قرار زيارة المدارس الاسرائيلية للحرم الابراهيمي بين المعارض والمؤيد
نشر بتاريخ: 16/02/2011 ( آخر تحديث: 17/02/2011 الساعة: 10:51 )
بيت لحم -معا- اثار قرار وزير التعليم الاسرائيلي "جدعون ساعر" جدلا كبيرا في المدارس الاسرائيلية ، ليس فقط على مستوى ادارة المدارس والمعلمين وانما طال ايضا الطلاب انفسهم، حيث ظهر بشكل واضح الاختلاف في تفسير هذا القرار، والذي وصفه البعض انه دعم واضح لليمين الاسرائيلي وفق اجندة سياسية .
وبحسب ما نشر موقع صحيفة "يديعوت احرونوت" اليوم الاربعاء، فقد سبق وقررت وزارة التربية والتعليم الاسرائيلي الزام المدارس الاسرائيلية بزيارة مدينة الخليل والحرم الابراهيمي الشريف، وذلك ضمن برنامج من الوزارة لتعريف الطلبة بتاريخ المدينة وارتباطها بالدين اليهودي، وشكل هذا القرار اختلافا في التفسير داخل اسرائيل ، بدأ من التخوفات الامنية نتيجة لوجود مدينة الخليل في الضفة الغربية وكذلك وجود الحرم الابراهيمي وسط السكان العرب ، حيث اكد احد مدراء المدارس انه لايستطيع ان يتخذ قرارا بزيارة مدينة الخليل وتعريض الطلاب للخطر، كون هذه الزيارة بحاجة لحافلات محصنة لنقل الطلاب .
واضاف الموقع ان بعض المعلمين اعتبروا هذه الخطة لخدمة اجندة سياسية واضحة ودعما لليمين الاسرائيلي الذي يؤيد هذه الخطوة خدمة لاهدافه السياسية التي تعتبر الضفة الغربية وقطاع غزة جزء من اراضي دولة اسرائيل ، كذلك اعتبر بعض الطلاب انه لايجب فرض اجندات سياسية على المدارس ولايجب عدم الزامهم بالذهاب الى مدينة الخليل التي يعتبرونها منطقة خاضعة للاحتلال الذي يرفضونه .
واشار الموقع الى وجود معلمين ومدراء في بعض المدارس الذين اعلنوا دعمهم لهذه الخطة، والتي اعتبروها مثل باقي البرامج التي تقوم بها المدارس الاسرائيلية بزيارة حائط المبكى او مدينة ايلات او حيفا .
وخلص الموقع انه في نهاية الامر سيصل الى مدينة الخليل الطلاب المحسوبين على اليمين الاسرائيلي ، ولن تستطيع هذه الخطة الزام كافة الطلاب في المدارس وكذلك الادارات بالاضافة الى المعلمين الى جانب رفض العديد من الاهالي بعث ابنائهم الى مدينة الخليل نتيجة للعديد من الاسباب السياسية وغيرها .
بلدية الخليل تطالب بتحرك دولي لوقف سياسات الاحتلال ضد الحرم الإبراهيمي
حذرت بلدية الخليل من السياسات الممنهجة التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية تجاه البلدة القديمة من مدينة الخليل والحرم الإبراهيمي الشريف الإسلامي الخالص على حد الخصوص .
وقالت البلدية في بيان صادر عنها اليوم أن تصريحات وزير التربية الإسرائيلي "جدعون ساعر" حول واجب تعريف التلاميذ الإسرائيليين على الجذور التاريخية لأرض إسرائيل، في إشارة إلى الدولة العبرية بحدودها التوراتية وتسيير زيارات دينية إلى الحرم الإبراهيمي الشريف هو محاولة جديدة وأمعان في التجاوزات والانتهاكات بحق المقدسات الإسلامية واستفزاز لمشاعر المسلمين وتزوير للتاريخ والحقائق الثابتة.
و أضاف البيان أن المحاولات الإسرائيلية المتمثلة في الاستمرار بالاستيطان والاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية هي تجسيد لسياسة الحكومة اليمينية الإسرائيلية التي اختارت الاستيطان بدلا عن السلام وتضرب عرض الحائط كل المواثيق والأعراف الدولية هذا يتطلب موقف دولي لإجبار إسرائيل على التراجع عن سياساتها وتحقيق العدالة الإنسانية.
وطالب المجلس البلدي كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية والثقافية بالتحرك الجدي لإيقاف ممارسات الاحتلال بحق الحرم الإبراهيمي ورفع شعار لا دولة فوق القانون القرارات الدولية.
وبين البيان انه في الوقت الذي تدعو في الحكومة الإسرائيلية تلاميذها بزيارة الحرم الإبراهيمي تمنع الفلسطينيين من الوصول إليه إلا عبر تعقيدات أمنية وبوابات الكترونية تجرد المكان من قدسيته الدينية في سياسة واضحة هدفها إبعاد الفلسطينيين عن مسجدهم بهدف تهويده.
ودعا المجلس البلدية مؤسسة اليونسكو تحمل مسؤولياتها تجاه ملف تسجيل مدينة الخليل على قائمة التراث العالمي الذي عملت بلدية الخليل على انجازه خلال العامين الماضيين و سلمته لوزارة السياحة الفلسطينية خلال الأسابيع الماضية مطالبا بإعطاء ملف الخليل أولوية في التقديم لمواجهة السياسات الإسرائيلية المطردة بحق الحرم الإبراهيمي الشريف والبلدة القديمة.
واختتم بيان المجلس البلدي بدعوة أهالي محافظة الخليل بزيارة الحرم الإبراهيمي الشريف و التواجد فيه وطالب المحافظات الفلسطينية جميعها بتسيير زيارات إليه كما شدد على أن وزارة التربية و التعليم عليها مواجهة دعوة الحكومة الإسرائيلية بتسيير زيارات مدرسية إلى الحرم الإبراهيمي لتعريفهم على حقهم المسلوب وتعزيز دورهم النضالي تجاه المقدسات الإسلامية و المسحية والأرض الفلسطينية و إفشال مخططات الاحتلال.
الطيبي: القرار غسيل دماغ واملاء فكري وسياسي لتشويه التاريخ
ووصف النائب د. أحمد الطيبي، نائب رئيس الكنيست ورئيس كتلة القائمة الموحدة والعربية للتغيير، قرار "ساعر" بأنه "غسيل دماغ وإملاء فكري وسياسي يميني يهدف إلى تشويه التاريخ والحقيقة وتكريس الاحتلال".
وأضاف "الخليل هي مدينة فلسطينية محتلة وليس من المفروض على وزارة المعارف أن تكرس الاحتلال في أذهان الطلاب، وخاصة في مدينة يسكنها أعتى وأشرس أنواع المستوطنين في الأراضي المحتلة منذ عام 1967.