"زنقا زنقا".. خرجت من فم القذافي لتغدو "أغنية" للملايين

القدس- معا- امتزجت متابعة الجماهير العربية للثورات الأخيرة في الوطن العربي، رغم مرارتها وقسوتها، بنوع من الفكاهة وانتعشت "بورصة" النكات والطرائف عبر شبكة الانترنت خاصة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" و"تويتر"، التي تسابق مرتادوها في طرح كل ما له علاقة بالزعماء والشعوب في صراح البقاء على الكرسي أو النزول عنه تحت ضط الشغب.

واللافت في هذا المجال ما بات ينشر هنا وهناك عبر فضاء الانترنت الواسع وما تبثه الفضائيات من مواقف "طريفة" بل و"ساخرة" للزعيم الليبي معمر القذافي، الذي عبر الكثير من الناس على شغفهم لسماع خطاباته لما فيها من "نكات" ومواقف "مضحكة"، بعيدا عما تكّنه من مواقف صنعت منه "دكتاتورا" يقف في وجه شعبه بالقوة والجبروت.

قبل أيام بثت قناة "العربية" تقريرا، ملأته ضحكات الزعماء العرب قبل ضحكات المشاهدين، وذلك لان العقيد الليبي طالما ثار على القوانين والقواعد وتمرد على الأصول المعمول بها في كل الملتقيات والقمم، فهو هنا يسخر من القادة العرب ويستهزئ بهم وهناك تراه يمسك بميثاق أو وثيقة ليلقي بها خلف ظهره او يمزقها ساخرا مما فيها.

ومما أثار ضحك المشاهدين ما ورد في برنامج عن حياة الزعيم الليبي بثته "العربية" وظهر فيه وهو يخطب امام جماهير حاشدة من الافريقيين، ويخبرهم بأن امريكا تدعي أن الكوكاكولا لها، فيما أن أصل الكوكاكولا افريقي، حيث اعتاد "ملك ملوك افريقيا" أن يفتي في كل الشؤون وأن يظهر خبيرا في شؤون كل الشعوب.

بعض الشبان الذين التقت بهم "معا" أكدوا أنهم سيفقدون زعيما "غريب الأطوار" في حال تم خلع القذافي عن كرسي الحكم، هذا الزعيم الذي وصفوه بأنه عوّد الجميع على مواقفه المثيرة، وفي أحيان أخرى المحرجة لأقرانه من الزعماء والقادة، لما تكشفه على الملأ من خبايا واسرار.

"عماد" شاب ينتظر بفارغ الصبر الإعلان عن خطاب للقذافي عبر الفضائيات، وعندما يبدأ الزعيم بالحديث لا يقف "عماد" عن الضحك لما يراه من "أقوال للعقيد المجنون".

وامتلأت الصحف حتى "العبرية" بالرسوم الكاريكاتويرية التي تسخر من القذافي، وتظهره كقاتل لشعبه فيما لسان حاله يلهج بالاصلاح والعدل والامان الذي يسمع عنه الليبيون في خطاباته ولا يتبدى لهم رؤى العين على ارض الواقع.

"زنقة زنقة"، من كلمات القذافي "النوعية" التي حفرت مكانا لها في مسامع الناس، وعلى وقعها نسجت الكثير من النكات والطرائف، حتى ظهرت أغنية على "اليوتيوب" انتشرت في الوطن العربي كالنار في الهشيم، ودون حتى معرفة من يقف وراء هذه الإغنية التي انتجها اسرائيلي يسكن في تل ابيب، الأمر الذي خلق جدلا في نهاية الأمر.

وقال منتج الأغنية وهو الصحافي والموسيقي الاسرائيلي نوي موشيه (31 عاما) في مقابلة مع موقع "نيويورك تايمز" الالكتروني أنه شاهد خطاب القذافي يوم الثلاثاء الماضي والذي تعهد فيها الرئيس الليبي بأن يلاحق المتظاهرين "شبر شبر، بيت بيت، دار دار، زنقا زنقا" فقرر أن يمنتج أغنية كلاسيكية.

قال موشيه خلال المقابلة يوم الأحد أنه رأى القذافي "بلباس غريب وكان يرفع يديه" وكأنه في حفلة صاخبة وثم أتى المقطع الذي فيه إيقاع طبيعي فقرر عمل الأغنية.

سمّى موشيه الأغنية "زنقا زنقا" وقد استعمل موسيقى أغنية اسمها "هاي بيبي" لمغني أمريكي الأصل.

ووضع موشي الأغنية على موقع يوتيوب وبدأ حملته الدعائية عبر مواقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك والتويتر دون أن يعرّف موشيه نفسه بأنه اسرائيلي حيث لاقت الأغنية إعجاب الشباب العربي.

وكانت ردة فعل العالم العربي إيجابية، حيث يقول موشيه أنه تلقى رسالة من أحد المعارضين في ليبيا يقول له أنه عندما يسقط نظام القذافي سيرقصون على نغمات الأغنية.

وبحسب موشيه فإن الأغنية الأصلية (التي انتجها) يظهر فيها امرأة شبه عارية، ولكنه تلقى رسائل من الشباب العربي بأن يضع الأغنية بدون الفتاة ليتمكنوا من عرضها أمام أهلهم.

وفي نهاية المقابلة، اعرب موشيه عن تخوفه في حال لم يسقط القذافي أن يبعث أحد أبنائه وراءه، ولكن الأمر "مثير لي كإسرائيلي أن أصنع موجات في العالم العربي".

وليس القذافي وحده من وقع في بحر النكات السياسية فمن قبله الرئيسان المصري والتونسي ومن تدور حولهم غيوم الثورات في العالم العربي، ولكن ما مير القذافي أنه زعيم يثير الضحك في جده واتزانه فكيف إذا ما كان في موقف لا يحسد عليه في مواجهة شعب اجتاحته أشواق للحرية والخلاص مما يصفه بالطاغية والظالم.

يمكنكم مشاهدة اغنية "زنقة زنقة" التي نسجت على وقع خطاب القذافي لشعبه:



وفي فيديو آخر يظهر القذافي على شكل رسوم متحركة من برنامج الأطفال "عدنان ولينا":