السبت: 16/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

كاتب اسرائيلي : ان من يسطو على غرف نوم الفلسطينيين ويطارد الاطفال في الازقة ويهدم الاف المنازل لن ينتصر في حرب

نشر بتاريخ: 27/08/2006 ( آخر تحديث: 27/08/2006 الساعة: 19:42 )
بيت لحم - معا- هاجم الكاتب الاسرائيلي غدعون ليفي في مقال نشرته صحيفة "هأرتس"حركة الاحتجاج التي يقودها جنود الاحتياط المطالبون بلجنة تحقيق تفحص اخفاقات الحرب على لبنان .

وقال الكاتب اليساري في مستهل مقالته النقدية " لقد عاد فتية الشموع الذين بكوا رابين في ساحة الملوك دون ان يفهم احد ماذا يريدون او ماهي مطالبهم الى ساحة الورود احتجاجا على الحرب لكن بعد انتهائها وكما لم يفهم احد مطالب فتيان الشموع لم يفهم احد مطالب جنود الاحتياط وعائلات القتلى ".

وتساءل الكاتب "ان الاتهامات الاساسية يجب ان يوجهها هؤلاء الى ذاتهم فاين كانوا حتى الان ؟ واذا كانت طلباتهم محصورة في استقالة بعض المسؤولين فهم يضيعون وقتهم فاذا استقال هؤلاء سيتخذ توائمهم مكانهم في القيادة دون ان يتغير شيئ " بيرتس اولمرت حالوتس الى البيت و بيبي نتنياهو وبراك وموفاز الى السلطة ".

ودعا الكاتب الى عدم تعليق الامال على حركة الاحتجاج الحالية كونها لا تهدف الى احداث تغيير جذري وقال " لقد لاحت في افق النقاش الجماهيري اسئلة ملحة ومهمة بعد سنوات رهيبة من القتل والموت وهذا امر يجب تشجيعه والاهتمام به لكن افق حركة الاحتجاج الحالية لايدعو الى تعليق الامال عليها حيث تنحصر ادعاءاتها في قضيتين اساسيتين اولهما عدم استعداد الجيش لهذه الحرب ونقص الجاهيزية التي عانى منها والثانية انتهاء الحرب دون ان تحقق اهدافها وفيما يتعقل بالادعاء الاول هناك من يتحمل المسؤولية الشخصية وقضيتهم الثانية لا تستحق الاحتجاج ".

واشار الكاتب الى تجاهل الحركة الاحتجاجية للكثير من الاسئلة الهامة التي تلوح في الافق مثل لماذا خرجنا الى هذه الحرب غير الضرورية وكيف كان يمكن منعها ؟ ولماذا تسيطر الحرب على لغتنا ومنطقنا ؟ وما هي حدود استخدامنا للقوة ؟ واين نتجه حاليا ؟ وحتى لو نجحت حركتهم الاحتجاجية واستقال ثلاثة او اربعة مسؤولين فلن يغير هذا الامر شيئا ولجنة التحقيق التي فحصت اخفاقات حرب اكتوبر خير دليل .

واعتبر الكاتب ان ما اسماه الحركة البكائية بعد انتهاء الحرب لا ولن تشكل اجندة وطنية طالما تتهرب من الاسئلة الاساسية وحتى ستشكل خطرا جيدا اذا ما حصرت نفسها في مطالبها المعلنة مطالبا المحتجين في حديقة الورود والذين وقعوا على عريضة الاحتجاج سؤال انفسهم قبل كل شيئ اين كانوا حتى الان ؟ لقد خدم الكثير منهم داخل المناطق الفلسطينية المحتلة وساعدوا على تعزيز الاحتلال وقمع الفلسطينين وحماية المستوطنين مسترجلين على الفلسطينين الضعفاء ونسوا ان يتدربوا لمواجهة الاقوياء واخذوا قسطا كبيرا في تنفيذ المشاريع القومية الخاسرة من اقامة جدار الفصل الى تعميق الاحتلال وتعزيزه مرورا بمشروع الاستيطان وشاهدو بام العين كيف تحول الجيش الى قوة احتلال غاشمة تمارس بطولتها على الضعفاء .

وحمل الكاتب مسؤولية عدم جهوزية الجيش لجنود الاحتياط الذي شاركوا في قوة القمع وصمتوا عنها ولا يمكنهم الادعاء بالمفاجأة من سوء اداء الجيش مضيفا " لقد كانوا هناك عندما غير الجيش وجهته ، ان من يفحص بطاقات الهوية على الحواجز ويطارد الاطفال في الازقة ويهدم الاف المنازل ويسطو على غرف نوم الفلسطينين لا يستعد للحرب وكان عليهم ان يعرفوا ان اعمال جيش الاحتلال ستزيد النقمة عليه وان سياسة الرفض الاسرائيلية تعرض الدولة للخطر اكثر من اي شيئ اخر وان امتحان الجيش الحقيقي ليس في قصبات المدن الفلسطينية وحتى عدم جهوزية الجبهة الداخلية يجب ان لا تفاجئهم لان الدولة التي تقمع ضعفاءها بصمت ستفشل ايضا في الحرب فاين المفاجأ في ذلك ؟.

وتناول الكاتب ادعاءات جنود الاحتياط حول نهاية الحرب وقال " بدلا من سؤالهم لماذا بدأت الحرب يسألون لماذا توقفت ؟ واذا كان هناك شيئ نستطيع من خلاله مدح قيادة الحرب هو ترددهم في ايامها الاخيرة وكنت اتمنى لو ترددوا قبل ذلك وفيما لو استمرت الحرب اين كنا سنصل ؟ وكان من الافضل ان يحتج هؤلاء ضد انفعال وتهور واندفاع وتصميم القيادة الاسرائيلية بداية الحرب وليس على قرار وقفها ".