محطات من دورينا.. بقلم: صادق الخضور

أسبوع ناري ...هذا الوصف الأنسب لدورينا في جولته التي انتهت أمس، فقد كشفت الأسابيع الثلاثة الأولى من الإياب عن تراجع رهيب لترجي الواد ، ونتائج مخيبة للعميد ، في حين لا زال المركز الكرمي تائها ... أما الهلال والأمعري فواصلا السجال .

واد النيص ..والعميد ... ماذا جرى ؟
نتساءل عن فريقين كبيرين لأ أظن أن نتائجهما ترضي عدوا ولا صديقا ، واد النيص ملك البطولات ، والظاهرة التي لطالما حظيت بالإشادة والتقدير .. تخسر مرة تلو أخرى ..فنيا الفريق يلعب دون خطة واضحة المعالم ...لا يوجد شخصية للفريق في الملعب .. والفريق عاجز حتى عن بناء الهجمات والتوغلات من الأطراف ..علاوة على افتقاد ميزة السرعة التي كانت تميزه،فغابت الكرات الأرضية وكثرت العشوائية والكرات المقطوعة ..فلماذا آل حال الترجي إلى هذا الوضع ؟

العميد .. وإصرار على اللعب بمهاجم واحد..غريب هذا التكتيك ..والبدء بتشكيلة دفاعية بحتة ..وخلل في العمق الدفاعي ...وغياب بالتناوب لأبرز اللاعبين ...وعدم وجود تكتيك يوظف إمكانيات لاعبي الهجوم وخاصة الوافد الجديد الشطريت ..ومع أن اللاعبين يحظون بمتابعة إدارية جيدة إلا أنهم يفتقدون الحساسية في المباريات وكأنهم يلعبون دون شهية ...والخسارة الأخيرة ..تاريخية .. بكل ما للكلمة من معنى .

الفريقان قادران على العودة والتحليق في أجواء الدوري ...والحل يكمن في أيدي اللاعبين ..عفوا في أقدامهم إذا ما توافرت لديهم الإرادة للعودة ..ولست ممّن يلقون بالكرة في ملعب الإدارات ..فالإدارات تعمل وتنجز..ويبقى الرهان على اللاعبين ..فماذا أنتم لاعبو العميد والترجي فاعلون ؟ هل ستعودون أم بالخسارة قانعون؟ تذكروا أن لأنديتكم تاريخا يستوجب من كل منكم القول " نفنى وتاريخ نادينا لا يهون ".

هلال أريحا ....حكاية الإياب
في الجانب الآخر ..ثمّة فريق عاد ...ويبدو أنه عازم على نيل المراد ..والبقاء في دوري الاحتراف ..رغم مشقّة السفر يواصل الهلال الريحاوي عروضه الجيدة ونتائجه الطيبة نقول عروضه لأنها كانت حتى أفضل من النتائج التي تحصلت بانتظار عودة ملعب طال انتظاره ..ومن حين لحين نسمع عن قرب افتتاحه !

هلال أريحا أضاف لجهازه الفني بقيادة يحيى عاصي خبرة فنية تمثلت في الأستاذ خليل البرهم ..ويبدو أن تفاهم الرجلين وتكامل رؤاهما الفنية أعاد التوظيف الناجح لإمكانيات اللاعبين،كما أن العمل على الجانب المعنوي وشحذ همّة اللاعبين من الأمور التي رفدت العمل..وبدا أن الفريق غير متأثر برحيل هدافه المبدع مؤمن صندوقه ..فكان لسان حال كل لاعب : إن غاب لاعب مؤثر ..فرجولتنا في الميدان هي البديل ... وفي غمرة الحديث عن الهلال لا ننسى الحس التهديفي العالي لمحمد أبو داود ، والبديل الناجح أيمن صندوقة

كل التقدير لحكاية الهلال في الإياب وكذا لعسكر ..رغم خسارته الأخيرة أمام الغزلان ، والفريقان يظلان من قصص نجاح الإياب .

