الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

فياض: إنهاء الانقسام والخلاص من الاحتلال يتطلب توسيع المشاركة الشعبية

نشر بتاريخ: 16/02/2011 ( آخر تحديث: 16/02/2011 الساعة: 18:04 )
رام الله -معا- اكد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض في حديثه الإذاعي الأسبوعي، أن الشباب الفلسطيني لعب في كل المراحل دوراً ريادياً في النضال الوطني وسَعي شعبنا الحثيث لنيل حريته واستقلاله، وساهم طوال هذه السنوات في حماية الهوية الوطنية وبلورتها في إطار المنظمة.

وقال: "شكلت الحركة الطلابية الحاضنة الأساسية لتطلعات شعبنا في الحرية والاستقلال، وبلورة منظمة التحرير الفلسطينية قائدةً لنضال شعبنا وممثله الشرعي والوحيد. وتحت راية برنامجها الوطني تأسست الجبهة الوطنية التي كان للجامعات وحركات الشبيبة فيها دور مميز".

وأضاف: "لدفع برنامجها نحو التنفيذ انطلقت الانتفاضةُ الأولى وفعالياتها في المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، واتسمت بطابع ديمقراطي ومشاركة شعبية واسعة من كل قطاعات شعبنا وفئاته المختلفة، كما تميزت بطابعها السلمي الذي أظهر القوة الهائلة للاعنف". وتابع: "مثلت تلك المرحلة نقطة تحول في نظر العالم إزاء عدالةِ قضيتنا الوطنية ونضالنا المشروع، لذا فنحن ندين بالكثير من الفضل لقطاع الشباب الذي ساهم في تحقيق هذه الإنجازات رغم ما كان يعانيه في المراحل السابقة من تهميشٍ وحرمان، بل ومحاولات إقصاء"

وشدد رئيس الوزراء أن قطاع الشباب يُعتبر اليوم ركيزةً أساسية من ركائز النضال الوطني والبناء الديمقراطي لدولة فلسطين المستقلة ومؤسساتها وبنيتها التحتية. وقال "يسارع الشباب الفلسطيني الخطى، بالتكامل مع كل مكونات المجتمع الأخرى، لضمان التعجيل في الخلاص من نير الاحتلال، وتحقيق الجاهزية الوطنية لإقامة دولة فلسطين والتي ستقوم بإذن الله بسواعد ابنائها وبناتها على أسس وقيم تكرس المواطنة والديمقراطية والانفتاح على شعوب العالم وثقافاته، وتستفيد مما وصلت إليه من حداثة لتستجيب لتطلعات قطاع الشباب واحتياجاته".

وأكد فياض أن التحركات الشعبية التي تشهدها المنطقة أبرزت عمق وقوة الانتماء الوطني للشباب، ووعيهم لضرورة التغيير بالوسائل السلمية والديمقراطية، وحماية ما يتم تحقيقه من انجازات. وقال: "المستفيد الأكبر من التغيير هم الشباب. ولهذا فليس غريباً أن ينهض الشباب العربي ويقود الانتفاضات والثورات للمطالبة بحقوقه في المواطنة والمشاركة، وفي العيش بحرية وكرامة".

وأضاف: "وبالتأكيد، فإن الشباب الفلسطيني يُشارك الشباب العرب في تطلعه نحو الحرية والاستقلال، وحماية الديمقراطية، وتحقيق مستقبلٍ أفضل لهم ولكل أبناء شعبنا".

وشدد فياض على أن تعاظم الالتفاف الشعبي، وفي مقدمته التفاف الشباب، حول خطة السلطة الوطنية لاستكمال بناء مؤسسات دولة فلسطين وبنيتها التحتية يُشكل المحركَ الأساسي للجهد الوطني على المستويين الرسمي والشعبي. وقال: "وهو عنصرٌ حيوي في عملية البناء الشاملة التي نحشد لها كل إمكانياتنا. كما يُشكل مكوناً أساسياً للمقاومة الشعبية السلمية في مواجهة الإحتلال الإسرائيلي وإرهاب مستوطنيه".

