اسير محرر من طولكرم يروي تفاصيل الاعتقال والظروف المعيشية في السجون
نشر بتاريخ: 28/08/2006 ( آخر تحديث: 28/08/2006 الساعة: 15:34 )
طولكرم- معا- افاد الاسير المحرر رامي يوسف البري, والذي افرجت السلطات الاسرائيلية عنه يوم أمس الاحد من سجن هشارون, إن الاسرى في السجون والمعتقلات الاسرائيلية يعيشون ظروفا صعبة جداً منذ عملية أسر الجندي الاسرائيلي "جلعاد شليط" في غزة.
وقال البري لمراسل "معا":" بعد ان كنا في سجن هشارون نخرج كل صباح لممارسة الرياضة لمدة ساعة واحدة, قامت ادارة السجن بحرماننا منها, ولم نعد نستطيع لعب الرياضة منذ شهرين تقريباً, اضافة الى تقليص مدة النزهة "الفورة" من خمس ساعات يوميا الى ساعة إلا ربع فقط".
واضاف البري" اصبحنا نعامل معاملة الحيوانات بل اكثر من ذلك, فالتفتيش العاري المهين اصبح بشكل يومي, اضافة الى العقوبات التي نتعرض لها على ايدي السجانين, ونقلنا الى الزنازين لأيام وفترات طويلة".
أما الاسرى المرضى فقال عنهم البري " يعانون معاناة كبيرة جداً , من يصيبه مرض داخل السجن فعليه ان يتألم يومياً , فإدارة السجن تهمل المرضى ولا تقدم لهم العلاج الصحي المناسب , وبعد عدة خطوات احتجاجية من قبل الاسرى تكتفي ادارة السجن بتقديم المسكنات لأي حالة مرضية " .
وبخصوص زيارات الاسرى لأهاليهم قال الاسير المحرر رامي البري " لقد حرمتنا ادارة السجن من زيارة اهالينا لأكثر من شهرين متتاليين , وبعد كل هذه المعانات , سمح اخيراً لنا بالزيارة , ولكنها قلصت الزيارة من اصل (45) دقيقة وهو الوقت الاصلي , الى نصف ساعة فقط , وبعد عدة زيارات تم تقليص المدة مرة اخرى من نصف ساعة الى ( 15) دقيقة " .
اما زيارة الاهالي لأبنائهم الاسرى قال البري " اهالينا يتعرضون لشتى انواع الاذلال والاهانات على ايدي الجنود الاسرائيليين , فإجراءات التفتيش معقدة جداً وطويلة للغاية , اهلنا يخرجون من بيوتهم فجراً ليتمكنوا من الوصول الينا داخل السجن بأسرع وقت ممكن , إلا انهم ورغم ذلك يستطيعون زيارتنا عند الساعة السادسة مساءً , وبسبب الوقت المتأخر تم تقليص وقت الزيارة الى (10) دقائق فقط , أي ان الاسير لا يستطيع ان يتحدث الى اهله بحرية " .
وعن الاغراض المسموح إدخالها اليهم داخل السجن افاد البري " كل شهرين يسمح لنا بإدخال الملابس لمرة واحدة , وبالرغم من ذلك فلا يسمح لنا بإدخال الكمية المطلوبة , وتقوم الادارة بإتلاف عدد كبير من الاغراض الموجودة مع الاهالي والتخلص منها , بل في كثير من الاحيان يقوم الجنود بمصادرتها وسرقتها " .
وعن الكنتينا تحدث البري " اصبحنا نعتمد بشكل اساسي على طعام الإدارة السجن والذي يفتقر لأي مقومات الحياة , فأسعار الكنتينا باهضة جداً ولا نستطيع شراء أي شيء منها بسبب عدم توفر المال وعدم صرف رواتبنا داخل وخارج السجون , وان توفر المال فهو قليل.
وعقب عملية الوهم المتبدد في كرم ابو سالم، وأسر الجندي الاسرائيلي " جلعاد شليط، " قال البري " سحبت منا كل الانجازات التي حققناها , واصبحت الادارة تتصرف معنا بوحشية وحقد اكبر , بل عندما يسمعون أي صوت داخل الغرف يقوموا بمعاقبة الجميع بحجة اننا فرحين بسبب أسر الجندي الاسرائيلي " .
واضاف البري " لا شك ان عملية أسر الجندي بعثة فينا جميعاً الامل الكبير بالافراج عن الاسرى ذوي الاحكام العالية , إلا ان المعاناة زادت وتفاقمت , التلفاز سحب من الغرف , وتم عزلنا عن العالم الخارجي , اضافة الى سحب " البلاطة " التي نستخدمها للطهي او غلي الشاي و القهوة " .
الجدير ذكره ان الاسير المحرر رامي يوسف ذيب البري (26) من سكان مدينة طولكرم , اعتقل بتاريخ 8-4-2004 خلال عملية عسكرية اسرائيلية واسعة في الحي الغربي من مدينة طولكرم , حيث تم محاصرته مع مجموعته في كتائب شهداء الاقصى وطلب منهم تسليم انفسهم الى جنود الاحتلال ومن ثم اقتيادهم الى داخل اسرائيل .
وتنقل البري في عدة سجون اسرائيلية بداية بــ عوفر . مجدو . الدامون . هشرون , وحكم عليه حينها بالسجن الفعلي لمدة ثلاثون شهراً وغرامة مالية قدرها (2000) شيكل .