الثلاثاء: 24/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

لماذا يجب حل إتحاد كرة القدم ؟؟

نشر بتاريخ: 26/08/2006 ( آخر تحديث: 26/08/2006 الساعة: 18:50 )
يت لحم - معا - كتب ياسين الرازم - قبل الإجابة على السؤال ولتفادي الفهم الخاطىء للأقوال أود التأكيد أولاً على ضرورة الفصل بين الامور الشخصية والامور العامة لأي عضو من أعضاء الإتحاد .. لأن الإنتقادات يجب ان توجه لأعمالهم وأدوارهم وإجتهاداتهم وليس لشخوصهم فهم بالأصل أشخاص متطوعون يصيبون ويخطئون، ومهما كانت الإجتهادات ونتائجها فمن الخطأ الإساءة الشخصية أو التقليل من شأن أي منهم أو إستثمار الظرف الحالي لتسوية خلافات سابقة وتحقيق مصالح شخصية وأن من يقوم بذلك لا يكون رياضياً فالرياضة علمتنا تقبل النتائج بروح رياضية عالية والتنافس الشريف بعيداً عن الاحقاد، لا بل أرى ان على المؤسسات الرسمية والأهلية العمل على تكريم كل العاملين طواعيه في الحقل الرياضي بما يليق بحجم الأعمال حتى لو شابتها الأخطاء والهفوات ..
للإجابة وبشكل موضوعي على السؤال عنوان المقالة أقول يجب ان نحاسب كل عضو من أعضاء الاتحاد على أمرين أولهما درجة قيامه بالدور المنوط به والمنصب الذي تقلده بعد إنتخابه وثانيهما مسؤوليته الكاملة عن الأخطاء التي إرتكبها الإتحاد مجتمعاً بصفته عضواً في هذا الاتحاد فخطأ أمين السر مثلاً، يسأل هو أولاً عنه ويسأل باقي الاعضاء ثانياً، وفيما يلي أُلخص أهم الأسباب التي أرى انها تستوجب نزع الثقة من مجلس إدارة الاتحاد والدعوة لاجراء انتخابات جديدة لهذا المجلس في شقي الوطن لان جميع أعضاء الاتحاد في الضفة والقطاع حملوا الاممانة ومن حق الهيئة العامة التي حملتهم هذه الامانة سؤال أعضاء الاتحاد ومحاسبة المقصرين على تقصيرهم ..
أولاً : النظم واللوائح :
عمل الاتحاد ورغم مناشدة العقلاء من ابناء الشارع الرياضي وفق نظم ولوائح إدارية وفنية بالية وقديمة يأباها الباطل من تحتها وفوقها إلا أنه وأمام إصرار الأعضاء على عدم تعديل هذه اللوائح بات من حق الأندية تفسير هذا الإصرار بوجود مصالح ذاتية للأعضاء وأنديتهم ، ناهيك عن أن الخلل الفاضح في النظم واللوائح شجع العديد من الأندية على الطعن بقرارات الاتحاد ولجانه تكدست طاوللات الاتحاد بالملفات والاعتراضات، إلا ان المضحك والمبكي في آن واحد هو عندما قرر الاتحاد في محافظات الضفة تشكيل لجنة لإعادة صياغة هذه الانظمة فتم تشكيل لجنة معظم عناصرها شاركوا مسبقاً في وضع هذه النظم واللوائح فلم يجدوا فيما وضعوه سابقاً سوى بعض الأخطاء الاملائية والمطبعية ( وكفى الله المؤمنين شر القتال) فبقيت الانظمة على حالها متضاربة ومتناقضة في بنود ونقاط ومواد أساسية .
ثانياً : آلية تسجيل اللاعبين:
تنصل اللوائح ان تسجيل اللاعب من مسؤولية النادي وأن أي خلل في التسجيل يتحمله النادي وحده، ولكن هل يتحمل النادي مسؤولية انتقال احد لاعبيه بطرق ملتوية وبمعرفة اعضاء من الاتحاد الى نادي آخر وكيف يصدر الاتحاد بطاقتين للاعب واحد ؟ وهل فعلاً يمتلك ملفات وكشوفات عن جميع اللاعبين وخاصة لاعبي أندية المناطق ؟ ولماذا أخفيت بعض الملفات ولماذا أحرقت ملفات أخرى ولمذا تأخر وصول غيرها؟ الاتحاد وحده يتحمل هذه الخروقات وهذه الاخطاء وربما الخطايا .
ثالثاً : لجان الاتحاد :
بعد تصميم غريب وعجيب تنازل الاتحاد وقبل بضعة أشهر وعمل على تشكيل لجنة للإستئناف علماً بأن القوانين والاعراف الدولية الرياضية لا تجيز انطلاق الدوري قبل تشكيل لجنة الاستئناف، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ماذا قدمت هذه اللجنة التي عقدت اجتماعات عديدة ومطولة ؟ والجواب لا شيء وذلك لانها قيدت بعراقيل اعضاء الاتحاد وحرمت من الاطلاع على الوثائق والملفات حتى باتت تفكر بالقيام بزيارات ميدانية على شبه غارات عسكرية مفاجئة للأندية ومنازل الادارت واللاعبين ، ولا أذيع سراً إذا ما قلت نقلاً عن لسان أحد أعضاء هذه اللجنة ان جميع الاستئنافات التي بحثتها اللجنة كانت تشير الى ايدي خفية وغير خفية لعضو من اعضاء الاتحاد .. اما لجنة المسابقات فالأمر مختلف وخاصة عندما كانت من المحرمات الممنوع الحديث عنها وبعدما تعددت الاخطاء القاتلة تمت الاستجابة بمطلب توسيعها وليتها بقيت مقلصة ولم توسع لان توسيعها جاء شكلياً وفئوياً ومحصوراً بدرجة واحدة على الرغم من وجود الكفاءات الرياضية في الدرجات الأخرى .

