الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

في حال لم ينته الانقسام- هل يريد الشعب اسقاط فتح وحماس؟

نشر بتاريخ: 27/02/2011 ( آخر تحديث: 28/02/2011 الساعة: 13:36 )
بيت لحم- تقرير خاص لـ "معا"- اثر فشل التنظيمين الكبيرين "فتح وحماس", في تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني بالحرية والكرامة والاستقلال واستمرار حالة الانقسام للسنة الرابعة , بسبب انسداد قنوات الحوار بين الجانبين , وتواضع الحصاد المفاوض والمقاوم ،فان دعوات باتت تنطلق لاقصاء التنظيمين وفتح المجال لخوض ثورة جديدة تحاكي في شعاراتها واهدافها الثورات العربية المجاورة وصولا الى اسقاط الاحتلال واقامة الدولة.

انطلاقا من هذه المعطيات والوقائع, طرحت وكالة معا عبر الزميل بسام ابو عيد سؤالين على فتح وحماس والفصائل ومحللين وكان الاتي.

س-في ظل هذا الفشل في الضفة وغزة هل سيضع الشعب نصب عينيه اسقاط فتح وحماس ويضع ذلك ضمن اولوياته؟

س-هل الشباب الفلسطيني كما نظيره العربي قادر على حمل الراية ؟

فتح: الشباب سيثور على الاحتلال الان وبعدها على الفصائل

من جهته لم يستبعد الدكتور صبري صيدم مستشار الرئيس عباس , انفجار ثورة شبابية في وجه الفصائل ولكنها لن تكون في المدى القريب.

وقال" الانفجار سيكون على المدى البعيد في وجه الفصائل اذا لم تغير او تتغير, لكن الانفجار سيكون في وجه الاحتلال في المدى القصير لا سيما من خلال الدعوات على المواقع الاجتماعية من قبل شباب فلسطين وتحديد تواريخ لذلك وطرق تلك الاحتجاجات لكن بطرق سلمية".

وقال": رغم رهان الكثيرين ان الشباب الفلسطيني سيثور في وجه الفصائل جميعها, لكنه توحد تحت شعار انهاء الانقسام والتركيز على الوحدة الوطينة.

لكن هذا لا يعني والكلام لصيدم, ان الفصائل لم تستلم الرسالة بان عليها ان تغير في "ميكانيزم" عملها واستثمارها لجيل الشباب, لا سيما وان الفصائل تخلت بالفعل عن الشباب بالمفهوم الفعلي والعملي, والاحزاب وان كابرت قد وصلتها رسالة التغيير وعرفت ان دور الشباب لم يعد دور جماهيري وثانوي.
والتغيير يجب ان يكون سريع واعطاء الشباب فرصة لا سيما وان الشباب قادر على حمل الراية.

لكن المفارقة كانت حينما اتصلنا بالدكتور عزيز الدويك وسالناه السؤال وكان الحوار التالي:

س:في ظل هذا الفشل في الضفة وغزة هل سيضع الشعب نصب عينيه اسقاط فتح وحماس

الدويك منفعل: كلامك فج وبحاجة الى انضاج.

س: انا طرحت السؤال على كل الفصائل وتجاوبوا ؟

الدويك: الثورة في مصر قامت بناء على الظلم وعلى الساحة الفلسطينية هناك ظالم ومظلوم , ونواب التشريعي الذين اختطفوا وتنكر العالم للانتخابات .

س: وهل اختطاف النواب يقف عائق امام انهاء الانقسام مثلا؟

الدويك: غضب وهاجم وقال ان الحق سينتصر.

س: دكتور اذن هل حماس مظلومة؟

الدويك: انا بكلمك واللي مثلك زمان مروا علي وانا مشغول وليس لدي الوقت لاجيب واقفل التلفون.

وزير الثقافة السابق: فتح فقدت مصداقيتها وحماس موتت شعبها.

وقال وزير الثقافة السابق الدكتور ابراهيم ابراش انه سيكون عنوان استفزازي ان ترفعه الجماهير لان فتح وحماس اكبر فصيلين وهما اصحاب السلطة وهذا لا يعني ان الشعب راضي عن ادائهما لذلك لا بد ان يرفع الشعب انهاء الانقسام وهو بطريقة غير مباشرة يعني اما ان ينهوا الانقسام ويعيدوا المشروع الوطني كمشروع تحرر والا نحن سنتخلى عنكم.

واضاف "خروج ثورة شعبية يعني تمرد على الاحزاب القائمة وهو ما جرى في مصر , لم تكن الثورة ضد مبارك وانما كانت ضد الاحزاب ايضا التي عجزت عن تغيير الاوضاع, واسقاط النظام يعني اسقاط الاحزاب والنظم ايضا ".

وتابع ابراش": ان الشباب الفلسطيي يحاول رفع شعار انهاء الانقسام وهو شعار موجه للنظام -اي فتح في الضفة وحماس في غزة لفشلهما في تقديم مشروع سلام ومشكلة تفعيل المقاومة , اضافة الى ان الاحزاب الاخرى ايضا اصبحت عبء على الحالة الوطنية.

