الجمعة: 20/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

بديل- جائزة العودة منبر إبداعي يسد بعضاً من فراغات الساحة الفلسطينية

نشر بتاريخ: 10/02/2011 ( آخر تحديث: 10/02/2011 الساعة: 14:18 )
بيت لحم - معا - للعام الخامس على التوالي، يطلق مركز بديل- المركز الفلسطيني لمصادر حقوق المواطنة واللاجئين جائزة العودة، وجاءت هذا العام تحت شعار: "وطني ليس حقيبة، وأنا لست مسافر"، وذلك بعد المشاركة الواسعة والاهتمام الكبير من أبناء الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات بجائزة العودة في الأعوام 2007، 2008، 2009، 2011.

حظيت جائزة العودة خلال السنوات السابقة على تقدير واهتمام بالغين من قبل المراقبين والمهتمين المنخرطين في الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين.

وقد أبدى العديد من المتابعين للجائزة تقديراً عالياً لمركز بديل على الجهود التي يبذلها المركز من خلال حقول الجائزة المختلفة، والتي حسب رأيهم تأسس لخلق منبر إبداعي-ثقافي ووطني ملتزم يعرض قضية التهجير واللجوء الذي تعرض له الشعب الفلسطيني باستخدام الفن والأدب المقاوم، ويؤسس لأساليب وأدوات جديدة للعمل المتواصل من اجل العودة إلى الديار الأصلية.

مركز بديل ومن خلال استطلاعه لأراء الفائزين/ات والمشاركين/ات في الجائزة خلال السنوات السابقة، رأى أن الجائزة تحمل معنىً ورؤية مختلفة، وتسعى إلى إقامة منبر إبداعي يضم في طياته مختلف أبناء الشعب الفلسطيني في فلسطين التاريخية والشتات ويظهر مدى تمسك الفلسطيني بأرضه، ويعزز الطاقات الكامنة لدى أبناء هذا الشعب المقاوم. الجائزة باعتبار أن محورها حق العودة تجمع أبناء الشعب الواحد في مختلف أماكن تواجدهم، وترفع صوتهم الرافض لكل ما يسهم في تجزئة الشعب، والحقوق، والقضية الفلسطينية وفي مقدمتها حقوق وقضية اللاجئين الفلسطينيين.

واوضح مركز بديل، ان الفائز بالمرتبة الأولى عن حقل القصة الصحافية للعام 2010 الأستاذ سائد قبها، اعتبر ان جائزة العودة تمثل "حراكا لتأسيس أدب اللجوء والعودة بعيدا عن أدب المقاومة والنكبة، واعتبر أن مؤسسة بديل ومن خلال هذه الجائزة أثبتت أنها رائدة في مجال توثيق حالة اللجوء وصياغتها بأسلوب غير قابل للضياع"، واضاف انه يتمنى على بديل أن يبحث عند تطوير حقول الجائزة بفحص إمكانية "إضافة حقول أخرى لهذه الجائزة، كحقل الشعر، والنصوص المسرحية"؛ وذلك حتى يتسنى لجميع المهتمين بأدب العودة واللجوء المشاركة في حقولها والتعبير عن طاقاتهم وإبداعاتهم الكامنة واخذ دور اكبر في حركة العودة المتصاعدة.

هذا وقد بدأ بديل بتلقي المشاركات للحقول الخمسة المختلفة لهذا العام ابتداءً من منتصف تشرين الثاني؛ حيث سيستمر تلقي هذه المشاركات حتى يوم الثلاثاء الموافق 15 آذار 2011. وتمشيا مع سياسة بديل في تطوير وتنويع حقول الجائزة منذ انطلاقتها في العام 2007 التي يصفها الأستاذ مجدي الشوملي عضو لجنة تحكيم حقل قصص الأطفال "بأنها تسلط الضوء على فراغات الساحة الفلسطينية، وتمنح قيمة ثقافية نوعية"، ولقناعة المركز بذلك فقد قام بديل، بناء على توصيات المقيمين ولجان التحكيم، باعادة ادراج حقل ادب الاطفال بعد ان كان قد اوقفه في عام 2010. وحقول الجائزة للعام 2011 تشمل خمسة حقول هي: جائزة العودة لأفضل كاريكاتير للنكبة، جائزة العودة لأفضل بوستر للنكبة، جائزة العودة لقصص الأطفال، جائزة العودة للقصة الصحفية المكتوبة، وجائزة العودة للصورة الفوتوغرافية.