من نجوم الإياب حتى اللحظة
ثلاث جولات انتهت ..وحفلت بالندية والإثارة ..لاعبون برزوا هنا وهناك ، ونبدأ بالإضافة النوعية الجيدة لبلاطة اللاعب محمد خويص الذي يوازن بين الدورين الدفاعي والهجومي، ويلعب أحيانا كلاعب كصانع ألعاب ، ثم نأتي على اللاعب مراد إسماعيل ملك الوسط في منتصف الملعب الهلالي، وهو لاعب رشيق سريع الحركة ، يغير جهة اللعب ، ويساهم بفاعلية في بناء الهجمات ونستغرب عدم ضمه للمنتخب .

عمر أردنية بديل ناجح في صفوف الجدعان ..وهو لاعب سريع ..ويمتلك مهارات فردية عالية ..واللاعب قادر على مواصلة تقديم مردود طيب مع الجدعان ...

مؤمن صندوقة ..ومنذ البداية ..قلنا صفقة ناجحة للأمعري ..فاللاعب سريع ومهاري وهداف بالفطرة ، وهو يجيد التحرك في مساحات ضيقة والانطلاقات من الأطراف .

إياد أبو غرقود ..هداف ..مهاري ..ومسجل أجمل أهداف الدوري بالأمس من قذيفة لا تصد ولا ترد .. وامتلاك القدرة على التهديف بالقدم والرأس ..

عبدالله الصيداوي .. حارس مبدع بامتياز ..ويبدو أن المباريات الكبيرة كانت فرصة لتأكيد مدى ألمعيته .. والذود عن مرماه ببسالة في مباراة المكبر ، وصد كرات خطيرة أعادت للاعب تقديم أوراق اعتماده من جديد في صفوف المنتخب الأول .

عاطف أبو بلال ..الرشاقة والسرعة والمهارة ..تتجسد في لاعب لا زال غزالا في كل المباريات ..وهو من القواسم المشتركة بين إبداع الذهاب والإياب ..وكأنه في كل مباراة يعيد اكتشاف ذاته من جديد .
هذه كوكبة من نجوم الإياب ممّن كانوا ودون مجاملة علامات فارقة في صفوف فرقهم ، فهل سيواصلون التميّز في قادم الأيام ؟

هتافات غير مبررة
بعض المباريات شهدت خروج الجماهير عن النص في مشهد غير مقبول ، وحتى أن بعض الهتافات كانت على مسمع مسئولي الاتحاد ، نتساءل :
ما المبرر للتطاول والتهجم وفريقك فائز بفارق مريح لم يسبق أن كان ؟
ولماذا استخدام ألفاظ نابية تتنافى والروح الرياضية ؟
ولماذا الحرص على التجريح ؟ ولماذا التغني بالجهوية فما يجمع جماهيرنا أكثر مما يفرقها ؟
نقول هذا ونحن ندرك أن لجنة الانضباط ستقول كلمتها ،وستكون حاسمة، ثم نتساءل عن سبب وجود مشاحنات جماهيرية في مباريات تكون محسومة ، وعن دور روابط الجماهير .

سمعنا كثيرا عن لقاءات صحفية تتحدث عن تباهي الإدارات بالصفقات والتوقعات والنتائج ، ولم نسمع عن مدرب أو إداري أو لاعب يعتذر علنا عما قامت به جماهير فريقه ..مع أن الاعتراف بالذب فضيلة.

على أية حال ..ما جرى كان يمكن معالجته ...ومطلوب الوقوف على مسافة واحدة من جميع الفرق .. فالتعدّي اللفظي مرفوض ..والتغني بالجهوية مرفوض ..

وكما نسجل السلبي نرصد الإيجابي ..ونقف موقفا مقدّرا للوقفة الملتزمة لجماهير الهلال المقدسي والمكبر التي تغنت بالشعارات الوطنية ... ونأت بنفسها عم كل ما يمكن أن يسيء للأجواء الطيبة التي حكمت اللقاء بينهما .

الجماهير الرائعة مرآة فريقها وكم كان مشهد جماهير الهلال المقدسي باهيا زاهيا .. وسط حضور لافت لكافة الأجيال ...ومن كل الأطياف المجتمعية.. ومن الإدارات السابقة والحالية ..فكان حريا أن تحظى بالتحية.