الثلاثاء: 08/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

كاتب أمريكى يرصد العوامل الرئيسية وراء اندلاع الثورات في العالم العربي

نشر بتاريخ: 03/03/2011 ( آخر تحديث: 03/03/2011 الساعة: 22:39 )
بيت لحم- معا- رصد الكاتب الشهير توماس فريدمان، في مقاله المعنون "هذه مجرد البداية"، بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الأسباب الرئيسية التي بالإضافة للطغيان وارتفاع أسعار الطعام وانتشار البطالة ورواج وسائل الإعلام الاجتماعية، أدت إلى اندلاع الانتفاضات واحدة تلو الأخرى في العالم العربي والإسلامي.

وقال في مستهل مقاله، إن المؤرخين المستقبليين سيجدون صعوبة بالغة في فك لغز هذه الثورات التي بدأت بإحراق شاب تونسي لنفسه احتجاجا على منعه من بيع فاكهته التي تعد مصدر رزقه الوحيد.

وقال الكاتب الأمريكي، إن أول هذه الأسباب أو العوامل يكمن في الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الذي جاء إلى مصر عام 2009 ليلقى خطابا يظهر الفرق الكبير بين ديمقراطية الغرب التي تسمح لرجل أسود اسم عائلته حسين بقيادة أكبر قوى في العالم، بينما لايزال الشباب في الشرق منغمس في بطالة لا تنتهى ولا يملك حق التصويت وليس له صوت في المستقبل.

ورأى فريدمان، أن "جوجل إيرث" هو العامل الثاني، فرغم أن موقع الـ"فيس بوك" كان سببا رئيسيا في اندلاع ثورات مصر وتونس، إلا أن "جوجل إيرث" بدأ يؤرق السياسة البحرينية عام 2006، عندما كشف كيف يتم توزيع الأراضى بشكل غير عادل، وكيف يقطن عشرات الآلاف من فقراء الشيعة في مناطق صغيرة ومزدحمة، واستغل النشطاء البحرينيين هذا الموقع، وحثوا البحرينيين على استخدام "جوجل إيرث" الذي كشف عن صور أكثر من 40 قصرا ملكيا.

أما العامل الثالث، فمتمثل في إسرائيل، فعندما يضطر رئيس وزراء إسرائيل السابق، إيهود أولمرت للاستقالة لاتهامه بالفساد والتربح غير المشروع، وتوجه المحكمة الاتهامات لأبرز المسئولين وأرفعهم شأنا، ولا يزال يعامل هؤلاء الفاسدون المتربحون من الشعب المصري بكل احترام وتقدير، حتما يستشيط الشباب غضبا.

ورأى فريدمان، أن العامل الرابع يكمن في "أولمبياد بكين"، فرغم أن مصر والصين كانتا حضارتين عظميتين خضعتا كل منهما للإمبريالية وعانتا من الظروف السيئة في خمسينيات القرن الماضي، غير أن الصين تمكنت من بناء ثانى أكبر اقتصاد فى العالم، بينما لا تزال مصر تعيش على المعونة الأجنبية، "فماذا تعتقد شعور الشباب المصري عندما شاهد افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الرائع فى بكين عام 2008".

أما العامل الخامس والأخير، فمتمثل في "الفياضية" تلك الصفة التي ارتبطت برئيس وزراء السلطة الفلسطينية، سلام فياض الذي قدم للعالم العربي قبل ثلاثة أعوام شكلا جديدا من الحكومة يرتكز على "احكم على أدائي، وكيف أوفر الخدمات الاجتماعية، وأجمع القمامة وأوفر فرص العمل"، وليس على كيفية "مقاومتي" للغرب أو إسرائيل.

وكل عربي يمكنه تبنى هذا النهج، فالصينيون تخلوا عن الحرية مقابل النمو الاقتصادي وحكومة محترمة، بينما تخلى العرب عن الحرية وحصلوا في المقابل على الصراع العربي الإسرائيلي والبطالة.