الفنانة أحلام عزام من طولكرم الفائزة بالمرتبة الثالثة في حقل الكاريكاتير للعام 2010، قالت انه من خلال جائزة العودة بحقولها المختلفة فانه يتم "توثيق كامل متكامل لما حدث ويحدث منذ عام 1948، حيث يكمل الكاريكاتير البوستر، والصورة تكمل القصة، وهكذا". أما الفنان مراد ضراغمة الحائز على المرتبة الأولى عن حقل الكاريكاتير لعام 2010، فلديه إصرار على أن الجائزة تعتبر محفزا هاما لكل فرد على اكتشاف نفسه، خاصة في موضوع مركزي كقضية اللاجئين الفلسطينيين، التي تشكل محورا اساسياً للقضية الفلسطينية".

وبعد النجاح الذي حققته الجائزة على المستوى الفلسطيني، وحتى تتاح فرصة المشاركة لأكبر عدد ممكن من المهتمين والداعمين لنضال الشعب الفلسطيني، ادخل بديل بعض التعديلات على شروط جائزة العودة بحيث أصبحت الجائزة لسنة 2011 مفتوحة لجميع المهتمين من الفلسطينيين وغير الفلسطينيين. وقد ذكر بديل بأن المشاركات هذا العام وحتى تاريخ إعداد هذا التقرير تدل على حجم الاهتمام والتضامن الشعبي الفلسطيني، العربي، والعالمي مع قضية اللاجئين الفلسطينيين، حيث وصل بديل مشاركات من عدة دول من الوطن العربي ودول أوروبا وأمريكا. ان اتساع نطاق المشاركة جاء بعد ان فتح المجال اما غير الفلسطينيين من المشاركة في الجائزة، وان هذا الاتساع لا يدل فقط على انتشار ثقافة العودة كثقافة وطنية عامة، بل وأنها أصبحت متجذرة كهوية نضالية بين شرائح مختلفة من ابناء شعبنا الفلسطيني والمتضامنين مع عدالة القضية الفلسطينية.

ولضمان الشفافية والمصداقية العالية، فقد اختار بديل منذ إطلاق جائزة العودة في العام 2007 لجان تحكيم مستقلة عن المركز ومختصة في كل مجال تصدر أحكامها وتوصياتها بشأن المشاركات. كما ان بديل يفسح الفرصة لجميع الفئات ان تشارك في هذا الجائزة، وباستطاعة كل شخص الاشتراك في أكثر من حقل من حقول الجائزة ولكن ليس له الحق أن يقدم أكثر من عمل واحد لذات الحقل. وتعزيزا للشفافية أيضا، يمنع أي شخص من بديل من المشاركة في المسابقة سواء الموظفين، أو أعضاء مجلس إدارة المؤسسة، او لجنة الرقابة، وطواقم التحكيم.

اما بخصوص النتائج لهذا العام، فقد اشار بديل ان عملية التحكيم تبدأ مباشرة بعد انتهاء الموعد النهائي لتسليم المشاركات وهو 15/3/2011، حيث ترسل جميع المشاركات الى لجان التحكيم المختلفة ومع بداية شهر ايار تعلن النتائج في حفل رسمي يقيمه بديل في الضفة الغربية وقطاع غزة بالتوازي وذلك ضمن فعاليات احياء ذكرى النكبة.

كما يقيم بديل على هامش المهرجان معرضاً لافضل البوسترات، الكاريكاتيرات والصور الفائزة في الجائزة. وعن مهرجان جائزة العودة الذي يقيمه بديل سنوياً، يقول تيفان روبلو من فرنسا والذي حضر مهرجان الجائزة عام 2010، انه "ومن خلال الجائزة والمهرجان قد تعرف هو وأصدقائه على مجمل الثقافة الفلسطينية بما تشمل هذه الثقافة من ادب وموسيقى وتراث وحقوق، وان الشعب الفلسطيني له حضارة متأصلة وليس كما تدعي اسرائيل انه شعب غير موجود".

ويقوم مركز بديل سنوياً بدعوة الكتاب والمفكرين والفنانين والسياسيين والصحافيين على اختلاف أطيافهم لحضور مهرجان الجائزة، كما يحضر المهرجان ضيوف من عدة دول أجنبية ومن المتضامنين الأجانب مع عدالة القضية الفلسطينية. كما ويقوم بديل ببث مهرجان الجائزة على الهواء مباشرة عبر الفضائية الفلسطينية حتى يتسنى للاخوة العرب والفلسطينيين في دول الجوار مشاهدة المهرجان.

هذا ويمنح مركز بديل جوائز نقدية للفائزين بالمراتب الثلاث الأولى في كل حقل من حقول الجائزة، حيث تبلغ قيمة الجائزة الأولى 1000 دولار أمريكي، الجائزة الثانية 600 دولار أمريكي، الجائزة الثالثة 400 دولار أمريكي. كما ويمنح بديل الفائزين/ات في المراتب العشر الأولى جوائز تقديرية تقدم خلال مهرجان الاحتفال الختامي في أيار 2011.