الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

لأول مرة منذ مجزرة الحرم محافظ الخليل يكرم اهالي الشهداء بداخل الحرم

نشر بتاريخ: 16/02/2011 ( آخر تحديث: 17/02/2011 الساعة: 00:52 )
الخليل- معا- لأول مرة منذ مجزرة الحرم الابراهيمي الشريف، قرر محافظ الخليل كامل حميد، أن يجعل الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، يتم بتكريم أهالي شهداء المجزرة، وفي المكان الذي حدثت فيه المجزرة في 25 شباط 1994. على بعد أيام من الذكرى المؤلمة، حيث تم تكريم 34 من ذوي الشهداء بالاضافة الى تكريم موظفي أوقاف الخليل وسدنة الحرم الابراهيمي الشريف.

وقال المحافظ حميد، في الاحتفال الذي نظمته مديرية أوقاف الخليل بداخل الحرم الابراهيمي بعد ظهر اليوم الثلاثاء، وسط حضور مئات من المواطنين الذين قدموا للاحتفاء بالمناسبة: ان هذا التكريم هو أقل واجب يمكن تقديمه لذوي شهداء مجزرة الحرم الإبراهيمي، الذين لا تزال دماؤهم تفوح داخل الحرم وجنباته، وهذا دعم لصمودهم وهو تأكيد على مؤازرتهم واننا معهم على العهد والوفاء وعدم نسيان الشهداء".

وأضاف، ان خصوصية الاحتفال داخل الحرم بالخليل تأتى من كونه يتعرض لأقسى هجمة استيطانية تهويدية ومؤامرة تقسيم وما تحيط به من حواجز وعرقلة وتنكيل بقاصديه، مقدماً التهنئة بذكرى المولد النبوي الشريف لأهالي الخليل ولسدنة الحرم الإبراهيمي وللعاملين فيه ولرواده المصلين الذين اعتبرهم الصف الأول، وانهم من المدافعين الحقيقيين عنه أمام هجمات الاحتلال.

وأكد على رفض الشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية لقرارات لجنة "شمغار" الاسرائيلية والتي قسمت الحرم بين المستوطنين الاسرائيليين والمسلين، مضيفاً بالقول: "نحن لا نعترف بقرارات لجنة شمغار الاحتلالية والتي طبقت بقوة السلاح، ولا يوجد أي فلسطيني يعترف أو يمكن ان يعترف في يوم من الايام بما قام به الاحتلال بقوة السلاح، من تقسيم للحرم الابراهيمي".

كما اعتبر حميد ان مثل هذه المناسبات، الى جانب تعزيز إسلامية حرم الخليل، من شأنها توثيق عرى الشعب الفلسطيني وتعزيز "رسالة الوفاء" بدعم الأهالي الصامدين في المسجد والبلدة القديمة أمام إجراءات الاحتلال.

وانتهز محافظ الخليل هذه المناسبة الدينية العطرة للدعوة الى الوحدة وإنهاء الانقسام بين مختلف الأطياف الفلسطينية، والى التماسك والتعاضد بغية استكمال المشروع الوطني الفلسطيني في تحرير الوطن ومقدساته من الاحتلال واستكمال بناء المؤسسات وتعزيز الحريات الديمقراطية.

من جانبه، اعتبر مدير أوقاف الخليل زيد الجعبري، هذا التكريم لأسر الشهداء وللعاملين في الحرم، بأنه "عمل عظيم وسابقة من نوعها يُشكر محافظ الخليل عليها"، خصوصا وانه يجري تكريمهم في موقع استشهاد فلذات أكبادهم، لافتا الى الأثر النفسي الايجابي الكبير الذي ينعكس على الأهالي والمدافعين عن الحرم عندما يتجسد لهم، فعلاً ليس قولاً، أن الشهداء محط اهتمام وما زالوا أحياءً غير منسيين وهم مبعث اعتزاز والهام في الدفاع والذود عن حمى حرم الخليل أمام غلاة المستوطنين، داعيا الى مزيد من الاهتمام بالحرم وشهدائه على طريق تعزيز الصمود، وتوافد الكثير من الأهالي من مختلف محافظات الوطن.

وأكد الجعبري على ضرورة الاستلهام من سيرة النبي محمد– صلى الله عليه وسلم- الذي وافقت ذكرى ميلاده أمس، في الصبر والصمود والدفاع عن الدين الاسلامي الحنيف وتعزيز الاخوة والمحبة بين المسلمين وابناء الشعب الفلسطيني ورص الصفوف امام الاحتلال والعدوان.

وهي ذات الدعوة التي وجهها مدير عام المساجد في وزارة الاوقاف الشيخ تيسير ابو سنينة، في كلمة له بالمناسبة داخل الحرم، الذي شدد فيها على "ان النبي محمد عليه الصلاة والسلام خير قدوة وأسوة لهذه الامة"، والذي اعتبر ميلاده إضاءة للدنيا، ودعوته منارة للقلوب، التي ساد فيها العدل والمساواة وهُدم الظلم والعدوان.

وجدد ابو سنينة التمسك بالمسجد الابراهيمي خالصا للمسلمين ليس لليهود فيه حق، لا بتراث ولا بمعبد، مشددا على جهود وزارة الاوقاف في الدفاع عنه وحمايته من التهويد، وهي جهود دعا الى مؤازرتها من مختلف الجهات والمؤسسات ومن مختلف المواطنين لتعزيز بقاء الحرم صامداً.

بدوره، أكد مفتي الخليل الشيخ محمد ماهر مسودي، ان انتهاز احتفالية ذكرى المولد النبوي داخل الحرم الابراهيمي، بتكريم اسر شهداء المجزرة التي تصادف ذكراها السنوية بعد نحو اسبوع، في رسالة مفادها ان "المجزرة التي روعت العالم غير منسية ولن تنسى وان شهداءها أحياء وذكراهم عطرة تفوح في كل الارجاء"، لكنه شدد على ان هذه الذكرى لا بد وان تدب العزيمة باستمرار اتجاه حماية الحرم من التهويد والاستيلاء عليه، كما انها مناسبة عزيزة في الاقتداء بالحبيب محمد صلى الله عليه وسلم في استعدادة الامة لقوتها ومكانتها التي حكمت العالم على مدار سنين طويلة.

الى ذلك، شارك العشرات من متطوعي مركز تدريب الشباب المجتمعي التابع للإغاثة الطبية الفلسطينية، بمساعدة الناس لتسهيل وصولهم للحرم.

وقال يوسف طميزي مدير مركز تدريب الشباب المجتمعي التابع للإغاثة الطبية ان هذه الأنشطة تأتي ترسيخا لاستراتيجية دعم واسناد صمود الجمهور في البلدة القديمة التي يحاول غلاة المستوطنين السيطرة عليها وضمها للمناطق الاستيطانية التي تخنق الفلسطيني في البلدة القديمة.