شخصياً لا أعرف سوى اسم رئيس لجنة المنتخبات ونابه ولا أدري اذا كان هنالك لجنة حقيقية للمنتخبات ام لا ؟ فلذلك يتحمل رئيس اللجنة ونائبه كامل المسؤولية عن أدائهما خلال الفترة السابقة وعن عدم ضم كفاءات رياضية للجنة، الا انه وبالوقت نفسه يتحمل رئيس وأعضاء الاتحاد مسؤولية عدم تشكيل هذه اللجنة وفق القواعد والشروط الرياضية وبالتالي كافة النتائج التي ترتبت على حصر العمل في اللجنة برئيسها ونابه ..
رابعاً : العلاقة بين رئتي الوطن :
لفترة سابقة وطويلة جداً كان هذا الامر وربما مازال من المحرمات ومن بين الامور التي يتحاشى الجميع الحديث بها علانية خشية الاتهام بالمناطقية وبداعي الوحدة الرياضية بين رئتي الوطن، الا انه في الحقيقة فإن هذا الامر بات خطيراً جداً ومن الخطأ وربما من الجريمة السكوت عليه فأعضاء الاتحاد في المحافظات الشمالية يقرون ويعترفون بأنهم ليسوا أصحاب قرار وفي غالب الاحيان يتم إملاء القرارات عليهم ويشتكون من هيمنة رئيس وأعضاء الاتحاد في قطاع غزة على مقدرات الاتحاد المالية والادارية والفنية حتى بات اتحاد الضفة بمثابة لجنة فرعية لاتحاد غزة وهذه الحالة غير السليمة قللت من قيمة اتحاد الضفة في نظر الشارع الرياضي مع العلم ان المقر الرئيسي والمركزي للاتحاد موجود بالقدس ولكنه للأسف بالإسم وليس الفعل ولإضعاف هذا المقر تم افتتاح مقر للجنة المسابقات في رام الله وبات العنوان للأندية وبقي المقر في ضاحية البريد مكاناً لإجتماعات اللجنة المساندة للإتحاد بالقدس فأين ذهبت قضية المراسلات والمقر المركزي التي كان يطالب بها أعضاء الاتحاد بالضفة وخاصة أمين السر ولماذا هذا الهدر من المال لمقرين لا يفصلهما سوى بضع كيلومترات .

