يحيى موسى عضو المجلس التشريعي عن حماس: القضية عبارة عن صراع إرادات بيننا وبين اسرائيل
نشر بتاريخ: 24/08/2006 ( آخر تحديث: 24/08/2006 الساعة: 03:02 )
بيت لحم- معا- قال يحيى موسى عضو المجلس التشريعي عن حماس إن القضية عبارة عن صراع إرادات بيننا وبين العدو الصهيوني. وأوضح أن حركة حماس أمام حالة معقدة تفرغ السلطة من محتواها ومن حقيقتها. ولكنه أكّد في مقابلة مع برنامج "العالم الآن" في راديو سوا الامريكي أن قادة حماس ومعهم بقية الشعب الفلسطيني يملكون الإرادة والقدرة على مقاومة كل الإجراءات الإسرائيلية.
واكد يحيى ان ما تقوم به إسرائيل هو ضرب لكل الأعراف والقوانين والقيم الإنسانية وانقلاب على كل ما وقعّت عليه إسرائيل من اتفاقيات سواء مع منظمة التحرير الفلسطينية أو مع السلطة الفلسطينية.
هذا الأمر يتم أيضا بنوع من التواطؤ الدولي حيث إن الاتفاقيات تمت كلها برعاية أميركية ودولية. والأصل أن يكون هناك موقف للعالم تجاه ما يجري.
وفيما يلي نص المقابلة كاملة .
س - من هو المستفيد برأيكم جراء التصّرفات الإسرائيلية؟
ج - كل ما يجري هو ضدّ مصلحة الشعب الفلسطيني وضدّ العملية الديموقراطية وهذا محل اتفاق، ولكنه في مصلحة أجندة الاحتلال بتغييب القيادة الشرعية للشعب الفلسطيني في هذه المرحلة.
نحن نرى ألا احد في الشعب الفلسطيني يستفيد من ذلك، ومن يظن نفسه مستفيدا من هذا الذي يجري ومن إعادة ترتيب الأمور بطريقة معينة فهو مخطئ خطأ كبيرا.
س - هل بإمكانكم تصريف شؤون الفلسطينيين في ظل هذا الفراغ؟
ج - أولا نحن في حالة أسر منذ 58 عاما، كما أننا في حالة احتلال لأكثر من 30 عاما. نحن في موقع المقاومة والنضال تجاه هذه الإجراءات. ولذلك نعتبر في النهاية أننا نمتلك الإرادة ونمتلك القدرة على أن نقاوم كل هذه الإجراءات الإسرائيلية، وهذا هو موقفنا الثابت الذي لا يتغيّر. القضية عبارة عن صراع إرادات بيننا وبين العدو الصهيوني.
س - هل هناك من بصيص أمل تتعلقون به، أم أنكم ترون الأفق مسدودا كليا؟
ج - أصبح الهامش أمام الشعب الفلسطيني إلى حد ما ضيقا، الواقع العربي والنظام العربي الرسمي نظام عاجز، الواقع الدولي واقع متواطئ إلى حد كبير وأميركا تقود هذا العالم بطريقة همجية وهي التي تحمي إسرائيل وتشجعها.
إذا لم يبق لنا في هذا الأمر إلا النضال الفلسطيني والتعاون مع العمق العربي والإسلامي المرتبط بالواقع الشعبي وبالنقابات والبرلمانات والأحرار في العالم.
س - يبدو أن إسرائيل تفتح أفقا أمام سوريا لاستئناف المفاوضات، بعد المواجهة في الجنوب اللبناني؟
ج - في الإطار الاستراتيجي هناك انعكاسات ايجابية مرتبطة بتأكيد قوة الردع الإسرائيلية في المنطقة، ولكن العالم العربي أصبح أكثر قناعة بنموذج المقاومة وأكثر ثقة بالذات وسيكون له انعكاسات في المدى الاستراتيجي.
إسرائيل تحاول أن تعقد حياتنا ونحن في إطار ضغط مستمر.
أما فيما يتعلق بسوريا فلا اعتقد أن هذا الملف يمكن أن يسير سيرا طبيعيا نحو حلول ايجابية وإنما هو يستعمل استعمالا من قبل إسرائيل لمحاصرة حزب الله والمقاومة.
واعتقد أن خطط إسرائيل ومناوراتها السياسية واضحة في محاولة خلط الأوراق داخل المنطقة ونحن منتبهون لهذا الأمر.
س - هل تتوقعون تشكيل حكومة وحدة وطنية لمواجهة هذا الأداء الإسرائيلي المتواصل في اسر القيادات الرسمية في الأراضي الفلسطينية؟
ج - لقد تفاهمت حركة حماس مع الرئيس محمود عباس على بعض البنود التي يمكن أن تقوم على أساسها حكومة وحدة وطنية. ولا تزال الحركة في طور التفاهم مع القوى والفصائل في هذا الصدد. وشكلت وفدها لهذه الحوارات ونحن جاهزون من جانبنا لتحليل هذا الخيار باعتباره خيارا وطنيا أصيلا للتصدي للمشروع الصهيوني و للمؤامرات التي تستهدف شعبنا وقضيتنا.
س - ولكن البعض يصفكم بأنكم تضعون الشروط أمام حركة فتح؟
ج - هذا البعض الذي وصفنا بذلك، هو الجناح الذي لا يريد الوفاق الوطني على الساحة الفلسطينية. ويظل جناحا معزولا حتى داخل حركة فتح حيث إن رهانات هذا الجناح ليست على الشعب الفلسطيني وإنما رهانات على الخارج باستمرار. لذلك نحن ننظر إلى هذه الأصوات التي تخرج أحيانا من داخل فتح على اعتبار أنها أصوات شاذة حتى داخل التنظيم نفسه، هذا الفريق أصبح معروفا لشعبنا ولا يريد إلا المصالحة الشخصية التي خسرها في الانتخابات، وأن يحافظ عليها حتى لو بمساعدة أطراف أخرى. ولكن في داخل فتح عددا من الوطنيين الحريصين على الوحدة الوطنية.