في رام الله: رغم انهيار مبنى اثري إلا أن الخطر على حياة السكان قائم
نشر بتاريخ: 15/02/2011 ( آخر تحديث: 16/02/2011 الساعة: 09:22 )
رام الله- معا- حمّل المواطن، عبد مطر دقماق، الجهات الرسمية المسؤولة عن تنظيم اوضاع مدينة رام الله، المسؤولية الكاملة عن تعرض محله التجاري للانهيار بسبب اعمال الحفريات التي سمحت بها البلدية بالقرب من محله ذات الطابع الاثري.
وحسب ما اكده دقماق، فان أعمال الحفر التي تقوم بها كنيسة الروم الارثودكس في رام الله القديمة وبترخيص من بلدية رام الله، ادت الى انهيار محله التجاري الذي يحمل اسم (ملحمة العائلات) المقامة في احد المنازل التراثية في المدينة.
ولدى زيارة مراسل وكالة "معا"، للحي تبين ان انهيار المبنى اتى على محل التجاري بالكامل الذي يحوي معدات وادوات كهربائية واجهزة حاسوب وغيرها من المعدات اللازمة لادارة الملحمة، حيث قدر دقماق خسائره المادية بقرابة 120 الف دولار حسب تقديره، موضحا ان عملية الانهيار وقعت صباح يوم الجمعة الماضي.
واشار الى ان القدر وحده حال دون وقوع كارثة وخسائر بشرية بسبب ان عملية الهدم وقعت في ساعات منتصف الليل ولم تقع في النهار حيث يكون المحل مليئا بالزبائن والعاملين فيه، موضحا انه اشتكى اكثر من مرة للبلدية وللقائمين على ادارة الكنيسة من مخاطر عمليات الحفر بالقرب من محله الذي يديره.
وقال " في هذا المحل الذي تعرض للانهيار عمل فيه جدي منذ بداية النكبة عام 1948 و عمل فيه ابي وها انا اعمل فيه بعد موتهما، حيث قمت بترميمه لكي احفاظ عليه لكن اعمال الحفريات القريبة منا ادت الى انهياره بالكامل ليتبدد كل ما انفقته من اموال لترميمه والحفاظ عليه".
ويعتبر دقماق هذا المحل بانه احد أهم معالم رام الله القديمة حيث انهد مدرج على لوائح مركز رواق لحماية المواقع الأثرية في المحافظة.
وقال "لقد وقع الانهيار رغم التحذيرات المسبقة التي وجهت للكنيسة من قبل مالكي المحل ، ألا ان الكنيسة واصلت إعمالها بدعم من البلدية التي منحتها التراخيص اللازمة لمواصلة العمل، بدون اى اكتراث للمخاطر التي ستنتج عن أعمال الحفر،لان بلدية رام الله وضعت مصلحة الكنيسة فوق أي اعتبار كان، الأمر الذي أثار غضب وامتعاض سكان المنطقة المحيطة بالمحل المذكور.
ووفقا لدقماق فان ملحمة العائلات اسست في العام 1949م ، من قبل المرحوم مطر الدقماق، وقد سبق ان استشهدت فيه المواطنة ( أحلام الدقماق ) في تموز 2000م ، وقد قام ورثة المرحوم مطر الدقماق بترميم المحل في تشرين ثاني 2008م بتكاليف كبيرة ، وقد ابتهج سكان الحي آنذاك بعودة هذه الأثر التاريخي للعمل في قلب الحي القديم في رام الله.
وتساءل دقماق عن من يتحمل مسئولية هذا الضرر الجسيم الذي لحق بهم ، أهو بلدية رام الله أم الكنيسة ففي كلا الحالتين فان المتسبب سيتحمل كافة تكاليف انهيار المحل، وطالب الجهات المعنية مراعاة في أعمالها المخاطر التي تنجم عن أعمالها الخاصة، بما يكفل عدم إلحاق الأذى بالآخرين، والتعمير من جهة والتسبب بالهدم في جهة اخرى.
وقال "نحن بانتظار ان يعود لنا حقنا، وحق فلسطين في استرداد اثارها، واعادة البناء كما كان ".
وادى انهيار المحل التجاري الى حدوث تشققات في بقية المحال التجارية الاخرى في البناية، الامر الذي دفع الشرطة الى اخبار اصحاب المحال التجارية الاخرى في البناية بضرورة الاخلاء، الا ان العاملين في تلك المحال يؤكدون عدم قدرتهم الاخلاء خاصة محل ابو سنينه لبيع الخضار حيث قال احد العاملين فيه " لا نستطيع اخلاء المحل الذي يوجد قرابة 20 الف شيكل من الخضار والفواكة، كما اننا لا نجد مكانا اخر نذهب اليه من اجل ممارسة عملنا".
واللافت للنظر فان الخطر يهدد اصحاب تلك المحال التجارية كما يهدد ايضا الزبائن الذين يقصدون تلك المحال التجارية لشراء احتياجاتهم، في حين اكدوا العاملون هناك بان الشرطة ابلغتهم شفويا باخلاء المحال التجارية وليس بكتاب رسمي.