطين من زيت الزيتون في السنوات الجيدة 33 ألف طن، بينما ينخفض الإنتاج في السنوات الرديئة إلى أقل من 7 آلف طن، ويقدر معدل إنتاج الدونم الواحد في فلسطين من زيت الزيتون 19.2 كغم.
وأشار الجابي إلى أن استهلاك الفرد السنوي في فلسطين من زيت الزيتون بحدود 4 لترات، ومن الزيتون المكبوس 2.5 كغم، ويتذبذب الانتاج للفرد من سنة لأخرى حسب معدل أسعار الزيت، فيما يبلغ عدد المعاصر في فلسطين 300 معصرة غالبيتها حديثة، وعدد العاملين فيها 1400 عامل، مستعرضاً مجموعة من المعوقات ومشاكل قطاع الزيتون في فلسطين والتي منها وجود 10% من المساحة خلف جدار الفصل العنصري وبجانب المستوطنات.
وتناول محمد اشنيور من مؤسسة محمود اشنيور للدراسات المحاسبية، الأبعاد الاقتصادية لزراعة شجرة الزيتون في المدن العربية، موضحاً أنه من الأهمية زراعة أشجار الزيتون في الساحات العامة والملاعب وعلى الأرصفة بدلا من الأشجار الأخرى، من أجل تحقيق نتائج اقتصادية كبيرة تعود بالفائدة على البلديات والسكان والاقتصاد المحلي والوطني.
وتحدث حسين الدبيك من القدس، عن البعد الديني والتراثي والوطني لشجرة الزيتون، مشيراً إلى أن شجرة الزيتون جزء من تراث وثقافة الشعب الفلسطيني وجزء من أسطورة الصمود والكفاح والتحدي للشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال وتمسكه بأرضه ووطنه، ورمزاً للحب والسلام.
وقدم محمد صبيح مدير مجلس الزيت والزيتون الفلسطيني، ورقة حول الزيتون في القرآن الكريم والعلم الحديث، تناولت بعض الآيات القرآنية التي ورد فيها أوصاف الزيتون وفوائده، وبعض فوائد وأوصاف الزيتون في السنة النبوية، وأقوال بعض الحكماء والعلماء في الزيتون، مستعرضا الفوائد الطبية والغذائية الكثيرة للزيتون.
بينما قدم عزت فارس من قسم اللغة العربية في كلية الآداب في جامعة الزيتونة في الأردن، شرحا عن الدلالات اللغوية لبركة شجرة الزيتون، موضحاً أن بحثه في هذا المجال يركز على الوقوف على لفظة ' البركة '، في القرآن الكريم ودلالاتها اللغوية وإسقاط تلك الدلالات على شجرة الزيتون التي تكرر وصفها ووصف مكانها وزيتها بهذه اللفظة.
واستعرض أمين أبو بكر من كلية الآداب في جامعة النجاح الوطنية، العقبات التي تواجه شجرة الزيتون في فلسطين (1798-1967)، والتي منها عوامل طبيعية وأخرى بشرية، واجهتها شجرة الزيتون إبّان العصور الحديثة، وعرقلت مسيرة تقدمها وأثرت على مدى مساهمتها في الاقتصاد الوطني.
وقدم جميل حجازين من جامعة بيت لحم ورقة عمل حول التجارة العادلة- فرص التسويق والنهوض في التنمية المستدامة، فيما قدم مازن غنام من جامعة القدس دراسة مقارنة حول ربحية زراعة الزيتون واللوز في فلسطين، من خلال بحث أجراه في عدد من بلدات محافظة جنين، حيث أوصت دراسته بضرورة تشجيع ودعم زراعة لوز أم الفحم وأصناف اللوز الاقتصادية الأخرى وعمل التوعية اللازمة، وتوفير المساعدة الفنية من إرشاد وتدريب، ودعم توجه المزارعين في مجال الإنتاج العضوي لكل من الزيتون واللوز.
وتحدث مصطفى الحاج علي من جامعة النجاح الوطنية عن تطوير استراتيجية تسويقية لزيت الزيتون الفلسطيني، تبعه رامي الحلواني من جامعة القدس بالحديث عن محددات القرار الشرائي لاستهلاك الأسرة الفلسطينية لزيت الزيتون في الضفة الغربية، موصياً بضرورة الحاجة الماسة لبناء اسم تجاري لمنتج زيت الزيتون ومراعاة وسائل تخزينه وتعليبه، والتركيز على الفوائد الصحية في الحملات الدعائية والتسويقية، وإجراء دراسة مستقبلية تتناول العديد من جوانب الإنتاج والاستهلاك لزيت الزيتون.
وفي ختام اليوم الأول، تحدث أشرف بركات من دائرة البستنة في وزارة الزراعة، عن أثر الري التكميلي بكميات مختلفة على إنتاج ثمار وزيت الزيتون من صنف نبالي، وصادق عودة من اتحاد المهندسين الزراعيين العرب - فلسطين، عن الري التكميلي لأشجار الزيتون، والمهندس الزراعي سائد وليد عن الري التكميلي لبساتين الزيتون في فلسطين، والمهندس الزراعي عبد الله عثمان عن استخدام المياه العادمة الرمادية المعالجة في ري الزيتون العالي في الضفة الغربية.
وتخلل هذه الجلسات عرض فيلم وثائقي عن الزيتون في فلسطين وأهميته في الديانات السماوية الثلاث، ثم افتتاح معرض الزيتون في الجامعة، الذي ضم أصناف مختلفة من الزيت ومخللات الزيتون المتنوعة والصابون المستخلص من الزيت.
ويتناول المؤتمر في يومه الثاني غداً أربعة محاور، بمشاركة مجموعة من الباحثين الدوليين من الولايات المتحدة الأميركية، وإيطاليا، وإسبانيا، وتونس والأردن، وباحثين من الجامعات ومراكز الأبحاث الوطنية، حيث يستعرضون بأوراقهم العلمية مختلف الجوانب الرمزية والعلمية التي تهم هذا القطاع الحيوي في فلسطين.
وسيتم استعراض توصيات المؤتمر في اليوم الثالث، أمام رئيس الوزراء د. سلام فياض والوزراء المعنيين ومن ضمنهم وزير الزراعة.