الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

رام الله: ندوة بعنوان "تداعيات ثورتي تونس ومصر على القضية الفلسطينية"

نشر بتاريخ: 15/02/2011 ( آخر تحديث: 15/02/2011 الساعة: 18:50 )
رام الله- معا- ناقش العشرات من المثقفين والسياسسين والاكاديميين الفلسطينيين، اليوم، تداعيات ثورتي تونس ومصر على القضية الفلسطينية، وذلك خلال ندوة نظمها مركز رام الله لدراسات حقوق الاناسن في مقره بمدينة رام الله.

وتحدث في الندوة التي ادارها الكاتب والاعلامي الدكتور حسن عبد الله، كل من الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري، مدير عام مركز بدائل، والمفكر والمحلل السياسي الدكتور احمد قطامش.

وفي افتتاحية الندوة قال الدكتور حسن عبد الله، ان هذا اللقاء يأتي ضمن سلسلة من الندوات السياسية والثقافية والفكرية التي يعقدها مركز رام الله بين الفترة والأخرى، لوضع الأحداث التي تمر على الشعوب العربية عامة والفلسطيني خاصة، بين يدي المهتمين لدراستها وتمحيصها واستخلاص نتائجها وتأثيرها على الشعب الفلسطيني، في ظل الاوقات العصيبة التي يمر بها.

واشار د. عبد الله الى ان ثورتي تونس ومصر ركز عليهما الاعلام بشكل كبير، وهذا الامر جيد، الا ان الأهم من ذلك هو التركيز عليهما من قبل مراكز البحث لاستخلاص العبر، سيما ان ما حدث في مصر ليس بالامر الهيّن انما كان مخاضاً طبيعياً لحقبة طويلة عاشها الشعب المصري، وان هذه الثورة اعادت الاعتبار لبلد عربي كبير كمصر، ووضعته في سياقه الطبيعي والتاريخي، واعادت الاعتبار للدولة القومية. مبيناً ان الثورة التونسية، والمصرية على وجه الخصوص، سيكون له انعكاسات واضحة على الفلسطينيين الا ان هذه الانعكاسات لن تكن فورية، لأن مصر الآن بحاجة الى وقت طويل نسبياً لإعادة ترتيب أوراقها.

وأوضح الدكتور اياد البرغوثي، مدير عام مركز رام الله، ان هذه الندوة تأتي ضمن سلسة من الندوات نظمت على مدى سنوات، الا انها تعد مختلفة تماماً على صعيد المعرفة والتفاؤل، كونها تتحدث عن نموذجين عربيين كسرا قاعدة الاستثناء المفروضة على الشعوب العربية، ومبينة ان الشعوب والجماهير تستطيع عمل اي شيء اذا ما ارادت ذلك. كما وعبر عن شعوره بأننا اليوم نقف أمام بداية لشرق أوسط جديد، مختلف عما سمعناه فيما مضى بالنسبة لدور الجماهير والشعوب العربية.

وأكد د. البرغوثي ان هناك طاقات كامنة ضخمة لدى الشعوب العربية، وان الانظمة تفاجأت بأن من قام بالتغيير والثورة هم الجيل الشاب الذي كانوا يراهنون على استكانته للواقع. موضحاً بأن الانظمة العربية التي بدت فيما مضى قوية عاتية، تبيّن انها ضعيفة هشة أمام ارادة الشعوب اذا ما انتفضت.

وأوضح الاستاذ هاني المصري ان الثورة في تونس ومصر كان لها منذ البداية اهدافاً واضحة، بالتغيير نحو الأفضل، مشيراً الى انه جرى في مصر في اوقات سابقة العديد من الاضرابات العمالية والاعتصامات الاحتجاجية، الا ان الثورة الأخيرة والتي اطاحت بالنظام، كان وقودها الشباب، بكل ما يتجلى في الكلمة من حماسة واندفاع وتنظيم.

كما وتطرق المصري الى تقاطع البلدان العربية في الكثير من الخصائص كالقمع والظلم والاستبداد من قبل انظمتها، الا انه وبعد تجربتي تونس ومصر اتضح جلياً بأن الحاكم الذي لا يغير، حتماً سيتغير.

وتناول المصري في حديثه موضوع الجيش المصري، الذي لم يقمع الثورة انما وقف مع مطالب الشعب، موضحاً ان السواد الأعظم من افراد الجيش وضباته هم من الطبقة العامة من الشعب المصري، سوى استثناءات لبعض الضباط الكبار المنحازين الى النظام، ولو ان الجيش المصري حاول قمع المظاهرات والسخط الشعبي، لتسبب الامر في انشقاق كبير في صفوفه.

وتناول الدكتور أحمد قطامش في حديثه السياق الفكري والتاريخي للثورات، مستشهداً بالعديد من الثورات العالمية كالثورة الصينية والثورة الكوبية، وان الثورات لا تنبع من مقومات أكاديمية انما تأتي كنتاج طبيعي لما تعانيه الشعوب، ولتحقيق أهدافها وتطلعاتها اذا ما أحست بأن هذا النظام أو ذاك، قد هرم وترهل ولم يعد يجدي نفعاً على صعيد الشعب والبلد التي يحكم فيها. مستطرداً بأن تجربة ثورتي تونس ومصر قد بدأت بالفعل تنتقل الى بلدان عربية أخرى، وذلك ان دل على شيء انما يدل على عدم رضى الشعوب تلك الشعوب عن الواقع الذي يعيشونه.

وفي نهاية الندوة اجمع الحضور في مداخلاتهم، بأنه وبعد هذه التجارب العربية المشرقة، يتضح للجميع بأن الشعوب تصنع التغيير اذا ما ارادت ذلك، وان النجاح دائما للافضل وليس للاقوى، وهذا ما يتوجب على الشعب الفلسطيني فعله، في مواجهة الاحتلال اولاً والانقسام الذي ادمى روح الفلسطينيين، كذلك الالتصاق بالمسلمات غير القابلة للنقاش كالعودة وتحرير الارض والثوابت الوطنية كافة.