الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

"الحياة اللندنية": عباس غادر غزة غاضباً.. وقضايا حكومة الوحدة الوطنية والجندي الاسير والتهدئة بقيت بلا حل

نشر بتاريخ: 23/08/2006 ( آخر تحديث: 23/08/2006 الساعة: 11:11 )
معا- نقلت صحيفة "الحياة" الصادرة في لندن اليوم عن مصادر فلسطينية قولها إن الرئيس محمود عباس غادر قطاع غزة قبل أيام بعد اخفاق الجهود الرامية للتوصل الى حلول للقضايا التي جاء لمناقشتها مع رئيس الحكومة اسماعيل هنية والفصائل الفلسطينية.

وقالت المصادر ان الرئيس عباس غضب غضباً شديدا مما اعتبره شروطاً وضعتها حركة حماس لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وهي احدى القضايا الثلاث المهمة التي جاء الى غزة للتباحث فيها مع حماس وهنية والفصائل الاخرى.

واضافت المصادر ان الرئيس عباس ارسل الى هنية احدى الشخصيات المقربة من حركة حماس والحكومة رسالة مفادها انه يرفض هذه الشروط التي اطلقها يوم الجمعة الماضي، ويعتبر نفسه كأنه لم يسمع بها أبداً.

وفي هذا السياق، ذكرت المصادر ان الرئيس عباس بات يرغب بتشكيل حكومة تكنوقراط في مرحلة ما بعد لبنان، علما انه كان يسعى في الفترة السابقة الى تشكيل حكومة وحدة وطنية، وهو الامر الذي نصت عليه وثيقة الوفاق الوطني المعروفة باسم وثيقة الاسرى.

ورجحت ان تكون تلك الرغبة نابعة من حرص الرئيس عباس على الاستجابة لطلبات او ضغوط دولية، خصوصا من الولايات المتحدة.

وزادت المصادر نفسها ان عددا من قياديي حركة فتح ايضا يضغطون على الرئيس عباس ليطلب من حماس تشكيل حكومة تكنوقراط، فيما فضل عدد آخر حكومة طوارئ وطنية او انقاذ وطني تكون مقدمة وتمهيداً لاجراء انتخابات تشريعية مبكرة، اعتقادا منهم ان الفشل الذي منيت به حكومة هنية على مختلف الصعد ادى الى تراجع شعبية حماس ما يشكل فرصة امام حركة فتح لتعديل ميزان القوى لصالحها.

ودائما حسب "الحياة" فقد اشارت المصادر الفلسطينية الى عدم وجود مشاورات جدية حتى الآن لتشكيل حكومة وحدة يصر عليها معظم الفصائل بما فيها حركة حماس، لافتة الى ان هنية وحماس ينتظران الآن عودة الرئيس عباس مرة أخرى الى غزة خلال الأيام القليلة القادمة للعودة الى بحث هذه القضية.

واشارت الى ان غضب الرئيس عباس وحال الاحباط التي اصيب بها ايضا في غزة، دفعاه الى مغادرة القطاع وان ذلك جاء في اعقاب عدم تمكنه من التوصل الى حل في قضية الجندي الاسرائيلي غلعاد شاليت الذي أسره مقاتلون من حركة حماس ولجان المقاومة الشعبية وجيش الاسلام في اعقاب عملية فدائية نفذوها في موقع عسكري اسرائيلي بالقرب من معبر كيرم شالوم جنوب شرقي مدينة رفح جنوب القطاع.

وفي هذا السياق، توقعت المصادر ان تطول فترة بقاء الجندي الاسرائيلي اسيراً في القطاع، بعد فشل كل الجهود التي بذلت حتى الآن في اقناع اسرائيل او الخاطفين بالاقتراحات التي قدمها وسطاء من دول عدة من بينها تركيا واسبانيا ومصر التي ظلت تبذل جهدها بعدما توقفت جهود الاطراف الاخرى.

وختمت المصادر بالقول ان الرئيس عباس فشل ايضا في انتزاع موقف موحد من الفصائل الفلسطينية بالعودة الى مربع التهدئة وهي القضية الثالثة التي جاء الى غزة لمناقشتها.

ولفت الى ان حركة الجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تحفظتا عن التهدئة، واكدتا عدم العمل على عرقلتها في حال طبقت من جديد.

وكشفت المصادر ان الفصائل التي لها اجنحة عسكرية وهي حركات فتح وحماس والجهاد الاسلامي، والجبهتان الشعبية والديموقراطية اتفقت في ما بينها ومع الحكومة ايضا على ضرورة العودة الى التهدئة وان يقوم هنية ببحث الامر مع الرئيس عباس واطراف اخرى منها مصر، للتوصل الى التبادلية في التهدئة، والاتفاق على موعد بدء سريانها من جديد.