ما بعد مبارك- خبير اسرائيلي يرى مصر تصبح مثل تركيا قوة هائلة ومعادية
نشر بتاريخ: 11/02/2011 ( آخر تحديث: 13/02/2011 الساعة: 13:58 )
القدس - ترجمة معا - انشغل المحللون الاستراتيجيون الاسرائيليون ابعد من ميدان التحرير في قراءة المشهد المصري، وفيما اهتمت معظم كاميرات العالم ووسائل الاعلام المصري بميدان التحرير، راح الاسرائيليون يبحثون ما بعد ميدان التحرير، ومنذ اليوم الثاني لاحداث مصر، صار لازما على كل متحدث او محلل على التلفزيون المصري ان يطرح قراءته للاوضاع في مصر ما بعد انتهاء الاحداث.
المحلل العسكري الاسرائيلي المعروف رون بن يشاي، وهو الذي قام بتغطية احداث انتفاضة الاقصى كاملة، ومن ثم طار الى العراق وغطى الاحتلال الامريكي هناك، وبعدها الى تركيا ومن ثم تابع احداث دول اخرى مثل حرب لبنان وحرب غزة، كتب يقول حول مصر، من خلال مقالة موسعة نشرتها صحيفة يديعوت احرونوت وتناقلتها المواقع الالكترونية، ان مصر في طريقها الى التحول الى دولة القيمية قوية على الطراز التركي.
ويعتبر بن يشاي من خلال مقالته ان حقبة حسني مبارك قد انتهت فعلا، وان الجيش ينتشر بشكل غير مسبوق في شوارع المدن المصرية، واستخدم بن يشاي عبارات لوصف الحالة، وقال في وصف الرئيس مبارك انه ( الجندي المصري العجوز العنيد والذي يدافع عن كرامته حتى اخر طلقة ).
وقد وصف المحلل العسكري الاسرائيلي موقف الجيش المصري، وموقف رئيس الجيش الطنطاوي انه ترك نصف الباب مفتوحا وكذلك رئيس اركانه سامي عنان وانهما لم يحسما الخلاف بين الشارع وبين مبارك ما ترك الباب مفتوحا لتفاعلات الشارع وتعقيداته، ولا يزال !! فهو لا يحسم القرارات ولا يوضح المواقف، فمن جهة يحمي النظام وينشر الدبابات في الشارع ومن جهة يسرّب للاعلام وعن طريق ضباطه في ميدان التحرير انه مع المتظاهرين ويقوم بمهام مدنية مثل توزيع المياه على المتظاهرين ما يزيد من تعقيدات القصة.
هذا ويعتبر بن يشاي ان عدم تقدم الاخوان المسلمون منصة الاحداث سببه الرئيس هو رفض وغضب المتظاهرين العلمانيين من توليهم التظاهرات كما انهم يخشون ان تتراجع امريكا والغرب والعالم عن تأييد التظاهرات في حال برز الاخوان المسلمون فيها، وانهم لا يمانعون الان في ان يقوم شباب الفيس بوك بعملهم في اسقاط النظام ومن ثم هم يملكون القدرة والطريقة للاستيلاء على سدة الحكم بكل سهولة وبطريقتهم.
من جهته حذّر وزير الجيش الاسرائيلي ايهود باراك ، حذّر قادة امريكا والامم المتحدة من خطورة ما يحدث في مصر ، وانتقد الموقف الامريكي الذي لا يقدّر حجم التغييرات ومخاطرها هناك وان الامور ستؤول في النهاية ليد الاخوان المسلمين الذين لا يظهرون انفسهم حاليا .
وخلال لقاء مع قناة ABC الامريكية قال باراك : على العالم ان يشجّع التغيير في مصر ولكن ليس الضغط على مصر لان التغيير يحتاج الى وقت وان اية انتخابات ستجري خلال 3 اشهر سيفوز بها الاخوان المسلمون لان الجهات الاخرى لم تنظم نفسها بعد .كما قال .
وبعد واشنطن ولقائه مع وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينوت ووزير الدفاع روبرت جيتس ومستشار الامن القموي توم دانييل توجه باراك الى نيويورك للقاءالامين العام للامم المتحدة بين كي مون واوضح لهم تحذيراته ووجهة نظره .
ولا ينسى المحلل الاسرائيلي ان قوة النظام الان والمتمثلة في اكثر من مليون من امن الدولة والشرطة والامن هم جميعهم اختفوا وتحوّلوا الى ( خلايا نائمة ) لكنهم في حال انقسمت البلاد وساءت الاوضاع ستجدهم في كل مكان حينها، لكن الجيش حتى الان هو القادر على ترجيح كفة الاتجاه .
ويتوقع ان اي هجوم من المتظاهرين المعبئين نحو القصر لن يقبل به الضباط والجنود المصريون وسيضطرون لفتح النار باتجاه المتظاهرين ما سيوقع عدد كبير من القتلى والجرحى وهو ما سيدخل مصر في دوامة العنف.
وفي حال رفض الجنود اوامر فتح النار وانضموا للمتظاهرين فان مصر ستدخل نفق الفوضى والفلتان الامني الذي لن يعرف احد الى اين سيقودهم وهي قفزة لا يمكن ان يضمن احد القدرة على التنبؤ باحتمالاتها ابدا .
احتمال ثالث واخير وهو ان يضمن الجيش نقل الصلاحيات وتحديد موعد الانتخابات ، وهو مخرج وحيد امام المصريين الان .وفي حال نجحت مصر في النجاة من الفوضى او الانقلاب ونجحت ضمانات الجيش، فانها ستصبح مثل تركيا.
ويقول بن يشاي ان على اسرائيل ان تستعد لوجود تركيا جديدة على الحدود الجنوبية لاسرائيل ، ويحذر المحلل الاسرائيلي ان معظم نقاط الجيش المصري قد اخليت خلال فترة التظاهرات وان الحدود مفتوحة تقريبا .وان وجبات الطعام صارت تصلهم من اصدقاء بالجوار بعد انقطاع التموين عنهم .
وينصح المحلل الاسرائيلي قادته ان لا يظنوا ان مصر القديمة في عهد مبارك سشوف تعود ثانية وانما ان يستعدوا لمصر جديدة على الطراز التركي ، وغير محبة لاسرائيل في طريق التكون بالمنطقة.