وتابع: "ولعله بات من الواضح أكثر من أي وقتٍ مضى مدى فعالية المقاومة السلمية، والتي تكمن قدرتها أساساً في القوة الأخلاقية الهائلة التي يختزنها النضال اللاعنفي في التعبير عن إرادة الشعوب التي لا يمكن أن تٌقهر، بل ولا بد لها أن تنتصر". وأضاف: "وما نحتاجه اليوم هو مراكمة هذا الوعي باهمية المقاومة الشعبية السلمية وتوسيع نطاقها، حتى يتسنى لنا الوصول الى أهداف مشروعنا الوطني".

وأكد رئيس الوزراء أنه إذا كان من درس يمكن لشعبنا أن يستخلصه من إنتفاضة الشباب في مصر وتونس، فإنه يتمثل أساساً في مدى هذه القوة التي يُعبر عنها النضال السلمي في حماية المصالح العليا للشعب وانتزاع حقوقه المشروعة. وقال: "هذا ما أكدته تجارب شعبنا، سيما ابان الانتفاضة الشعبية الأولى، الأمر الذي يظهر إمكانية تحقيق النتائج الكفيلة بتلبية مصالح الشعب سواءٌ في ضرورة التدخل لحماية الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، أو حماية المنجزات الديمقراطية بالاستجابة لضرورة إجراء الانتخابات، أو في تحقيق المزيد من الإلتفاف الشعبي حول برنامج فلسطين إنهاء الاحتلال وإقامة الدولةوضمان بلوغه لأهدافه".

وشدد فياض على أن الشعب يريد إنهاء الانقسام، والشعب يريد إنهاء الاحتلال، وإن تحقيق هذين الهدفين يتطلب المزيد من الانخراط في البناء والمشاركة في ترسيخ دولة فلسطين، دولة لكل مواطنيها، دولة ديمقراطية عصرية ومنفتحة، يشعر كل أبنائها وبناتها بالفخر بها، والانتماء والولاء لها.

وحول المشاركة المجتمعية الواسعة للشباب الفلسطيني، قال: "لقد تنبهت قطاعاتٌ واسعة من شبابنا وشاباتنا إلى أهمية المشاركة المجتمعية مبكراً، وبادرت إلى تنظيم حملات العمل التطوعي، كما أطلقت سلسلةً من المبادرات المجتمعية، منها السعي لنشر ثقافة التسامح ومكافحة ظاهرة العنف الداخلي، وحماية النسيج المجتمعي". وتابع: "إن هذه النماذج وغيرها تؤكد أنه بإمكان الشباب الفلسطيني، أفراداً ومؤسسات، برنامجاً وإرادة، أن يكونوا فاعلين وشركاء في تحقيق الجاهزية الوطنية لإقامة الدولة".

وأشار رئيس الوزراء أن هناك دوراً كبيراً لعبه الشباب في الماضي. وهذا الدور، من الممكن، لا بل من الواجب، أن يتعاظم في المرحلة القادمة. وقال:" فأنتم تخوضون مع شعبكم معركة التحرر الوطني والبناء الديمقراطي. وسيتمكن شعبنا من إنهاء حالة الانقسام، حيث لا يمكننا أن نتحدث عن واقعٍ أو مستقبلٍ أفضل في ظل استمرار الانقسام ومخاطر تكريس الانفصال".

وتابع: " لهذا يجب علينا أن نعمل سوياً بكل ثقة في النجاح وتحقيق ما يصبو إليه شعبنا، وفي مقدمة ذلك إنهاء الاحتلال والعيش بحرية وكرامة في دولة فلسطين المستقلة. فالثقة بإمكانية النجاح شرط أساسي لتحقيقه".

وشدد فياض خلال حديثه على أن السلطة الوطنية، إذ تدرك أهمية دور الشباب في صنع التغيير وبناء المستقبل، فإنها تعمل على توسيع نطاق مشاركتهم كماً ونوعاً في كافة ميادين الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية، والإرتقاء بمستوى الخدمات التي تُلبي احتياجاتهم وتستجيب لتطلعاتهم، فالاستثمار في الشباب يمثل أحد أهم أولويات التنمية في فلسطين.

وختم رئيس الوزراء حديثه الإذاعي بقوله: "لا يسعني إلا أن أتقدم لكم جميعاً وأشد على أياديكم، على ما حققتموه في الماضي، ولما تقدمونه الآن. وكلي أملٌ وثقة بأنكم قادرون على بناء فلسطين ومستقبلها المزدهر. فأنتم المستقبل، وصناع الحياة نحو الحرية والاستقلال والتطور والازدهار".