السبت: 16/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

"العرب الجيدون" كتاب اسرائيلي جديد يتناول علاقة المواطنين العرب في اسرائيل مع الشرطة والشاباك

نشر بتاريخ: 26/08/2006 ( آخر تحديث: 26/08/2006 الساعة: 17:57 )
بيت لحم- معا- اصدر الباحث في مركز ترومان التابع للجامعه العبرية ومركزالقدس للدراسات والبحوث "هلل كوهن" هذا الاسبوع كتابا جديدا بعنوان " العرب الجيدون " تناول فيه تاريخ العلاقة التي ربطت المواطنين العرب منذ سنوات الستين في اجهزة الامن الاسرائيلية من شرطة ومخابرات عامة وطريقة تجنيدهم لصالح اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية .

واستهل الكاتب كوهن كتابه بقصة المدرس العربي "علي " الذي اشتكى عليه مدير احدى مدارس الجليل بحجة قيامه بتمزيق صورة ثيدور هرتسل التي كانت على طاولته داخل الفصل الدراسي الامر الذي حدا بالشرطة الى فتح ملف جنائي ضده والتحقيق مع طلبة الفصل الذين تتراوح اعمارهم ما بين التاسعة والحادية عشرة بغية جمع الادلة رغم نفيه لتمزيق الصورة عمدا مؤكدا بانه وجدها في وضع لا يليق بشخصية محترمة مثل هرتسل .

وابقى الكاتب نهاية قصته مفتوحة مؤكدا بان الامر لم ينته حينها بملف جنائي في الشرطة وانما وصل الى جهاز الشاباك الذي قد يكون استغلها في تجنيد علي للعمل لصالحه مشيرا الى ان هذا الاسلوب كان واحدا من جملة اساليب استخدمت لتجنيد المواطنين العرب مثل منحهم الموافقة على جمع شملهم مع افراد عائلاتهم خلف الحدود او اصدار تصاريح تسمح لهم بحمل السلاح وغيرها من الامتيازات الى استخدمت لتحقيق هدف التجنيد .

وسعى الكاتب الى توصيف وتحليل علاقة المواطنين العرب مع اجهزة الدولة الامنية من جيش ومخابرات وشرطة في ظل انطباع عام ساد الاجهزة الامنية في ذلك الوقت مفاده ان جميع العرب يشكون ويخونون الجميع والابناء يخونون الاباء والجار جاره معتمدا في تحليله ودراسته على عدة مصادر من بينها ارشيف الشرطة الاسرائيلية .

ويؤكد الكاتب ان السلطات الاسرائيلية ترى في المواطنين العرب خطرا امنيا وطابورا خامسا وبذلت جهدا كبيرا لمنع عودة اللاجئين الذين اطلقت عليهم حينها اسم " المتسللين " .

ويسرد الكاتب الكثير من قصص مطاردة "المتسللين دون اعتبار لاعمارهم كدلالة على التوجه الرسمي في تلك الحقبة مثل المطاردة الكبيرة التي تعرض لها الطفل عبد الكريم الذي لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره وهو من سكان مخيم طولكرم للاجئين في قرية قلنسوة والذي جرى اعتقاله وبحوزته 166 ليرة اسرائيلية و16 خاتما ذهبيا و8 اقراط وساعة يد بلون ذهبي ونسخة عن القران الكريم بعد وشاية احد سكان القرية المدعو قاسم الذي عمل في التهريب وقام بتسليم الطفل مقابل تخفيف الاجراءات القانونية المتخذه بحقه .

ويتطرق الكاتب الى تطور علاقة المواطنين العرب مع السلطات الاسرائيلية مؤكدا بانها سارت وفي اماكن كثيرة كأمتداد للعلاقة العدائية التي سادت قبل اقامة الدولة العبرية مستذكرا حادثة مقتل الجنديين الاسرائيليين في المكان الذي يطلق عليه حاليا اسم "مفترق غولاني " على يد مقاتلين عرب سارعوا الى وضع رؤوسهم على رماح خشبية وداروا بها ازقة قرية عيلبون ذات الاغلبية المسيحية كنوع من الاحتفال والهجوم الاسرائيلي على قرية عيلبون الذي ادى الى مقتل 13 مواطنا عربيا من سكانها وفرار الباقين ليتضح بعد ذلك من خلال تحقيق رسمي ان الثلاثة عشر قتيلا لم يقتلوا خلال تبادل اطلاق نار وانما تم اعدامهم على يد احد ضباط القوة المهاجمة وكذلك لم يفر باقي السكان وانما تم طردهم.

وبعد عدة سنوات تقدم مطران القرية "ارخيبيشوف جورج حكيم " بطلب اعادتهم الى قريتهم الامر الذي لاقى استجابة من الحكومة تقديرا لخدمات المطران الذي كان يتنقل بين خطوط الجبهات في مسعى وساطة وتجسس في نفس الوقت وتعاون مع الجيش الاسرائيلي في تحقيق هدف الحرب الاساسي وهو السيطرة على الارض حيث تلاقت مصالحه في تصفية الحزب الشيوعي في القرية مع مصالح الجيش .

واظهرت الوثائق التي اطلع عليها الكاتب الوجه الحقيقي لاعضاء الكنيست العرب ومن ضمنهم فارس حمدان عن حزب " المباي " الذي عمل قبل وبعد انتخابه للكنيست في تهريب الابقار مما يدلل على معرفة ورضى الجهات الامنية التي وظفت الكثير من الجهود في الساحة السياسية الداخلية لفصل المواطنين العرب عن تاريخ الشعب الفلسطيني عن سلوك اعضاء الكنيست العرب .

واعتبر الكاتب ان كثيرا من المسلمات تغيرت بعد نشر هذا الكتاب منها الاعتقاد بان المواطنين العرب استهلوا حياتهم في الدولة الجديدة كشريحة صدمتها الهزيمة مشيرا الى بعض المقاومة التي ابداها المواطنون العرب وكذلك مسلمة اختيار الدروز لحلف الدم مع اليهود وتجندهم في الجيش مؤكدا ان هذا الامر فرض عليهم بالقوة والمؤامرة والدسيسة القذرة .

ويختتم الكاتب بتأكيده ان الحرب ضد المتسللين نجحت جزئيا في حين بقي اكثر من عشرين الف متسلل داخل الدولة التي اجبرتها الظروف والضغوط الدولية على السماح لهم بالبقاء مما رفع نسبة المواطنين العرب الى 15 % من مجموع السكان وكذلك فشلت الجهود الرسمية في تصفية الحزب الشيوعي .