فياض يرفض الابتزازالامريكي على الحقوق مقابل" حفنة دولارات"
نشر بتاريخ: 20/02/2011 ( آخر تحديث: 20/02/2011 الساعة: 23:07 )
جنين- معا- اعلن رئيس الوزراء سلام فياض الاحد رفضه الشديد لتلويح الادارة الاميركية بقطع مساعداتها عن الشعب الفلسطيني مؤكدا رفضه الابتزاز الاميركي والمساومة على الحقوق الفلسطينية مقابل حفنة من الدولارات.
واستنكر فياض استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار إدانة الاستيطان، واعتباره غير مشروعاً وفقاً للقانون الدولي، وقال: 'هذا الفيتو فيه محاولة واضحة لتعطيل الجهد الفلسطيني الرامي في هذه المحطة بالذات إلى استصدار قرار دولي لإدانة للاستيطان باعتباره عملاً غير مشروع، وانتهاكاً للقانون الدولي، وفي هذا تعطيل واضح لسعي شعبنا الدؤوب في الوصول بمشروعه الوطني إلى نهايته الحتمية المتمثلة أساساً في إنهاء الاحتلال'.
واستهجن فياض استمرار سياسة الكيل بمكيالين وازدواجية المواقف، وقال: 'إن الحقوق لا تتجزأ كما أن المبادئ لا يمكن لها أن تتجزأ، على أصحاب الفيتو أن يعلموا أن حق شعبنا في الحرية هو حق مطلق وآن الأوان لهم أن يتوقفوا عن ازدواجية معاييرهم ومواقفهم'.
وأضاف فياض: 'ما يجب أن يصدر بحقه الفيتو هو الاستيطان والاحتلال الإسرائيلي، وطغيانه وإرهاب مستوطنيه، وسياسة الهدم والتخريب والتجريف'، وتابع: 'علمت وأنا في طريقي إلى هنا أن قوات الاحتلال قامت بتجريف وهدم المنازل والبركسات في خربة طانا شرق محافظة نابلس، وذلك للمرة الخامسة على التوالي منذ عام، الأمر الذي يتطلب ويستدعي من المجتمع الدولي التدخل الفاعل والجاد لوضع حد لهذه العنجهية الإسرائيلية ضد المدنيين من أبناء شعبنا، والتي تتناقض بصورة صارخة مع مبادئ القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية'.
وأكد رئيس الوزراء إصرار شعبنا على المضي قدماً، وبذل المزيد من الجهد، وحث الخطى لاستكمال بناء مؤسسات دولة فلسطين وبنيتها التحتية، وتحقيق الجاهزية الوطنية لإقامة الدولة وقال: 'علينا أن نستمر في مسعانا الهادف لوضع نضالنا الفلسطيني في مكان لا يمكن تجاهله أو إغفاله من قبل أي أحد كان، بمن فيهم من يملكون حق النقض 'الفيتو' في الأمم المتحدة، والانتقال وبشكل مكثف للوصول إلى كينونة الدولة الفلسطينية واقعاً ملموساً على الأرض لا يمكن لأحد أن يتجاهله، بما في ذلك أصحاب حق الفيتو'.
وأضاف|: 'ما علينا القيام به الآن استنهاض عناصر القوة الذاتية وتعزيز عناصر الصمود واستثمار كل الطاقات، وحث الخطى لما تبقى من وقت لضمان استكمال برنامج السلطة الوطنية الهادف إلى ترسيخ دولة فلسطين، وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967 '، وشدد على أن هذا هو 'الطريق الذي يحافظ على الأمل لشعبنا، وهو الذي سيجبر صناع القرار الدولي على مراجعة مواقفهم'.
وأشار فياض إلى أن الممارسات الإسرائيلية وانتهاكاتها المستمرة للقانون الدولي جعلت من حليفتها الأساسية – الولايات المتحدة الأميركية- وحيدة في مواجهة الإجماع المتمثل برفض الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي، في وقت كان يجب أن تكون فيه إسرائيل وغطرستها هي المعزولة في مواجهة هذا الإجماع.
