السبت: 16/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الام الحزينة : ابنها حكم بمؤبدين وهدم البيت ولا تستطيع حتى دفع الايجار

نشر بتاريخ: 23/02/2011 ( آخر تحديث: 23/02/2011 الساعة: 17:51 )
سلفيت-معا- بخطوات أثقلها الانتظار وأتعبتها سنوات الحرمان تسير للهاتف وتتصل ببرنامج على الطاولة الذي يبث عبر أثير شبكة "معا" الإذاعية لتسرد قصتها وحزنها وصبرها وقهرها وفقرها ، وبيدها التي تظهر عليها علامات الإصابة ترفع السماعة ليأتيك صوت الحاجة ام نزار عبد الفتاح، والدة الأسير بلال من خربة قيس جنوب سلفيت، تحدثنا عن محطات حياتها التي لونها الاحتلال بريشة الحزن والعذاب والقهر بكافة أشكاله .

زقالت "ان ابني محكوم مؤبدين وخمسة وعشرين سنة وكان اعتقل بتاريخ 20/8/2002بتهمة قتل مستوطنين وهو من كتائب شهداء الاقصى المحسوبة على حركة فتح، ويقبع الان في سجن السبع ولا يسمح لنا بزيارته او رؤيته وقد قضى من حكمة تسعة أعوام" .

وتروي ام نزار قصة الحادثة التي ألحقت الأذى بيدها وتقول" كنا في زيارة للسجن ونجلس في قاعة كبيرة ننتظر بها عادة، وفجأة دخل الجنود علينا وأغلقوا الباب بشكل عنيف على يدي ولم اظهر لأي احد إنني أصبت، وأخفيت ذلك عن الجميع حتى لا أزيد من معاناة عائلتي وحينها لم يكن يشغل بالي سوى ابني ، وفوق ذلك و بعد شهر من سجن ابني عاد الاحتلال وهدم منزلي ليزيد على معاناتي معاناة أخرى ، ولم يسمح لنا بإخراج أي غرض من البيت ، وللأسف فقد دفعت عنا وزارة المالية بدل ايجار بيت وتوقفت عن ذلك منذ ثلاثة اعوام ليتراكم علينا مبلغ 3600 دينار اردني والى ألان لم يسأل علينا احد من الجهات المسؤولة لا أحزاب ولا حكومة ولا جمعيات ولي ثلاثة أعوام مشردة في بيوت الإيجار و تراكم المبلغ الذي لو كنت قوية والحال جيد لما احتجت احد ولكني اعيش مع ابني وظرف ووضع العائلة المادي صعب لهذا خرجت من المنزل ، وتقدمت بشكوى ولكن لا حياة لمن تنادي .

بين حرمانها من احتضان ابنها وخسارة منزلها تبقى ام نزار أسيرة بين آلام الاحتلال وإهمال الجهات المسؤولة.

وفي محاولة لمساعدتها وإيصال صوتها اتصل البرنامج مع محافظ سلفيت عصام ابو بكر الذي استمع لقصة ام نزار التي قد تكون واحدة من عشرات الأمهات المكلومات على بُعد الأحباب القابعين في سجون الاحتلال ونتغنى بهم ليل نهار مع قصور واضح في متابعة الشؤون المعيشية لاجمل ما في الكون وهي تلك الام وما تحمل من حب .

المحافظ ابو بكر من الأشخاص الذين يعرفون ماذا تعني معاناة ام نزار فعلق قائلا"انا كنت أسير سابق وقضيت 14 عاما في السجن لهذا اشعر بمعاناة ام نزار أكثر من غيري ، وأنا لم أكن اعلم بقصة ام نزار ولهذا سأقدم لها المساعدة وكل ما تحتاج ، وأفضل وسيلة لمساعدتها ان تأتي الى المحافظة وإذا لم تكن قادرة على المجيء سأبعث لها مندوبا لينظر في وضعها ويقدم لها المساعدة اللازمة والتي تتناسب مع وضعها ، وبالنسبة لزيارة ابنها في السجن سنبذل جهد في هذه القضية لتتمكن من زيارته هي وشخص أخر من عائلتها، وأتمنى ان ننجح في ذلك".

ووعد ابو بكر بحل سريع لمشكلة ام نزار وتوفير مكان كريم لام يستوجب تكريمها .