الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

ثورة على اعادة الثقة بالنفس - مصطفى إبراهيم

نشر بتاريخ: 19/02/2011 ( آخر تحديث: 19/02/2011 الساعة: 13:06 )
19/2/2011
في فلسطين بعد ان كنا القدوة والمثل والملهمين للثوار وللانتفاضات الشعبية، أصبحنا نستلهم المحاولات والانتفاضات من الشعوب العربية في وجه الانقسام والظلم والاحتلال، وفي فلسطين هناك محاولات من عدة جهات شبابية وغير شبابية للخروج للساحات والميادين والتجمع السلمي، كلها تطالب بإنهاء الانقسام وانهاء الاحتلال ومطالبة السلطتين بالتغيير والتوحد وعقد المصالحة الوطنية.
وفي فلسطين جدل كبير حول جدوى تلك المحاولات وعدم التفاعل معها، وكثير من الفلسطينيين خاصة الحزبيين ينظرون لتلك المحاولات والدعوات المطالبة بإنهاء الانقسام بعين الشك والريبة، والتشكيك كل طرف في نوايا الاخر.
في فلسطين يتململ المثقفون والصحافيون والكتاب، والقاعدة الحزبية للفصائل من غير حركتي فتح وحماس، وتتلقى السؤال السائد من الناس، "مطولة عنا"؟ ولا تستطيع الاجابة، الا ان ما يجري على الارض من تصرفات السلطتين يؤكد للمراقبين انها مطولة ولا امل في الاصلاح والتغيير وعقد المصالحة من دون ممارسة الجماهيري والضغط والتفاعل مع تلك الدعوات من قبل كل الناس.
الدعوات والمحاولات التي خرجت حتى الان في الضفة الغربية قليلة ومحدودة، وشارك عدد من قادة الفصائل فيها، وطالبوا كغيرهم بإنهاء الانقسام، وفي غزة كانت هناك محاولة الا انها فشلت في مهدها، لأنها كانت حزبية، ورفعت شعارات حزبية للثورة على حماس، وعبر عدد كبير من الناس خاصة الشباب على انها دعوة فئوية، ولم يقتنع الناس في نوايا الداعين للخروج والتظاهر ضد حماس.
هناك مجموعات اضافية ومحاولات الا انها غير موحدة وكل يغني على ليلاه، والتفاعل معها بطيء، وحتى الان لم تترجم على الارض، وحدثت ملاحقات لبعض القائمين عليها من قبل الاجهزة الامنية في حكومة حماس، وهناك دعوات للثورة على انهاء الانقسام ستنطلق في غزة في منتصف الشهر القادم.
المجموعات التي تدعوا للتظاهر ضد الانقسام لم تتبلور بشكل جذري، وكثير من الاعضاء لا يعرفون بعضهم وعدد منهم محبط وغير متفائل، وآخرون ينظرون بعين الشك للمنظمين، ولا يثقون بالآخر ويتساءلون عن المنظمين وأهدافهم، مع ان عدد كبير من المنظمين هم من الشباب المستقلين والمثقفين غير الحزبيين وعدد منهم ينتمون لأحزاب وغير راضين عن ما تقوم به احزابهم ويتهمونها بالصمت والعجز وعدم قدرتها على القيام بالمبادرة وتحريض الناس للخروج والتظاهر ضد الانقسام، وفي غزة هناك ململة من عدد غير قليل من المنتمين للفصائل والحركات بما فيها حركات اسلامية، ويعبرون عن عدم رضاهم من مواقف فصائلهم من الحركتين فتح وحماس.
الفلسطينيون يمتلكون القوة والارادة والتحدي، وواجهوا ولا يزالوا الاحتلال وبطشه بصدورهم العارية، فكيف لا يستطيعون تنظيم انفسهم من اجل التغيير والتعبير عن رأيهم وحقهم في التجمع السلمي؟ والضغط على طرفي الانقسام وفصائلهم لوضع حد لما يجري من تشرذم وتفرد، وتمسك كل طرف في رؤيته.
الفلسطينيون أصبحوا لا يثقوا في انفسهم ولا يثقوا في بعضهم، وما زالوا ينتظروا ما تسفر عنه تلك الحملات والمحاولات التي يقوم بها عدد قليل من الشباب.
الثورة الفلسطينية على إعادة الثقة بالنفس وعدم الشك في الاخر والتسامح، وعلى عدم إنهاء الحوار الغائب والبدء بحوار حقيقي، وإنهاء القطيعة المستحكمة بين فئات المجتمع الفلسطيني، وبين الحركتين وأعضائهما، وإنهاء أزمة الثقة المستفحلة بين الناس والشعور بالإحباط والغضب في طريقة التعامل مع الناس، والاستخفاف بمشاعرهم وآلامهم، وطريقة التعامل مع القضية الفلسطينية.
لا خيار أمام الفلسطينيين سوى إنهاء الانقسام والبدء في حوار وطني شامل يعيد الأمل للفلسطينيين والخروج من الأزمة وما تعانيه القضية الفلسطينية جراء استمرار الانقسام، والثقة في الشباب وافتراض حسن النية لديهم والدعوات التي يوجهوها لإنهاء الانقسام.
[email protected]
mustaf2.wordpress.com