خامساً : لجنة الحكام المركزية :
لم أرغب بضم هذه اللجنة الى لجان الاتحاد لانها تستحق الحديث عنها مطولاً فمن مشكلة وجود رئيسين للجنة الحكام المركزية واحد بالضفة وآخر بغزة الى مشكلة استقالة رئيس اللجنة في غزة، اما المعضلة الحقيقية لهذه اللجنة فتكمن بغياب التجديد الحقيقي لكوادرها منذ عقدين من الزمن سواء على صعيد المحافظات الشمالية أو حتى على صعيد المحافظة الواحدة، وهذا بحد ذاته خطأ قاتلاً وأمراً محبطاً للطاقات الشابة التي آن الأوان لها أن تتسلم الدفة وإذا ما إستثنينا قضية الترشيح للشارات الدولية وإشكالياتها وتسببها بترك عدد لا بأس به الحكام الملاعب والتحكيم فإن المستوى العام للتحكيم غير مبشر ولا يساعد في انهاء بطولة مناطقية أو دوري عام والسبب واضح وصريح انه اللجنة والقائمين عليها الذين توارثوا الكرسي والخلافات والنزاعات وأصبح هم بعضهم عرقلة سطوع أسم أي حكم خشية ان يخلف احدهم في اللجنة المركزية في المستقبل ..
سادساً : العلاقة بين أعضاء إتحاد الضفة :
منذ اليوم الاول لانتخاب الاتحاد الحالي وقبل مغادرتي لقاعة بلدية البييرة وضعت يداي على قلبي ودعوت الله ان يلطف بالاندية واللاعبين من هذا الاتحاد الذي جاء بعد مخاض ديمقراطي موجه وعسير وأفرز تشكيله غير نتوافقة أو حتى متجانسة تفتقد لأية قواسم مشتركةلاية قواسم مشتركة وما زاد الطين بلة اعتقال عضو الاتحاد الشيخ حاتم قفيشة واستقالة جورج غطاس نائب رئيس الاتحاد مرتين تارة بسبب المرض تارة اخرى بسبب القرف, فحل الفراق مكان الوفاق والتناصر مكان التفاهم ووصل الامر بالبعض رفض حضور الاجتماعات اذا ما حضر العضو الفلاني فغابت روح العمكل الواحد وحلت مكانها سياسية التخريب والاصطفاف والشلليه فبات كل منهم يغني على ليلاه ويتربص بزميله كأننا في ساحة حرب وليس في اتحاد كرة القدم وبعد تدخلات الرئيس واوامره حل الوفاق الشكلي وبقيت المشكلة قائمة وهي التي قادتنا الى ما نحن فيه من مهزلة رياضية جديدة ومسبوقة في الوقت نفسه.

سابعا: الدوري العام:
يحاول البعض الايحاء ان مجموعة من الاندية المهددة بالهبوط تقف وراء محاولات حجب الثقة عن الاتحاد والدعوة لانتخابات جديدة وفي الحقيقة ان الاندية مجتمعة لا تقدر على ايقاف الدوري ما دام الاتحاد يقوم بدوره على الوجه الصحيح وما دامت لجان الاتحاد المختلفة تتمتع بالكفاءة والمهنية والحيادية والنزاهة وما دام العمل يسير وفق خطة رياضية علمية ومنطقية ولكن للأسف الشديد اصر الاتحاد على اطلاق الدوري العام للاستفادة من المساعدات المالية الخارجية واختار الالية الاصعب تطبيقا وهو يعلم بقرارة نفسه انه لن يقدر لا على تطبيقها او انهاء الدوري فالتوقيت لانطلاقه الدوري كان خاطئا وكان يجب ان يكون في بداية الربيع وليس في نهاية الصيف وكان يجب ان يكون بعد استكمال تشكيل اللجان وليس قبلها كان يجب ان يكون بعد تأهيل واعادة صقل الحكام وليس من خلال الدورات ( سلق) لا تغني او تسمن من جوع وكان يجب ضبط الامور الادارية وترتيبها واستلام ملفات اندية المناطق واصدار البطاقات للاعبين وتعديل اللوائح الداخلية تعديلا حقيقيا وجوهريا لتصبح لائحة عصرية.

كل هذه الاخطاء ارتكبها الاتحاد والسؤال هل كان بمقدور الاتحاد تفادي الوقوع في هذه الاخطاء؟ والاجابة نعم ومن خلال جهد اداري غير كبير الا ان الاتحاد اصر على تحدي الجميع وضرب بعرض الحائط كل الافكار والاراء والاليات والنصائح فماذا كانت النتيجة؟ دوري فاشل اتحاد ضعيف منتخب مسكين.

ان ما تقدم يدعونا الى التفكير في الجهد الكبير الذي بذلته ادارات الاندية والمدربين والذي ذهب ادراج الرياح وكذلك التفكير في المبالغ الطائلة والارقام الخيالية التي انفقتها الاندية والديون التي تحملتها للمشاركة في دوري فشل معدوه في الاعداد والتحضير وفشلوا ايضا في اخراجه بالشكل اللائق.

اخيرا اختم مقالتي بالطلب الى رئيس واعضاء الاتحاد في رئتي الوطن بالاستقالة الجماعية والفورية والتحلي بقدر من الشجاعة فالتاريخ لا يرحم لكم زلاتكم وخطاياكم وربما تكون استقتالتكم الفرصة الاخيرة امامكم لحفظ ماء الوجه, واقول للهيئة العامة ولجنة التنسيق المشكلة حديثا لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين فأنتم من احضرتم لنا هذا الاتحاد وانتم من يتحمل الوزر والخطأ والمسؤولية وعليكم تدارس امركم بمهنية ومسؤولية وعليكم ان تقيموا المرحلة السابقة بموضوعية وشفافية وتعيدوا النظر في جميع الامور ووضع الية انتخابات تقودنا الى اتحاد قوي وقادر على صنع المستقبل والمجد للكرة الفلسطينية.