وحول الخطوات التي تنوي السلطة الوطنية اتخاذها حيال 'الفيتو' الأميركي، قال فياض: 'بكل تأكيد سنواصل اتصالاتنا وبشكل مكثف، ولكن من منطلق الدعوة إلى إعادة النظر بهذا المفهوم وبهذا الأسلوب وبهذا النهج، والذي ولسنوات عديدة فشل في الوصول بالعملية السياسية إلى ما يجب أن تفضي إليه، ألا وهو إنهاء الاحتلال'.
وقال: 'لا يمكن الاستمرار في نهج قائم على أساس التدخل بناء على تصور بما هو مقبول مسبقاً من قبل إسرائيل، وهي القوة المحتلة'، وأضاف: 'هذا ما مثله لنا التصويت في مجلس الأمن، حيث أن 14 من أصل 15 دولة صوتت لصالح المشروع، ووقفت الولايات المتحدة وحيدة لتمنع صدور القرار'، وتابع: 'أغلبية ساحقة في مجلس الأمن تقف إلى جانبنا وإلى جانب ما هو معروف من أمر بديهي في القانون الدولي ألا وهو عدم مشروعية الاستيطان'.
وأردف فياض: 'كيف يمكن أن تكون لنا ثقة في عملية سياسية تقف حائلاً أمام شعبنا لوصف الاستيطان بأنه عمل غير شرعي، المطلوب إعادة النظر بهذا التصور، ويجب الاحتكام إلى ما يقوله المجتمع الدولي'.
وختم فياض حديثه بالقول 'نرفض ونستهجن استخدام الفيتو، فنحن أصحاب حق وحقوقنا الوطنية ليست للبيع أو المساومة أو المقايضة. فلسنا مشروعاً اقتصادياً، نحن مشروع تحرري سياسي وبعده الوطني واضح وفي مقدمته بالأساس إنهاء الاحتلال والعيش بحرية وكرامة على كامل أرضنا المحتلة منذ عام 1967، في قطاع غزة والضفة الغربية، وفي القلب منها في القدس العاصمة الأبدية لهذه الدولة، فالمساعدات المشروطة سياسياً لسنا بحاجة لها، نحن أصحاب حق وحقوقنا الوطنية ليست للبيع أو المقايضة من أجل حفنة دولارات'.
جاءت تصريحات رئيس الوزراء هذه خلال افتتاحه، ومنذ صباح اليوم، لعدد من المشاريع في محافظتي جنين ونابلس، في أكثر من 8 قرى وبلدات بدءاً من مدينة جنين، والجلمة، ورمانة والجابريات مروراً بامريحه وأم الريحان وقرية برطعة الواقعة خلف جدار الفصل، انتهاءً بمخيم عسكر في محافظة نابلس.
وافتتح فياض 6 مدارس ووضع حجر الأساس لمرافق تعليمية أخرى، كما اجتمع مع عدد من رؤساء وأعضاء المجالس القروية والمحلية للقرى الواقعة خلف الجدار.
واستهل رئيس الوزراء جولته في محافظة جنين بافتتاح مدرسة الجامعة العربية الأميركية في مدينة جنين، والممولة من القطاع الخاص بقيمة 1.5 مليون دولار، كما افتتح المدرسة العمانية في الجلمة، والتي تم تمويلها من قبل سلطنة عمان الشقيقة بقيمة 370 ألف دولار أميركي، ومن السلطة الوطنية بقيمة 80 ألف دولار.
كما افتتح رئيس الوزراء مدرسة 'الشهيد باسم صبيحات' الثانوية للبنات في قرية رمانة، والتي بلغت كلفتها 670 ألف دولار جرى تمويلها بالكامل من السلطة الوطنية، كما وضع حجر الأساس لروضة أطفال رمانة الممولة من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بقيمة 95 ألف دولار، وافتتح مدرسة الأمل التابعة لجمعية أصدقاء المريض في الجابريات.
