الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف
خبر عاجل
استشهاد رجل أمن وإصابتين احدها خطيرة خلال اشتباكات مع خارجين عن القانون في جنين

فيرونيكا أبو سيسي تتهم "الموساد" باختطاف زوجها

نشر بتاريخ: 26/02/2011 ( آخر تحديث: 26/02/2011 الساعة: 23:33 )
غزة- معا- "كنت يومياً أتوقع فقدان زوجي في قطاع غزة الذي نعيش فيه منذ 12 سنة بسبب بشاعة العدوان الإسرائيلي، لكنني لم أكن أتوقع أن أفقده في بلدي الآمن أوكرانيا"، بهذه الكلمات عبرت المواطنة الأوكرانية فيرونيكا أبو سيسي (31 عاما) عن مشاعرها إزاء الغموض الذي يلف مصير زوجها الفلسطيني الدكتور ضرار أبو سيسي، الذي لا يزال مفقودا منذ ستة أيام في أوكرانيا.

ونقل موقع "الجزيرة نت" عن فيرونيكا قولها إنها وزوجها سافرا قبل شهر إلى أوكرانيا، التي حصل فيها على شهادة الدكتوراه في هندسة الشبكات الكهربائية، بهدف زيارة أهلها وعيادة أمها المريضة، بعد انقطاعهم عنهم فترة 12 عاما بسبب العدوان الإسرائيلي، ولإنهاء معاملات تتعلق بالإقامة وتسجيل آخر أطفالهم.

اختفاء غامض

بدأت قصة فقدان الزوج ضرار- البالغ من العمر 42 عاما- في 18 فبراير/ شباط الجاري، حيث استقل ليلا القطار المتجه من مدينة خاركوف شرقي أوكرانيا إلى العاصمة كييف (التي تبعد 480 كيلومترا عنها) لاستقبال أخيه يوسف في مطار العاصمة (باريسبول)، الذي قدم خصيصا من هولندا لرؤية أخيه، بعد 15 عاما من الانقطاع عنه وعن أهله في غزة.

وفي صباح اليوم التالي فوجئ أحد أصدقاء ضرار –الذي كان في انتظاره في محطة قطارات كييف ليقله إلى المطار– بأنه لم يخرج من العربة السادسة التي استقلها في القطار، وفوجئ يوسف بأن أخاه لم يكن في استقباله في المطار.

وبعد عدة ساعات من انتظار أخيه في المطار وفشل محاولات الاتصال نصح بعض العرب الذين كانوا موجودين في المطار يوسف بالاتصال بالجالية الفلسطينية وإبلاغ الشرطة.

اختطاف وتحركات

اتصل يوسف بصديق أخيه ومسؤولين في الجالية الفلسطينية، وتحركت الجالية الفلسطينية في خاركوف التي انطلق منها ضرار. فكان أن أبلغتهم إدارة محطة القطارات –التي اتصلت بمسؤول القطار وموظفة العربة السادسة– أن مجهولين دخلوا القطار بعد ساعتين من انطلاقه أثناء توقفه في إحدى المحطات، واختطفوا الدكتور الفلسطيني بعد أن أروه بطاقات تثبت أنهم رجال أمن. واختطفوه إلى مكان مجهول.

وبعد الحصول على تلك المعلومات تحركت شرطة العاصمة بنفسها في القضية، واتصلت بمسؤول القطار وموظفة العربة السادسة، ليغيروا أقوالهم، ويؤكدوا أن كل شيء كان على ما يرام، وأنه لم يتم اختطاف أي شخص من القطار.

ثم سرعان ما أخذت القضية تتسع حجما، خاصة بعد أن قدم يوسف والزوجة فيكتوريا والسفارة الفلسطينية وعدة منظمات حقوقية أخرى، من أبرزها منظمة "معا والقانون" المتخصصة في حقوق الأجانب في أوكرانيا، بلاغات وطلبات تدخل إلى إدارة الرئاسة الأوكرانية ووزارة الداخلية وجهاز المخابرات والنيابة العامة.

الموساد في قفص الاتهام

وقالت الزوجة فيرونيكا ابوسيسي إنه ليس لزوجها –والذي هو أب لستة أطفال- أي عداوات مع أي أشخاص أو جهات في فلسطين أو أوكرانيا، كما أنه ليس غنيا أو صاحب تجارة بارزة لتختطفه عصابة تريد المال.

وقالت بصريح العبارة إنها تتهم جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" باختطاف زوجها، لأنها تعلم أن جميع الفلسطينيين مستهدفون، ولأن زوجها يشغل منصب مدير محطة الكهرباء في غزة، وكان واحدا من أبرز من أعادوا تهيئتها بعد الحرب الأخيرة على القطاع، مؤكدة أن زوجها موظف حكومي لا علاقة له بأي جهة أو نشاط سياسي.

من جهة أخرى، قال يرينينكو ميكولا المحامي ورئيس إحدى المنظمات الحقوقية إنه لا توجد أي اتفاقيات تعاون بين جهاز المخابرات الأوكراني ونظيره الإسرائيلي "الموساد".

على أية حال، فإذا ما ثبت اختطاف ضرار من قبل الموساد في أوكرانيا فإن ذلك سيطرح العديد من التساؤلات حول وجود وحجم نشاط الموساد على الأراضي الأوكرانية.