مئات الطلبة يعتصمون أمام رئاسة الوزراء لإقرار صندوق الطالب الجامعي

رام الله- معا- شارك مئات الطلبة من مختلف محافظات الضفة في المسيرة الجماهيرية التي نظمتها كتلة الوحدة الطلابية، الذراع الطلابي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، واختتمت باعتصام أمام مبنى مجلس الوزراء وتسليم مذكرة بشأن مطلبهم بإقرار القانون حول صندوق التعليم العالي لممثل رئيس الوزراء.

وانطلقت المسيرة من ساحة النادي الأرثوذكسي في مدينة رام الله، وسار في مقدمتها عضوا المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية رمزي رباح ومحمد سلامة، وممثلون عن المجالس الطلابية، وعدد من الأكاديميين والقادة النقابيين.

ورفع المشاركون شعارات تدعو لديمقراطية التعليم، وإقرار صندوق الطالب الجامعي كما دعوا إلى اعتماد معايير العدالة في توزيع المنح والقروض الطلابية. كما هتف المشاركون بالدعوة للوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، وبرز بشكل خاص الهتاف بأن "الطالب يريد حقه في التعليم".

ولدى وصول المسيرة للساحة المقابلة لمبنى مجلس الوزراء، استقبلت من قبل الوزير جمال زقوت مستشار رئيس الوزراء الذي تحاور مع ممثلي الطلبة.

وألقت الطالبة سمر صلاح الدين كلمة أوضحت فيها أن تنظيم هذه المسيرة جاء في ضوء المعاناة والضائقة التي يعيشها معظم أبناء الشعب الفلسطيني وبخاصة الفقراء والعمال والتي تنعكس على فرصة أبنائهم في الالتحاق بالتعليم الجامعي، ودعت المتحدثة إلى إيجاد حلول جذرية لارتفاع كلفة التعليم العالي بدء من الأقساط والرسوم الجامعية وصولا لتكاليف السكن والمواصلات.

وحذرت صلاح الدين من تأثير هذه المشكلات على القطاع الأوسع من الطلبة الذين يضطر قسم كبير منهم إلى ترك مقاعد الدراسة وهو ما يؤثر كذلك على فرص بقاء الشباب وصمودهم على أرض الوطن.

وأشارت إلى أن هذه الحملة التي باشرتها كتلة الوحدة الطلابية في الجامعات والمعاهد العليا كافة، تتم عبر جمع عشرات آلاف التواقيع على مذكرة تدعو إلى إقرار صندوق التعليم الجامعي وتوفير المنح والقروض لكل الطلبة بصورة عادلة، وسيجري رفع هذه المذكرات والتواقيع لرئيس الوزراء، وأهابت بسيادة الرئيس ورئيس الوزراء إصدار قانون التعليم الجامعي الذي يعد ترجمة لمبدأ حق الجميع في التعليم، وضمان حق أبناء الفقراء في الحصول على فرص مكافئة في التعليم.

وتحدث الوزير جمال زقوت للمحتشدين وأكد لهم اهتمام الدكتور سلام فياض رئيس الوزراء الشخصي بهذا الملف الذي سيكون ضمن مجموعة من القضايا ذات الأولوية القصوى على جدول أعمال الحكومة المقبلة وضمان حق جميع الطلبة في التعليم العالي.

وقال زقوت أن الحكومة عملت في السابق وبعدة وسائل على دعم التعليم الجامعي ودعم الطلبة الجامعيين وهي ستبحث بكل جدية واهتمام في سبل تطوير هذا الدعم وتوفير الموارد اللازمة له، وضمان عدالة واعتماد نظام موحد للمنح والقروض.

وأعرب زقوت عن شكره وتثمينه للمشاركين والطريقة الحضارية والديمقراطية التي عبروا فيها عن مطالبهم كما قدم التهنئة لأعضاء الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وقيادتها لمناسبة حلول الذكرى الثانية والأربعين لانطلاقة الجبهة.

وتسلم زقوت من الطلبة مئات النسخ من مذكرة تحمل آلاف التواقيع الطلابية المنادية بإقرار قانون صندوق الوطني للتعليم العالي.

واختتمت الفعالية بكلمة الاتحاد العام لطلبة فلسطين التي ألقاها محمد سلامة عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، وسكرتير اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني، أكد فيها على أن التعليم العالي حق أساس لكل طالب قادر على التعلم بحكم قدراته الأكاديمية، وحذر من السياسة والإجراءات التي تقود إلى حصر حق التعليم في أبناء القادرين على دفع كلفته المالية.

وأشاد سلامة بجهود كتلة الوحدة الطلابية التي عودت الجماهير الطلابية على التقاط قضاياها المطلبية والدفاع عن مصالحها المشروعة.

كما حيا سلامة ثورات الشباب والشعوب العربية في تونس ومصر وليبيا، مؤكدا أن هذه الثورات كشفت عن طاقات هائلة لشبابنا وطلابنا، وهي طاقات سيكرسها شبابنا الفلسطيني لاستعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام واستكمال مسيرة الحرية والاستقلال.