وقال فياض: 'سنبني دولتنا فلسطين المستقلة على كامل الأراضي المحتلة من شمالها إلى جنوبها، وأغوارها، وكل مدنها وقراها ومخيماتها وخربها ومضاربها، وصولاً إلى أزقة البلدة القديمة في القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين'، وأضاف: 'إن الأمل بدأ يطغى ويجب أن يطغى على كل ما يعيق وصولنا إلى تحقيق المشروع الوطني'.
وأضاف: 'كلنا يرى في الاحتلال العقبة الرئيسة وكلنا يجمع على ضرورة إنهائه، لذلك لا بد من توحيد كافة الجهود لمواجهة هذا التحدي الأساسي'.
وفي قرية أم الريحان، تفقد رئيس الوزراء مشروع ربط القرية بالكهرباء القطرية، وغرفة الكهرباء الممولة من السلطة الوطنية بقيمة 15 ألف دولار أميركي، كما وضع حجر الأساس لتجهيز مدرسة وادي الدعوق الممولة من السلطة الوطنية أيضاً بقيمة 400 ألف دولار.
وفي برطعة الواقعة خلف الجدار، أشاد رئيس الوزراء بالصمود البطولي لأهل القرية، واعتبره نموذجاً لصمود شعبنا في مواجهة مخططات العزل والتهجير والاقتلاع.
وأكد أن 'السلطة الوطنية ستواصل الوقوف إلى جانب شعبنا من أجل تعزيز قدرته على هذا الصمود، واعتبر أن التطور الملموس الذي يحققه المجلس المحلي في برطعة في إدارة شؤون القرية ورعاية مصالح المواطنين، إنما يعطي الثقة بمدى التقدم الذي تنجزه مؤسساتنا الرسمية ومجالسنا المحلية في مجال الحكم والإدارة، الأمر الذي يضعنا على مسار يمكننا من حتمية الوصول إلى دولة المؤسسات وحكم القانون، بالرغم من الاحتلال وممارساته ومخططاته التي هزمها أبناء برطعة بصمودهم وتمسكهم بحقهم في البقاء على أرضهم، وبناء مستقبلهم وحقهم في العيش بحرية وكرامة في دولة فلسطين المستقلة'.
وكان رئيس الوزراء وفور وصوله إلى برطعة قد افتتح المركز الطبي في القرية، وتفقد أقسامه المختلفة، كما شارك أهالي برطعة طعام الغداء قبل أن يتوجه إلى محافظة نابلس لافتتاح مدرسة ذكور عسكر المجتمعية، والتي تم تشييدها بتمويل من الإغاثة الإسلامية بشراكة مع 'الأونروا' وبإشراف محافظة نابلس، حيث بلغت كلفتها حوالي 1.5 مليون.
وأشاد فياض في كلمته بالجهود الخيّرة للإغاثة، والتي تمثل نموذج التكامل بين المؤسسات الرسمية والأهلية في استكمال الجاهزية الوطنية لإقامة الدولة وتوفير الخدمات الأساسية لشعبنا وفي مقدمتها حقه في التعليم من أجل بناء الأجيال التي ستقود مستقبل شعبنا.
كما تفقد مركز بسمة أمل لتأهيل المعاقين في مخيم عسكر، التابع لجمعية نابلس للتنمية والتطوير المجتمعي، والذي يخدم شريحة واسعة من أبناء المخيم، بالإضافة إلى تقديم خدمات تأهيلية.
وتفقد خربة طانا التي دمرها الاحتلال للمرة الخامسة
كما تفقد رئيس الوزراء خربة طانا شرق محافظة نابلس، التي قامت قوات الاحتلال صباح هذا اليوم بهدمها للمرة الخامسة على التوالي خلال العام.
وأكد فياض أن خربة طانا باتت عنواناً للتحدي والصمود، وأعلن أن السلطة الوطنية ستعيد فوراً إعمار ما دمره قوات الاحتلال، وجدد موقف السلطة الوطنية 'هم يخربون ويدمرون ويقتلعون، ونحن نعمر ونبني ونزرع'. وأَضاف 'في النهاية شعبنا سينتصر والاحتلال حتماً إلى زوال'.