ماذا لو لم تكن الضحية بريطانية ؟؟؟
نشر بتاريخ: 13/07/2005 ( آخر تحديث: 13/07/2005 الساعة: 20:24 )
بيت لحم- معا- مضت ثمانية اشهر طويلة على ناشط السلام البريطاني طوم هرندال في مستشفى لندن للمعاقين نتيجة اصابته برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي الذي حوله الى ما يشبه النبتة الجافة .
طوم هرندال ابن 21عاما حضر الى رفح لمساعدة اطفال فلسطين ضمن نشاطه في منظمة السلام العالمية (ISM) اصابه جندي اسرائيلي من اصل بدوي يدعى تيسير الهيب في شهر ابريل 2003برصاصة في الرأس حيث نقل بداية الامر الى مستشفى فلسطيني قبل ان يستقبله مستشفى سوروكا الاسرائيلي بناء على تنسيق الجيش وبعد اكثر من شهر من العمليات الجراحية نقل الى مسقط رأسه في بريطانيا حيث لم تفلح جميع الجراحات في انقاذ حياته ولفظ انفاسه الاخيرة مطلع الاشهر الاول من عام 2004 وذلك بعد يوما واحدا من تقديم لائحة اتهام ضد الجندي البدوي بتهمة التسبب بضرر كبير اضافة الى الاهمال مما اوجب تعديل لائحة الاتهام واستبدال بند التسبب بالضرر الى القتل .
تيسير الهيب تمت ادانته من قبل المحكمة العسكرية في المنطقة الجنوبية التابعة لقوات الاحتلال ومن المنتظر ان يصدر الحكم النهائي خلال اسبوعين .
ان جمع الادلة على طول الخط الممتد من الموقع العسكري المسمى (النجم 2) وحتى بداية منازل مخيم اللاجئين القريب ليس مهمة سهلة على قوات الجيش مما يطرح السؤال المنطقي هل كانت قوات الجيش ستوظف هذه الجهود لو لم تكن الضحية بريطانية ؟
نتائج التحقيق الدقيق الذي اجراه الجيش اظهرت ان تيسير كان يقف في احد ابراج المراقبة مع جندي اخر من الوحدة الصحراوية يدعى عطاونة الذي ترك الحراسة ليجهز شيئا للا كل .
لاحظ تيسير الذي كان ينظر الى المنطقة الشرقية شابا ملتحي بلحية فرنسية حسب وصفة وتتدلى من عنقه قلادة لامعه يسهل تميزها تشير الى عضويته في منظمة السلام الدولية .
هذا الشاب هو طوم هرندال الذي حاول ابعاد اطفال فلسطينين من المكان الذي كانوا يلهون فيه وذلك لخطورته .
يبدو ان هرندل الذي تحرك بوازع دوافعه الانسانية لابعاد الاطفال من موقع الخطرلم يلحظ الغضب المستعر في قلب الجندي تيسير على منظمة السلام العالمية التي شوشت عملياته البطولية عدة مرات حسب وصفه والذي قرر نقل رسالة حادة لطوم فسدد بندقيته المزودة بتلسكوب واطلق النار على هرندال بدم بارد وبرر ذلك بأنه قصد ان تمر رصاصته على بعد عشرة سنتيمترات من اذن طوم اليسرى دون ان تصيبه لكن التحقيق بين ان الرصاصة لم تمر بالقرب من اذن طوم بل اصابته في دماغه .
وفي محاولة من تيسير لتبرير فعلته بدء مسلسل الكذب حيث ابلغ قائده من خلال جهاز الاتصال انه شاهد شخصا مسلحا يخرج من المخيم ويتجه الى نقطة المراقبة بهدف الحصول على امرا لاطلاق النار وفعلا حصل على ما اراد .
وفي النهاية ورغم قسوة الحادثة يجب الخروج بنتيجة واحدة وهي عقم التحقيق العسكري في مثل هذه الحالات فكم تيسير في الجيش لجأ الى الكذب ليفلت من المسؤولية القانونية المترتبة على قتل الابرياء وحالفهم الحظ في ذلك بعكس تيسير الهيب الذي اختار الضحية الخطأ .
والسؤال الهام الواجب الاجابة عليه ماذا لو لم يكن طوم بريطانيا ؟
وهل ستؤثر حادثة ناشط السلام على قرار المحكمة العليا الذي سيحدد يوم غدا مصيرالتماسات عديدة تقدمت بها منظمة بتسيليم ومنظمات حقوق انسان مختلفة وطالبت فيها فتح تحقيق جنائي بعيدا عن الجيش في مقتل اي فلسطيني بريء وغير مسلح ؟
عن هأرتس -بقلم يوفال يوعاز