اسرائيل: احتمالات ضرب ايران انخفضت بعد سقوط مبارك
نشر بتاريخ: 13/02/2011 ( آخر تحديث: 13/02/2011 الساعة: 16:21 )
بيت لحم- معا- تحاول اسرائيل كباقي دول العالم دراسة ما حدث ويحدث في مصر، والتغيرات المحتملة بعد سقوط نظام حسني مبارك ومعالم النظام القادم ومدى التغيير الذي قد يحدث في مصر، والامر الاكثر وضوحا بالنسبة لاسرائيل أنها فقدت حليفا مهما في الشرق الاوسط لمواجهة ايران ومشروعها النووي، بحيث تراجعت احتمالات ضرب ايران بدعم عربي، بعد فقدان اسرائيل حليفها الاكثر اهمية المتمثل بنظام مبارك.
وبحسب ما ورد على صحيفة "هآرتس" للكاتب الوف بن، فان اسرائيل تعتبر ما يحدث في مصر يشكل تغيرا استراتيجيا لن تُعرف ملامُحه النهائية الا بعد الانتهاء من المرحلة الانتقالية التي يقودها الجيش المصري، والذي سيقوم باعداد الظروف المناسبة للدخول في انتخابات برلمانية ورئاسية جديدة في مصر وعلى اسس دستورية جديدة، مع التأكيد أن بيانات الجيش المصري خاصة الالتزام بالمعاهدات الدولية والاقليمية تركت آثارا ايجابية لدى الحكومة الاسرائيلية ورئيسها نتنياهو، ولكن يبقى الاهم الى اين تتجه مصر والتغييرات القادمة.
وأضاف الكاتب بخلاف ما حدث في بعض الدول العربية التي حكم ايضا زعماؤها لفترات تشبه الفترة التي حكم فيها حسني مبارك واكثر من ذلك، لكن التغييرات لم تكن عميقة في هذه الدول، على العكس من ذلك حيث تسلم الملك عبد الله الثاني السلطة بعد وفاة والده الملك حسين دون ان يحدث تغيير مهم في الاردن، وكذلك الحال مع النظام السوري حيث تسلم بشار الاسد السلطة بعد وفاة والده حافظ الاسد وحافظ على نفس النظام السابق، كذلك الحال مع السلطة الفلسطينة بعد وفاة ياسر عرفات، حيث تسلم نائبه محمود عباس دون احداث تغييرات على السلطة الفلسطينة، ولكن الامر مع حسني مبارك كان مختلفا حيث لم يستطع الحفاظ على النظام وتوريثه لاحد المقربين منه او لابنه جمال مبارك، حيث استطاعت ثورة ميدان التحرير بعد 18 يوما اسقاط الرئيس ونظامه.
واشار الكاتب إلى ان الاهم الان معالم النظام القادم في مصر، حيث تتجه الامور لتكون مصر تشبه الى حد كبير تركيا، اكثر من احتمال تحولها لدولة اسلامية تتحالف مع ايران وتصبح خلال سنوات تشكل اكبر تهديد لوجود اسرائيل، ومع ذلك فان تحول مصر لدولة ديمقراطية يقف الجيش من خلفها كما هو الحال في تركيا يشكل ايضا خطرا على اسرائيل، من ناحية التغير المحتمل لسياستها اتجاه العديد من القضايا وفي مقدمتها الشأن الفلسطيني، والذي سينعكس حتما على اسرائيل وطبيعة العلاقات بين السلطة الفلسطينية واسرائيل، كذلك الامر مع ايران خاصة ان حسني مبارك كان يقف على رأس الحلف العربي "السني" الذي كان معاديا لايران وتأثيرها على المنطقة "سوريا، لبنان، حماس"، ومع ذلك فان النظام القادم لن يكون مثل سوريا في علاقاته مع ايران، ولكنه لن يدعم نهائيا ضرب ايران من قبل اسرائيل أو الولايات المتحدة، لان موقف الشارع العربي يقف ضد ضرب ايران ولن يكون موقف النظام القادم في مصر بعيدا عن موقف الشارع العربي.