بيت بيت شارع شارع زنقة زنقة الصحافة ارتبكت والصحافيون تعبوا
نشر بتاريخ: 26/02/2011 ( آخر تحديث: 27/02/2011 الساعة: 22:24 )
بيت لحم - تقرير معا - بدأت علامات التعب والارتباك تظهر على وجوه الصحافيين العرب خلال تغطيتهم لاحداث الثورات والتظاهرات الراهنة في الدول العربية المختلفة، ومن جبال الاوراس في الجزائر الى قرطاجة وثورة الياسمين في تونس الى تعز والمقلة وعدن وصنعاء في اليمن الى ميدان التحرير والاسكندرية وكورنيش النيل وماسبيرو في مصر الى المنامة وميدان اللؤلؤة ومملكة البحرين في الخليج الى طرابلس وبنغازي وقبائل الطوارق في ليبيا يواصل المصورون والمحررون والمراسلون الوصول الى كل بيت وكل شارع وكل ميدان لمعرفة الحقيقة.
الجمهور العربي تعب من المشاهدة والتحديق، لكنه يطلب المزيد والمزيد من المعلومات والصور، فلم تعد الشاشات تروي ظمأه وراح الى اليوتيوب والفيس بوك وتويتر والشبكة العنكبوتية والصحف المطبوعة والاذاعات وتحطمت كل قواعد التدقيق في الخبر فوقعت اخطاء، واحيانا اخطاء جسيمة وتعرّض صحافيون للضرب والاعتداء لمجرد انهم يعملون مراسلون لهذه المحطة او تلك.
ولم تكن طواقم الصحافة محظوظة دائما مثل طاقم الجزيرة في فلسطين، حيث قال مدير مكتب الجزيرة في اخر اجتماع مع رئيس الوزراء سلام فياض انه يتقدم بالشكر له وللرئيس وللشرطة الفلسطينية على حماية مكتب الجزيرة وبشكل اخلاقي رفيع خلال الازمة، ولكن في دول اخرى جرى الاعتداء بالضرب على طواقم الجزيرة والعربية والصحافيين الفلسطينيين بل ان صحافية امريكية تعرّضت للاغتصاب في احد الميادين العربية !!
الصحافيون والمصورون الفلسطينيون، ارسلتهم وكالات الانباء العالمية الى المناطق الساخنة لجدارتهم ولتجربتهم في تغطية الاخبار الساخنة وكانوا متواجدين في كل الدول واخرها ليبيا.
الفضائيات خرجت بموجات مفتوحة، وتألق بعضها وسقط الاخر في نقص المعلومات او الارتجالية او التعصب، فبرزت قناة الحرة بقوة في ثورة مصر، واستعادت B B C باللغة العربية مكانتها في الاحداث، بل ان ال C N N تراجعت امام الجزيرة بالانجليزية، وتألقت قناة ON TV المصرية ودريم كمحطات مصرية خاصة على حساب القنوات القومية.
اما التلفزيون الرسمي المصري فحظي باكبر قدر من الانتقادات بعكس التلفزيون الرسمي التونسي الذي نجح في تجاوز الازمة بأقل خسائر ، اما تلفزيون فلسطين فغاب عن الثورات العربية ولجأ الى المسرحيات والمسلسلات الطويلة ولم يفتح ندوات او يغطي مؤتمرات شعبية او سياسية فلسطينية ما جعله عرضة لانتقاد المثقف الفلسطيني.
من خرجوا من لعبة التغطية للثورات العربية خسروا جمهورا كبيرا وعانوا استنزافا كبيرا، اما من عملوا فأخطأؤا كثيرا لكنهم ظلوا في معركة التحدي والشهرة ، ورغم الانتقادات ضدهم الا انهم يستحقون مواصلة السباق.
قناة الجزيرة التي ارادت عن طيب خاطر ان تجلس في عين العاصفة، تعرضت للتشويش والاتهام، ورغم اخطائها العديدة الا انها استثمرت كل طاقتها في التغطية وكانت ترغب في تسخين الخبر لدرجة التبخر احيانا، اما قناة العربية فخرجت تشمّر ذراعيها وغيّرت طريقة تبريد الخبر الى تسخينه، ولا نعرف بعد هل كان الامر بعد ترك مديرها السابق عبد الرحمن الراشد ام انها امر منفصل عن ذلك.
مرفق صورة لقناة العربية اخطأت خلالها فكتبت ان معمر القذافي يريد لكل الشعب الليبي ان يموت رغم ان الخبر كان على عكس ذلك حيث قال القذافي ان الزعيم الذي لا يحبه شعبه هو زعيم يستحق الموت وليس كما ذكرت العربية.
اما قناة الجزيرة ومن شدة تسرعها في نقل الاخبار فكتبت ان الشيخ القرضاوي يطلب من القوات المسلحة ان تطيع زعيمها اذا طلب منهم ابادة شعبهم، وطبعا الحقيقة كانت معاكسة فالقرضاوي طلب عكس ذلك.
اخبار كثيرة، واحداث تشبه الخيال، ورغبة المشاهدين في المزيد والمزيد من الصور دفعت القنوات التلفزيونية العربية للطلب من الجمهور ارسال ما تلتقطه كاميراتهم الى مواقع الانترنت لاستخدامها، ما يفسح المجال للكثير من التغطية والكثير من الارتجالية وفقدان السيطرة.
علما ان نسبة القراء على وكالة معا قد تضاعفت في الشهر المنصرم، ومن المشاهدات الاكثر غرابة ان الشبان الصغار قد نقلوا مقطع من خطب القذافي والذي يقول فيه ( بيت بيت شارع شارع زنقة زنقة ) وحوّلوها الى زنة لجهاز الموبايل، سواء من باب التندر او الاستغراب او الاعجاب بعناده الذي فاجأنا جميعا !!!