ولكن الجمهور الفلسطيني وفقا للدكتور ابراش لا يريد ان يكون في مواجهة مباشرة معهما لانهما يملكان السلاح والمال, لا سيما وانهما وباقي الفصائل يحاولون الالتفاف على تحركات الشباب من خلال دعوات لتظاهرات واعتصامات.

واضاف": هناك بالفعل تحركات يحضر لها الشباب وهم بحاجة الى تشجيع ودعم الان , لا سيما وان الشباب يستطيعون حمل الراية على غرار ما يحصل في الوطن العربي خاصة وان الشباب في فلسطين هم الشعب الفلسطيني لان نسبتهم تمثل حسب الاحصائيات الاغلبية وفتح وحماس لا تمثلان الاغلبية وان فتح فقدت مصداقيتها وحماس موتت شعبها.

صالح زيدان: نعم الشعب يريد اسقاط حماس وفتح والفصائل وم.ت.ف

من جهته ايّد القيادي في الجبهة الديمقراطية صالح زيدان ثورة شعبية يستقط السلطتين في غزة والضفة الغربية بسبب عدم الاستجابة لمتطلبات التغيير الديمقراطية التي تجتاح المنطقة برمتها.

وقال القيادي في الجبهة الديمقراطية ": هذا خيار مطروح ومطروح بقوة خاصة وان جرس التغيير يدق على باب فلسطين كما يدق على ابواب الانظمة العربية لا سيما وان سلطتي حماس وفتح لم تستفيدا حتى الان من التحركات التي تنتقل من بلد الى بلد وجوهر الدروس هو انهاء الانقسام وفشلهما في خلق استراتيجية سياسية بديلة ".

واضاف": ان التغيير سيعصف بالفصائل ايضا وليس بفتح وحماس على ضوء كل اشكال الفشل المذكورة وعدم الاستجابة لمتطلبات الشباب على كافة الصعد وتركه على قارعة الطريق ولان السلطة وفتح مطلوب منها كما هي حماس في غزة التجاوب مع متطلبات التغيير ".

وتابع": للاسف الانظمة كما هي لدينا انظمة استبداد وقهر وفساد, ومتطلبات التغيير ليس رفع الصوت وانما تقديم النموذج , انتخابات لكل فئات الشعب, متطلبات اجتماعية واقتصادية ".

الشعبية: الحركتان مسؤولتان

من ناحيته كشف عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، جميل مزهر ، عن ان الجبهة ستعمل من اجل تنظيم تحركات شعبية عارمة في الضفة وغزة على حد السواء لمطالبة الطرفين (فتح،حماس) بالخضوع للارادة الشعبية الداعية الى انهاء الانقسام باعتبار ان الحركتين مسؤولتان عن الحالة القائمة وتعميق الانقسام الداخلي الامر الذي يلحق ضررا كبيرا بالقضية الوطنية وبات يعيق مواصلة النضال الوطني من اجل انهاء الاحتلال.

وقال " انهاء الانقسام اولوية رئيسية من اجل استمرار المقاومة والنضال الوطني لانهاء الاحتلال ومقاومة السياسة الاسرائيلية"، مؤكدا ان الشعار الذي يجب ان يرفع هو انهاء الانقسام وليس اسقاط الطرفين.

د.جقمان:حماس وفتح سيقمعان اي ثورة

ورأى من جانبه استاذ الديمقراطية وحقوق الانسان في جامعة بيرزيت، د.جورج جقمان، ان امكانية رفع شعار اسقاط حكم حركتي فتح وحماس في الضفة وغزة والتحرك الشعبي العارم من اجل تحقيق ذلك هو امر بعيد المنال لاعتبارات عديدة منها ، عدم توفر الزخم الجماهيري الواسع والعارم في ظل احكام قبضة الطرفين على التحركات الجماهيرية في غزة والضفة على حد سواء ما يجعلهما قادرين على السيطرة واخماد اية تحركات تطالب بمثل هذا المطلب.

وقال " الواقع في الضفة وغزة يختلف عنه في مصر على سبيل المثال التي يمكن فيها تنظيم مسيرات مليونية بسهولة مقارنة مع صعوبة تنظيمه في الاراضي الفلسطينية خاصة اذا ما رفع شعار اسقاط الطرفين"، مؤكدا ان اختيار شعار "انهاء الانقسام " والضغط على الطرفين والزامهما بانجاز المصالحة الوطنية يعتبر هدفا قابل للتحقق اكثر من اية اهداف اخرى.

واشار الى ان الممارسات على الارض تؤشر الى وجود مخاوف لدى الطرفين في الضفة وغزة من مثل هذه التحركات واتساعها واتضح ذلك من خلال حرصهما على الزج واختراق المسيرات والتحركات الشعبية بعناصر امنية عملت على اجهاض هذه التحركات حتى المنادية بانهاء الانقسام من داخلها.