الخميس: 03/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

عنانيات ......بقلم – منتصر العناني

نشر بتاريخ: 18/02/2011 ( آخر تحديث: 18/02/2011 الساعة: 12:02 )
الرياضي الفلسطيني الكرمي العنابي زكريا فحماوي رحلْ...

تتوقف الكلمات مع الآهات التي تؤلمنا كثيراً عاجزة ومتشنجة أمامَ قصة الموت الحق الذي قَهرَ الله به عباده ولا إعتراض عليه وهذا قدره سبحانه وتعالى والذي حدد فيه عمر الإنسان واجله الذي لا يتقدم ولا يتأخر ساعة أيٍ كان في هذا الكون الكبير ,

ولكن الموت بحد ذاته وفقدان أعزاء وغاليين عليك ,هذا ما يٌبكيك حقاً على إناس شعرت بحضورهم القوي وتتوالى هذه الرحلة وهذا الكاس ليطال الجميع سيما وأننا زوار على هذه الدنيا ويجعلك تتذكر لحظات عظيمة لا تنسى في حياة الرجال الرجال الذين كانوا نبراساً ومنارةً لا يمكن أن تُطفأ يغيبون لكنهم معنا باقون لا ننساهم في مشوار حياتنا حتى نلقى مصيرنا ,

بالأمس القريب ودَّعنا رياضي كبير وعظيم فلسطيني الدم كرمي الخصوصية عنابي الإنتماء أثر فينا غيابه وذرفت الدموع أمام عظمة هذا الرجل الراحل المرحوم (زكريا فحماوي ) رحمه الله, الرياضي الكبير الذي قدمَ عمره فناءً في رفعة الرياضة الفلسطينية ليكون لاعباً متنقلاً فيها ونجماً حطت آثاره في المستطيلات الخضراء وشهدَ له الجميع بألمعيته وإنتمائه لعنبايته الثقافية وسط ثقافة الحب لكل الرياضيين ووسط روح رياضية عالية وإبتسامة كبيرة وعريضة لا تفارقه أبداً مما أثر غيابه فينا وجعلنا نشعر بأهمية غيابه .

المرحوم زكريا فحماوي إسمٌ إرتبطت به عناوين كثيرة أهمها حُرقته على رياضتتنا الكرمية خاصةً والفلسطينية عامةً , حبه للرياضة جعله لا يتركها رغم تقدم سنه إلا أنه واصل مشواره بأن يكون عضواً في هيئة إدارية لنادي ثقافي طولكرم (الأم) التي عشق أحضانها والبقاء فيها , لا بل لم يتوقف عند هذا الحد وحتى يجعل مسيرته الرياضيية ولكري يُشاهد نفسه من الماضي المُرتبط بالحاضر فزج بولديه يحيى فحماوي في عالم كرة اليد والنجم علي فحماوي بكرة القدم لأروقة ناديه ثقافي طولكرم ليواصلوا المشوار ويعيدوا تاريخه السابق , وحقق الأبناء ما اراده والدهم , لكنه لم يكمل المشوار عند أوج عطاءهم , بموت مفاجئ لرجل كانت قدوتهم رحمه الله .

اليوم فقدنا زكريا فحماوي مثالاً لرجل رياضي سخر نفسه من اجل عنوان هو إنتماء لا حدود له يُشير لنا أن الرجال الرجال يموتون وهم واقفون يحققون ما يريدون وفق أجندة تصميم وإرادة لا حدود لها حتى الأنفاس الأخير ة كان يُشاهد ويتابع مباراة في ناديه الثقافي وغادر إلى منزله لتخرج فجأة روحه الطاهرة البارئه إلى خالقها راضيةً مرضية َ .

زكريا فحماوي رحمك الله أتذكرك في هذه اللحظات وأنا أخط هذه الكلمات ويدي ترتجف لغيابك وقلبي يدق لفراقك أنا وكل من عرفك عن قرب , اتذكر فيك اليوم جلساتنا مع مصدق ومهند والصباح وعمر وبلال والعموري وغيرهم ونحنُ نناقش هموم الرياضة الكرمية وكيف من سبيل لتبقى رياضتتها عالية كما أحببت يا صديقي , ولا أنسى وعيوني تدمع في هذه اللحظات وضحكاتك التي لا تفارقني ونكشاتك (المزحية ) مع إبتسامتك العريضة في وجهك الوضاء وكأنك الآن أمامي رحمك الله .

يموتون عظاماً لنضرب لهم السلام ويحيون عظام , لا اقولها كون المرحوم زكريا فحماوي صديقٌُ عزيز وفقط , لا لأنه ترك البصمات التي لا تنتهي وتبقى لا تغادرنا كونها بصمات ترجل منها الفارس ليحكي قصة رجل رياضي كان قوياً في الحياة وسيبقى قوياً معنا في الممات بروحه ليحيا فينا المشي على خطاه ,
رحمك الله تكفيني أن اقول في هذه اللحظات الموجعة عليَّ وعلى محبيك همساتٌ .. عشتَ عظيماً ومِت عظيماً وستبقى فينا بروحك نعتاش ونتعلم لتُبقي فينا أملٌ أن لا نستسلم حتى النفس الأخير كما فعلت وتركتنا وغادرتْ ....باقٍ ولن ننساك .....

[email protected]
[email protected]