في غزة: حضرت الشاي فحرقت الغرفة الوحيدة وماتت مع أخويها
نشر بتاريخ: 27/02/2011 ( آخر تحديث: 28/02/2011 الساعة: 14:00 )
غزة- معا- لم يكن يدُر لدى الطفلة ناريمان مصطفى مصبح (14 عاماً) من بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة أن كأساً من الشاي تعده لها ولأخوتها ووالديها سيضع نهاية لحياتها وحياة شقيقها الأصغر الحبيب إلى قلبهم محمد "عام ونصف" وشقيقتها الثانية هادية ستة أعوام في ليلة باردة من ليالي شباط.
فقد أتت الليلة الماضية نيران اشتعلت بغرفة عائلة مصبح على ثلاثة من أطفاله بعد أن قامت الطفلة ناريمان- على حد قول عمها- بتحضير ابريق من الشاي مستخدمة بابور الكاز إلا أن الكاز انسكب بلا إرادة منها على أرضية الغرفة الممتلئة بالفراش فاشتعلت النيران وأتت على كامل المكان والأطفال ناريمان وهادية ومحمد واستطاع والداهما وشقيقهما الأكبر أن يخرجوا بشق الأنفس من المكان المشتعل بعد أن أنقذوا الطفلة شيرين ذات الأربعة أعوام من موت محقق.
وكما يقول عم الطفلة المتوفاة فإن عائلة شقيقه أبو جمال تعاني من فقر مدقع وأن شقيقه يقطن مع عائلته المكونة من ثمانية أولإد في غرفة واحدة ممتلئة بالفراش وفيها يطبخون ويأكلون وينامون.
وعن استخدامهم بابور الكاز أشار إلى أن غاز الطهي قد نفد منذ مدة من بيت شقيقه وعليه فإن العائلة تعتمد على بابور الكاز الذي انتشر مؤخرً في قطاع غزة كأحد بدائل غاز الطهي الذي يعاني من التقليص الإسرائيلي مرة بعد مرة.
أما والد الأطفال الذي يعاني من حالات إغماء متكررة فيقول شقيقه أن أشقائه هرعوا خلف شقيقهم أبو جمال الذي كان يصرخ منادياً أطفاله صباح اليوم غير مصدق أنهم فارقوا الحياة.
ويعمل والد الأطفال كمزارع مستأجر "أجير" في أراضي بلدة بيت لاهيا مقابل عشرة – 30 شيقل يومياً، وهو مبلغ لا يسمن ولا يغني من جوع على حد وصف شقيقه الذي أكد أن عائلة شقيقه كانت بحاجة لكل مستلزمات الحياة بدءا من البيت وليس انتهاء بمستلزماته عدا عن المصروف الشهري أي أنهم كانوا بحجة " ليعيشوا كما يعيش باقي البشر".